يبدو أن القادم سيكون أسوأ لنادي برشلونة وجماهيره العريضة في كل أرجاء العالم. فما مر من نتائج سيئة وأداء كارثي وحالة عامة محبطة لأقصى درجة. لم تشفع للإدارة برئاسة خوان لابورتا في إحداث ثورة فنية وتغييرات عديدة بالفريق. على رأسها الإطاحة بالمدرب الهولندي رونالد كومان الذي يبدو عاجزًا عن فعل أي شيء ينجو بالبارسا من الوضع المزري الذي يعيشه حاليًا.
ويمثل الدعم غير المحدود من قبل لابورتا لمدرب البلوجرانا المترنح علامة استفهام كبيرة لجماهير البارسا وكل المتابعين. فالجميع يرى أن برشلونة يمر بواحدة من أسوأ مراحله الكروية عبر التاريخ. لأسباب عديدة بداية من الوضع الاقتصادي السيء للنادي المتخم بالديون من جانب. وبسبب رحيل نجوم الفريق أمثال ليونيل ميسي وأنطوان جريزمان. وما زاد الطين بلة النتائج الكارثية للفريق في الفترة الأخيرة.
حيث أنها لأول مرة منذ 20 عامًا يخسر برشلونة أول مباراتين في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا بنتائج ثقيلة (0-3). ضد بايرن ميونيخ ثم بنفيكا. بالإضافة لوضعه المهين في الليجا باحتلال المركز التاسع برصيد 12 نقطة.
صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية قريبة الصلة من البيت الأزرق والأحمر. فندت الأسباب التي دعت لابورتا لدعم كومان في العلن رغم التقارير التي تحدثت عن إمكانية إقالته. حتى قبل الخسارة الأخيرة يوم السبت الماضي 0-2 من أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني “ليجا”، وجاءت أهمها كالآتي:
أمور شكلية خاصة بالرئيس
أكدت الصحيفة أن أحد أكبر أسباب بقاء كومان. هو عدم رغبة لابورتا في الظهور بمشهد الرئيس الذي لا يحترم مدربه. خاصة إذا كان هذا المدرب أحد أساطير النادي كلاعب. وصاحب هدف تتويج البارسا بأول لقب دوري أبطال أوروبي في تاريخ النادي عام 1992.
حيث يريد الصبر على كومان بعض الشيء. خاصة أنه ليس من نوعية الرؤساء الذين يفضلون تغيير المدربين. كما أنه يرغب في رد الاتهام الذي وجهه إليه المدرب. بعدما أشار لغياب الدعم قبل لقاء أتلتيكو مدريد. فتصريحات كومان دفعت الرئيس للحديث معه بعدها. حيث أكد المدرب الهولندي قدرته على تغيير الأوضاع داخل النادي.
اختيارات بديلة ضعيفة
لابورتا لا يرغب في التسرع. خاصة أن تغيير المدرب في نصف الموسم لن يمكن النادي من الاختيار بين مجموعة جيدة من المدربين. فإقالة كومان لن تتيح الفرصة في توقيت مثل أكتوبر للإدارة أن تجد البديل المثالي، على عكس إقالته في نهاية الموسم.
وربما يتعلق الأمر أيضًا براتب المدرب الجديد الذي سيكون ضعيفًا للغاية ولن يزيد عن 2.9 مليون يورو. حيث أن لائحة تغيير المدربين تشير إلى أن أي مدرب جديد سيتقاضى نسبة معينة من سقف الأجور.
ويبلغ سقف أجور برشلونة نحو 97 مليون يورو هذا العام. ما يعني أن المدرب الجديد سيحصد 3.8 مليون يورو بحد أقصى حال توليه المهمة في الربع الأول من العام المالي بنسبة 4%، تقل بنسبة ١٪ مع كل ربع عام.
قائمة متواضعة من اللاعبين ومشروع مؤجل
بات واضحًا أن لابورتا يدرك جيدًا أن الأزمة لا تكمن في المدرب وحده. ولكن في اللاعبين أنفسهم. خاصة مع تأثر جودة ونوعية قائمة اللاعبين بالبارسا برحيل نجوم من الفئة الأولى وضم لاعبين أقل مثل لوك دي يونج أو إريك جارسيا. وبالتالي فإن تغيير المدرب سيكون حل مؤقت لا يضمن التخلص من المشاكل.
كما أن الرئيس يرغب في بداية المدرب الجديد مشروعه مع انطلاقة موسم. لا أن يأتي بمدرب في وضع كارثي كهذا ويطالبه بتغيير كل شيء. حيث يدرك لابورتا بأن المدرب الجديد سيكون بحاجة للوقت للتعرف على الفريق وبيئة العمل في برشلونة وفي الليجا بشكل عام.
عواقب مالية صعبة لقرار الإقالة
قيمة المبلغ المالي الذي سيضطر برشلونة لدفعه للمدرب الهولندي حال قرر رحيله في منتصف الموسم يبلغ 12 مليون يورو. وهو مبلغ كبير نسبيًا في ظل وضع النادي الاقتصادي المتردي في الوقت الحالي.
فالمبلغ سينخفض إلى 6 ملايين يورو حال رحيل الهولندي بعد نهاية الموسم، بنهاية عقده في 2022. بناء على بند وضع في العقد بأن البارسا سيدفع 6 ملايين لكومان حال عدم التجديد لموسم ثالث. ويأتي هذا البند كتعويض لكومان عما دفعه لإدارة الاتحاد الهولندي لكرة القدم حين رحيله عن تدريب هولندا لقيادة البارسا في صيف 2020.