بدأ نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي جولة جديدة في تاريخه الكروي، في محاولة لتكرار تجربة مانشتر سيتي. التي تعتمد على الاستثمار مقابل الألقاب، عندما طرح النادي العريق أمام الاستثمارات الخارجية التي وفرت ملايين الدولارات وصفقات مدوية. تلك التي نجحت لاحقا في الفوز بالألقاب الإنجليزية أكثر من مرة، ووصافته لدوري أبطال أوروبا بالنسخة الماضية.
ومثلما كان الحال مع مان سيتي، نادٍ صاحب عراقة وتاريخ كبير، ولكن ببطولات وشهرة قليلة في إنجلترا والعالم. يتميز نيوكاسل بكونه واحدا من أعرق الأندية في إنجلترا نظرًا لمرور 128 عامًا على تأسيسه. حيث أنشئ في ديسمبر 1892، ولديه تاريخ كروي كبير بعكس وضع السيتي.
على غرار مانشستر سيتي وأستون فيلا وهال سيتي، استحوذ صندوق الاستثمار السعودي على ملكية نيوكاسل يونايتد الإنجليزي بعد جولة طويلة من المفاوضات. ليصبح أحدث الأندية الإنجليزية ذات الهوية العربية، بعد أندية أبرزها مانشستر سيتي وأستون فيلا وهال سيتي.
تاريخ نيوكاسل
تواجد نيوكاسل في البريميرليج طوال تاريخه باستثناء 3 سنوات فقط. كما أمضى 89 موسمًا في الدوري الإنجليزي بشكل عام على مدار تاريخه. ومنذ تأسيسه لم يهبط الماكبايس لدرجة أدنى من الدرجة الثانية، مما سمح له بالتواجد أغلب الوقت تحت الأضواء.
يعد نيوكاسل أحد الأبطال المتوجين بالدوري الإنجليزي، وذلك في 4 مناسبات بين عامي 1905 و1927. لكنه لم يستطع انتزاع لقب البريميرليج، وكان على مقربة بالفعل من لقب الدوري الممتاز في موسمين متتاليين عامي 1996 و1997. وخسرهما لصالح مانشستر يونايتد حيث حل وصيفًا خلفه في المرتين.
وعلى صعيد الدرجة الأولى “التشامبيونشيب” فاز نيوكاسل باللقب 4 مرات أيضًا، فيما نال لقب كأس الاتحاد الإنجليزي في 6 مناسبات. وهو ما يجعله سابع أكثر المتوّجين به، وتوج نيوكاسل أيضًا بلقب كأس الدوري “رابطة المحترفين” مرة وحيدة بموسم 1975-1976. بالإضافة لعدد من الألقاب المحلية الأخرى. أما على مستوى القارة العجوز، توج نيوكاسل بطلا لكأس المعارض عام 1969. فيما نال لقب كأس “إنترتوتو” التي كان يقيمها اليويفا حتى عام 2005.
ملعب شهير وعريق
اعتاد نيوكاسل خوض مبارياته على ملعبه الشهير “سانت جيمس بارك”. والذي منذ تأسيسه قبل 128 عامًا، حاولت إدارات النادي المختلفة الانتقال إلى ملعب آخر مؤقتًا من أجل توسيع الملعب. وسط صراعات مع السكان والمجلس المحلي، لكن ذلك لم يحدث مما أدى إلى ظهور مدرجات غير متناسقة في الاستاد الحالي.
ولا يقتصر استخدام الملعب الشهير على مباريات الماكبايس فحسب، بل تقام به العديد من المناسبات مثل الحفلات الغنائية. وجرى استغلاله في أولمبياد لندن 2012، حيث تبلغ سعة الملعب العريق ما يزيد على 52 ألف مشجع. وهو ما يتماشى مع السعة القانونية، التي تسمح له باستضافة المباريات التي تقام تحت مظلة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”.
تكرار تجربة السيتي؟
يترقب مشجعو نيوكاسل يونايتد إبرام الماكبايس صفقات قوية تعيد بريقه مرة أخرى وتجعله قادرًا على المنافسة محليًا وقاريًا. خاصة بعد دخوله عهدًا جديدًا في تاريخه العريق، بعدما أصبح أحد أغنى أندية أوروبا. وهو نبأ تسبب في فرحة عارمة بين جماهير النادي التي ظلت تحلم بتلك الخطوة منذ فترة طويلة.
