“كان الطريق من باب المستشفى لمكان الفحص طويلاً، لم أعرف كيف حملتني أقدامي كل هذه المسافة. مرت الدقائق كما لو أنها ساعات.. التجربة في حد ذاتها موترة”.. روت سناء محمد عن تجربتها الأولى لها مع فحص الماموجرام للكشف عن سرطان الثدي.
كانت التجربة الأولى لسناء مع الفحص في عمر 37 عاما عندما اكتشفت كتلة صلبة بثديها. ولجأت للطبيب الذي طلب بدوره فحص الماموجرام للتأكد من طبيعة الورم، وقتها لم تكن تعي سناء طبيعة هذا الفحص. وتقول لـ”مصر 360″، إن “تجربة الفحص للمرة الأولى مرعبة حرفياً، لأن جهاز الماموجرام ضخم وطريقة الفحص مختلفة وقد تكون مؤلمة لبعض السيدات“.
ويخصص شهر أكتوبر من كل عام للتوعية بسرطان الثدي انطلاقا من مبادرة دولية. حيث يفتك المرض بأكثر من نصف مليون شخص سنويًا، وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية.
خلع معظم ملابسها أمام الممرضات والطبيبة كانت أهم الصعوبات التي واجهتها سناء خلال الفحص. وتقول: “إنها خطوة ليست هينة على أي امرأة للمرة الأولى وتترك أثرا نفسيا سيئًا.. لكن عزائي الوحيد أن كلهن نساء داخل غرفة الفحص”.
وعن الألم الجسدي توضح أن الألم بالنسبة لها كان محتملاً. لكنه قد يكون غير محتمل لأخريات يعانين بعض المشكلات أو الآلام، لكن ما دون ذلك فهو غير مؤلم بالمرة.
كانت نتيجة فحص الثدي لدى سناء، البالغة من العمر 41 عامًا، سلبية حيث تعاني من ورم حميد. لكنها كررت التجربة مرة أخرى منذ شهور للاطمئنان على صحة ثدييها. ونصحت أخريات بإجراء فحص الماموجرام بعد سن الأربعين حتى في حالة عدم ظهور أي أعراض للاطمئنان على سلامة الثدي.
أكتوبر الوردي
في إطار حملتها “أكتوبر الوردي” للتشجيع على إجراء الكشف المبكر عن سرطان الثدي وطرق علاجه. دعت المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي النساء إلى إجراء كشف مبكر عن المرض بشكل دوري لاكتشاف أي تغير في شكل أو حجم الثدي.
وأوضحت الجمعية أن أعراض سرطان الثدي تتمثل في حدوث تغير في شكل أو حجم الثدي وظهور عُقد أو مواضع صلبة بالثدي وتغير لون حلمة الثدي أو الجلد. وتورم تحت الإبطين، وتراجع حلمة الثدي للداخل ونزول إفرازات شفافة أو عكرة أو دموية من حلمة الثدي. فضلا عن تقشر جلد الثدي واحمراره بشكل مستمر لا يزول.
تجربة أخرى لفتحية عبد الغني البالغة من العمر 34 عاما، التي عانت من صدمة عندما طلبت الطبيبة منها إجراء فحص الماموجرام في سن مبكر لشكواها من تغير في شكل حلمات الثدي. وهي إشارة لوجود مشكلة -حسب تشخيص الأطباء-، ورأت فتحية أن الفكرة نفسها أشعرتها بالخوف من التجربة نظرا لما يقال عن خطورة التعرض للماموجرام.
لم يهدأ بال فتحية حتى ظهور نتيجة الفحص موضحة أن الألم النفسي بالنسبة لها كان أكبر بكثير من الألم الجسدي. وتوضح قائلة “بعد المرة الأولى نظرتي للفحص تغيرت تماما رغم الرعب الذي عيشته في المرة الأولى. خاصة عندما شاهدت كثيرات يترددن على مركز صحة المرأة بمعهد ناصر لإجراء أشعة الماموجرام، وقتها أدركت أهمية الوعي بالكشف المبكر”.
