قضايا عديدة أثارها الكاتب الصحفي عبدالله السناوي خلال حواره مع الإعلامي عمرو أديب على شاشة قناة “أم بي سي” مصر، منها تعامل الدبلوماسية المصرية مع قضية سد النهضة، وافتقاد مصر لحالة حوار عامة، ودور الجيش في حماية الأمن القومي والشرعية. إضافة إلى حديثه عن دور الإعلام في مناقشة القضايا المتعلقة بمستقبل مصر، وإطلاق الاسترايتيجية المصرية لحقوق الإنسان.
قانون الحبس الاحتياطي
ووصف السناوي، قانون الحبس الاحتياطي بأنّه مخل، وقال إنّ النية انعقدت لدى الرئيس عبد الفتاح السيسي على إلغاء القانون واستبداله.
“الفترة الأخيرة شهدت الإفراج عن نشطاء.. هل حصل حاجة؟ هل حصل زلزلال؟.. كل ما في الأمر إن الناس رجعت لبيوتها وحياتها”. قال السناوي
ودعا إلى الإفراج عن المحبوسين احتياطيًّا باستثناء المتورطين في جرائم عنف ودماء. مؤكدًا أن هناك حالات تستدعي هذا الأمر.
وشدّد السناوي، على أن هذه الخطوة ستكون مفيدة داخلية كما أنّها تساهم في تحسين صورة الدولة أمام المجتمع الدولي.
وأشاد السناوي بصياغة الوثيقة الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي قبل أيام. لكنه أكد أن اتخاذ إجراءات تشعر المواطنين بوجود إصلاحات حقيقية في مجال حقوق الإنسان. سيكون لها مردود أكبر داخليا وخارجيا.
وأشار إلى أنّ الإجراءات على الأرض أكثر تصديقًا من الوثائق والمصلطحات على الورق. مؤكّدًا أن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان تشبه نصوصًا واردة في الدستور، لكن التطبيق هو الأهم.
مصر تفتقد لغة الحوار
وأكد أن مصر تفتقد للغة الحوار الصحي، مؤكدا حاجتنا لاستخدام الإقناع والمنطق في المناقشات سواء في حديث المؤيدين عن الإنجازات أو المعارضين المعبرين عن انتقاداتهم، لافتا إلى أن مصر تشهد حالة من إغلاق المجال العام لم يشهدها عصر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
وتحدث السناوي، عن أن السنوات الأخيرة من عهد مبارك شهدت انفتاحا في مجال التعبير عن الرأي، لافتا، إلى أن البعض تخيل أن هذا الانفتاح كان سببا في إسقاط مبارك، لكنه أكد أنه يتبنى رأيا مخالفا أن الانفتاح الذي شهده عهد مبارك، هو الذي سمح لنظام مبارك بالاستمرار في الحكم منذ عام 2005 إلى عام 2011، واصفا النظام بأنه كان منتهيا منذ عام 2005، وأنه تفكك من الداخل بسبب محاولات توريث الحكم لجمال مبارك.
تجديد الخطاب الديني والأزهر
قضية أخرى أثارها السناوي في حواره تتعلق بتجديد الخطاب الديني، أكد فيها، أنّ تجديد الخطاب الديني ليس وظيفة مؤسسة الأزهر، وإنما مهمة تقع على كاهل الدولة، معتبرًا أن إلقاء هذه المهمة على الأزهر لن تضيف شيئًا.
وأشار إلى أن الفصل بين الدين والتوظيف السياسي للدين مهمة الدولة، داعيًّا إلى اتخاذ إجراءات فعلية على الأرض.
سد النهضة
وفي أزمة سد النهضة، انتقد السناوي الخطاب المصري في التعامل مع هذه الأزمة، واعتبر أن تردد الخطاب لم يمكننا من إقناع الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتأثير الأزمة على الأمن والسلام في المنطقة، مؤكدا أننا تأخرنا في اتخاذ قرار بالتدخل العسكري رغم أن السودان كانت على استعداد للسير معنا في هذا الطريق.
وأكد أن حديث السيسي وتلميحاته عن الحل العسكري في أزمة السد كمقولته من يريد يجرب يجرب، لاقى ترحيبا شعبيا
وطالب السناوي، أن يتغير تعامل مصر في هذا الملف، حتى لا تتمكن أثيوبيا من فرض إرادتها علينا بعد أشهر بتنفيذ الملء الثالث لسد النهضة كما نفذت الملء الأول والثاني دون التوصل لاتفاق قانوني ملزم يتعلق بملء وتشغيل السد.
وردا على سؤال أديب، هل لا تستطيع كتابة ما تريد، جاءت إجابة السناوي: لا أكتب غير قناعتي ولكني أكتب ما يمكن، في إشارة إلى وجود محظورات لا يمكنها الكتابة فيها.