وتطلع جماهير نيوكاسل لإنفاق سيولة مالية كبيرة لضم عدد من اللاعبين المميزين القادرين على تحسين وضعه. بعد سنوات صعبة ومخيبة تحت قيادة المالك السابق مايك أشلي، الذي استحوذ على النادي في 2007.
لكن تظل أحلام جماهير نيوكاسل مرهونة بلوائح اللعب المالي النظيف التي يفرضها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”. والتي تمنع الأندية الأوروبية من إنفاق مبالغ هائلة دون حساب، وذلك عبر سلسلة من الإجراءات والقوانين والمراجعات المعقدة.
وتضع قواعد اللعب المالي النظيف حدًا أقصى للمبالغ التي يمكن لملاك الأندية ضخها بطريقة مباشرة في ميزانية الأندية. وذلك عملا بمبدأ تكافؤ الفرص، وفي حالة ثبوت مخالفة النادي للوائح يقوم اليويفا بفرض عقوبات عليه تتدرج بين الإنذار والمنع من التعاقدات والاستبعاد من المشاركة في البطولات الأوروبية.
الحد الأقصى للإنفاق
وحسب ما ذكرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية. فإن نيوكاسل بإمكانه إنفاق 200 مليون جنيه إسترليني في الميركاتو على مدار المواسم الـ3 المقبلة، أي حتى موسم 2023-2024.
وحسب ما ذكره محللون اقتصاديون للصحيفة، فمن المتوقع أن يرتفع الحد الأقصى لإنفاق نيوكاسل في الفترة المقبلة. بعد بيع حقوق تسمية ملعب “جيمس بارك” معقل الفريق. كذلك ذكرت صحيفة “كرونيكل لايف” ومقرها مدينة نيوكاسل، أن النادي قد يستفيد من نوايا الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بتخفيف قيود اللعب المالي النظيف. باستبدالها بلوائح جديدة أقل صرامة، حسب ما ذكره السلوفيني ألكسندر تشيفرين رئيس اليويفا.
ومن المتوقع أن يتحرك نيوكاسل بقوة في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة. حيث يخطط للبقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، والوصول إلى دوري أبطال أوروبا خلال 4 مواسم.
تفاؤل أساطير النادي
تفاعل أساطير نادي نيوكاسل التاريخيين بالحقبة الجديدة للنادي. حيث جاء أول رد فعل بشأن الصفقة من النجم آلان شيرر أسطورة النادي ومنتخب إنجلترا السابق. الذي قال إن “الفريق يمكنه أن يحلم مرة أخرى”.
وقال مايكل أوين مهاجم نيوكاسل ومنتخب إنجلترا السابق: “أنباء طيبة لجميع المرتبطين بالنادي، الملكية الجديدة هي بالضبط ما يحتاجه الفريق”. أما إيزاك هايدن لاعب خط وسط نيوكاسل الحالي فقال: “إنها لحظة رائعة للنادي ومدينة نيوكاسل”. ودعا جماهير النادي للاستمتاع قدر الإمكان بهذا الحدث، حيث خرجت جماهير النادي في الشوارع وأمام النادي للاحتفال بنقل ملكية فريقهم.
وقال شاي جيفن حارس نيوكاسل السابق إن مشجعي النادي انتظروا طويلا لكن في النهاية حصلوا على ما يستحقونه. وأكمل: “الملاك الجدد يرغبون في نقل النادي إلى المكانة التي يستحقها ولديهم الطموح لمنافسة الفرق الكبرى، النادي ينتظره مستقبل مشرق”.
أما مدرب الفريق ستيف بروس فقال إنه ربما يفقد منصبه مع الإدارة الجديدة. وأضاف المدرب الذي سيخوض مباراته رقم 100 في مسيرته التدريبية عندما يلاقي نظيره توتنهام يوم 17 أكتوبر الجاري أنه سيتفهم تمامًا قرار الملاك الجدد إذا أرادوا تغييره. وقال لصحيفة “ديلي تيليجراف”: أرغب في الحصول على فرصة لأظهر للملاك الجدد ما يمكنني فعله، لكن يجب أن أتحلى بالواقعية”.
وتعرض بروس البالغ عمره 60 عامًا، والذي تولى المسؤولية في يوليو 2019، لانتقادات كبيرة بعد بداية سيئة للموسم يحتل بسببها نيوكاسل المركز قبل الأخير في الدوري الإنجليزي، بدون أي انتصار بعد 7 مباريات.