فحص دقيق
في غرفة فارغة لا يوجد بها أي تجهيزات فقط جهاز الماموجرام الضخم، اختلفت تجربة مها نور. التي اكتشفت مها في عيدها الثالث والثلاثين كتلة صلبة في ثديها، التجربة كانت ثقيلة جدا حسب قولها لأنها كانت تتوقع بنسبة كبيرة إصابتها بالسرطان
لتبدأ معاناتها الحقيقية مع المرض بتاريخ حافل من زيارات الأطباء، والتشخيص الخاطئ. حيث أكدوا لها أن الورم حميد ولا داعي لاستئصاله بدون إجراء أشعة الماموجرام.
وقالت مها لـ”مصر 360″ إنها لم تقتنع بتشخيص الأطباء وقررت أن تجري فحص الماموجرام حسب نصيحة سيدة قابلتها بالمستشفى. وكانت النتيجة إيجابية وتأكدت أنه ورم خبيث يلزم استئصاله وبدء رحلة علاج “كيماوي”.
ونصحت مها أي سيدة تشعر بالقلق تجاه ثدييها بظهور جسم صلب أو أعراض غريبة لا تتردد في إجراء الفحص الدقيق (الماموجرام). لأنه الفيصل في تشخيص الورم. توضح مها أن كشف الماموجرام أصبح ضروري بالنسبة لها من فترة لأخرى للاطمئنان على صحة الثدي.
ووفق إحصاءات سابقة هناك سيدة بين كل 8 سيدات في العالم تصاب بسرطان الثدي. فيما تصل نسبة الشفاء إلى 98% في حالة الاكتشاف المبكر للمرض.
الماموجرام وسن الأربعين
نادية يوسف حالة أخرى لم تذهب لإجراء أشعة الماموجرام من تلقاء نفسها. لكنها أيضا وجدت أورامًا في الثدي، وعندما لجأت للطبيب طلب منها عمل الفحص، موضحة أنها لا تنصح بإجراء الفحص بدون استشارة الطبيب أو بدون داعي لأن ذلك يعرض أي امرأة سليمة للخطر إذا لم تراعي فروق الفحص الآمنة.
وتشير إلى أن التزام المرأة بالفحص الذاتي يكشف وجود أجسام صلبه ويقودها بطبيعة الحال إلى الطبيب وما دون ذلك لا يجب التوجه لإجراء الفحص.
وتروي نادية عن التجربة قائلة: “كانت مؤلمة وفي كل مرة مؤلمة نظرا لأن هناك أماكن تجري الفحص بعنف شديد مما يترك أثر نفسي سيء لدى النساء. بالإضافة إلى طريقة الفحص ذاتها هي تجربة مؤلمة نفسيا لأي سيدة”.
وأضافت “شعرت بالألم والضغط والبرد والخجل، بالإضافة إلى حالة الرعب التي تتملكني كل مرة وكأني في انتظار حكم الإعدام”.
ونصح الدكتور محمد شعلان، رئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي من التدخين والسمنة وشرب الكحول. بإجراء فحص الماموجرام بعد سن الأربعين مرة كل أربع سنوات للاطمئنان على سلامة الثدي. كما نصح النساء أيضا بالحرص على ممارسة الرياضة بشكل منتظم لا يقل عن 4 ساعات أسبوعيا.
وأشار شعلان إلى أهمية الحفاظ على نظام غذائي صحي بتناول الأسماك والصويا والأرز والفواكه والألياف وتجنب النظام الغذائي عالي الدهون. قائلا: “ضروري نأكل فجل وخاصةً مع النشويات لأنه يعتبر هاضم طبيعي وكمان غني بالمواد المضادة للأكسدة التي تحمي من أمراض عدة. منهم السرطان ويحتوي أيضا على البوتاسيوم الذي يساعد في انخفاض ضغط الدم. كما أنه ينظم عملية الجهاز الهضمي ويلين المعدة ويعالج الإمساك”.
وحسب المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي أهم العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي هي تقدم العمر. تاريخ الإصابة في العائلة، البلوغ المبكر، انقطاع الدورة بعد سن 55. الإنجاب في سن متأخر، علاج الهرمونات البديلة لفترة طويلة.