“أرجوك لا تلمس ثيابي” حملة إلكترونية انطلقت عبر مواقع التواصل على يد المؤلفة الأفغانية الأمريكية، بهار جلالي، للحفاظ على الهوية والثقافة.
مبادرات عدة أطلقتها النساء في أفغانستان منذ سيطرة طالبان، لتحارب أي محاولات لقمع النساء، تتنوع تلك المبادرات ما بين مواقع التواصل الاجتماعي، ومحاولات التظاهر على أرض الواقع.
السيدة التي تخطت الخمسين من عمرها، انتقلت لأمريكا وهي في السابعة، وعادت عام 2009 لتدرس في الجامعة الأمريكية في كابول. وبعد السيطرة على الحكم والخوف من تراجع ما حققته النساء من مكاسب، قررت تدشين تلك الحملة، التي تنشر السيدات من خلالها صورا لها بملاس زاهية. وهن ينظرن بثبات وتحدي للكاميرا مبتسمات.
وقالت جلالي، إن تلك الحملة جاءت للرد على القوانين التي تسعى طالبان لفرضها على النساء. ونشرت العديد من السيدات صورهن وهن يرتدين فساتين بألوان زاهية، لتأتي تلك الصورة كسلاح في وجه قوانين ترفضها النساء، وتعود بهن للوراء.
فض تظاهرة للنساء
فضّت عناصر من طالبان من قبل مظاهرة في العاصمة الأفغانية كابل قامت بها عشرات من النساء مطالبات بحقوقهن بعد سيطرة الحركة على أفغانستان. وقالت متظاهرات حينها إن طالبان استخدمت قنابل غاز مسيلة للدموع ورذاذ الفلفل لتفريق جموع المتظاهرات اللائي كن يحاولن الوصول إلى القصر الرئاسي. ولكن ردت طالبان أن التظاهرة خرجت عن السيطرة، ونادت المتظاهرات بالحق في العمل وفي الوجود ضمن الحكومة.
رغم الوعود والتطمينات بشأن المرأة لا تبدو طالبان عازمة حق على إحداث تغيير جذري في رؤيتها للمرأة، المستنبطة من فهمها الضيق لما تعنيه الشريعة الإسلامية. وبعد تولي حكومة مؤقتة من الذكور فقط وإلغاء وزارة شؤون المرأة عاد التوجس مجددا للواجهة.
وردا على غياب النساء قال ذبيح الله مجاهد، المتحدث الرسمي باسم طالبان، إن هذه ليست القائمة النهائية بعد. لكن بعدها بأيام كانت اللافتة التي تحمل اسم وزارة المرأة تُزال من مبنى الوزارة، ووضعت مكانها لافتة مكتوب عليها وزارة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وسبق لجماعات حقوق الإنسان، أن انتقدت وزارة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” في عهدها الأول؛ لإسكاتها المعارضة. وفرضها قيودا صارمة على المواطنين، خاصة النساء والفتيات، فضلا عن نشر الخوف وانعدام الثقة في جميع أرجاء المجتمع.
واشتهرت وزارة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” آنذاك بعد ضرب عناصرها للنساء بحجة أنهن يرتدين ملابس “غير محتشمة”. أو يخرجن دون ولي أمر، ولم يُسمح للفتيات بالتعليم بعد المرحلة الابتدائية، وهو إجراء أعادت الجماعة فرضه الآن بحسب ما تقول “بي بي سي”.
وقبل سيطرة طالبان على البلاد كان يتم حجز 27% من عدد مقاعد البرلمان الأفغاني (250 مقعدا) للنساء، وكان ثمة 69 نائبة في البرلمان. أما الآن فلا يوجد نساء في هياكل وتركيبة طالبان، ولم تسمح طالبان للفتيات بالعودة إلى المدارس. وإن قال متحدثها مجاهد إنه سيُسمح قريبا لهم بالعودة، وقد أعيد فتح المدارس الثانوية. لكن في واقع الأمر لم يُسمح إلا للأولاد والمدرسين بالعودة إلى الفصول الدراسية.
ومن المقرر أن يحظر الاختلاط بين الأولاد والفتيات في المدارس الابتدائية والثانوية، وهو الأمر الذي كان شائعا في عهد الحركة الأول. وفيما يتعلق بالتعليم العالي فقد أعلنت طالبان فصل الرجال عن النساء ووضع قواعد لزي إسلامي داخل الجامعات.
وتنطوي تلك السياسة الجديدة على تغييرات كبيرة مقارنة بالممارسات التي كانت سائدة في الجامعات في فترة ما قبل صعود طالبان للحكم. إذ كان مسموحا بالاختلاط، كما لم يكن هناك زي بعينه يفرض على النساء والفتيات في الجامعات.