رغم مرور 25 عامًا فقط على تأسيس حي الرويسات التابع لشرم الشيخ كمنطقة تجارية وصناعية تخدم المدينة السياحية. إلا أنه تحول خلال عقد واحد من عمره لمنطقة عشوائية غير آمنة مع تزايد مخالفات البناء غير المخطط التي بلغت نحو 4 آلاف مخالفة. رغم محدودية مساحة المنطقة، التي لا يتجاوز طولها 6 كيلو مترات طولا، محاطة بسور ولها مدخل واحد ومخرج واحد.
تمثل الرويسات أحد أضلاع مشروع الإسكان غير الآمن التي دشنتها الحكومة، أخيرًا. والتي تم تصنيفها أحيانًا بالمناطق ذات الخطورة البالغة لوقوعها قرب الطريق الدائرة المؤدي لمدينة دهب وتبعيتها لعاصمة السياحة في سيناء.
بحسب برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، فإن المساكن غير الآمنة هي تجمعات بشرية تعيش في مناطق تهدد حياة قاطنيها. وتفتقد السكن الملائم أو معرضة للحوادث أو تم بناؤها في مناطق كثيفة التلوث الصناعي أو أسفل خطوط الضغط العالي للكهرباء أو بمجرى السيول والأمطار. أو تفتقر لوسائل الإمداد بالمياه النظيفة أو شبكة الصرف الصحي.
ويتضمن مشروع الرويسات إنشاء 496 وحدة سكنية بواقع 31 عمارة، بتكلفة تصل إلى 145 مليون و53 ألف جنيه. مع ترفيق 600 قطعة وتوصيل الغاز الطبيعي لها، ضمن مشروع أكبر يستهدف توطين نحو 50 ألف مواطن وتحويل المكان لمنطقة جاذبة. وذات طابع خاص عبر تدشين مشروعات خدمية وتنموية وفق صندوق التنمية الحضرية (صندوق تطوير العشوائيات سابقًا).
حددت وزارة الإسكان 2021 عامًا، لإعلان انتهاء من تطوير المناطق غير الآمنة. وإعادة تسكين قاطني تلك المناطق بالوحدات السكنية البديلة عبر تنفيذ 250 ألف وحدة بمشروعات بإجمالي تكلفة 63 مليار جنيه. مع وضع استراتيجيات للتطوير والحد من ظهور العشوائيات الجديدة من خلال مشروع سكن لكل المصريين. وبرنامج الإسكان الاجتماعي، ويضم 1.8 مليون وحدة سكنية مُدعمة.
حقوق أساسية
يرتكن الإسكان البديل ــ بحسب وزارة الإسكان ــ على الحق في السكن اللائق بمكوناته التي تشمل: أمن الحيازة والقدرة على تحمل التكاليف والصلاحية للسكن. وتوافر الخدمات والمرافق الأساسية وتيسير تلبية الاحتياجات والموقع والملاءمة من الناحية الثقافية.
تتضمن مشروعات السكن البديل 11 منطقة، بإجمالي 210 آلاف وحدة سكنية تخدم 1.1 مليون مواطن. تضم 12415 وحدة (11380 وحدة – 1035 بيتاً) لتغيير حياة 65 ألف مواطن. وأولها كان مشروع روضة أكتوبر (السكن البديل لسن العجوز بنزلة السمان).
ووفق الوزارة فإن منطقة سن العجوز تحمل تشويهًا لمنطقة الأهرامات وأبو الهول وتبلغ مساحتها 17 فداناً. ويقطنها 4 آلاف نسمة، وتضم المرحلة الأولى من المشروع البديل في “روضة أكتوبر” 2500 وحدة سكنية 104 و60 وحدة نشاط. بتكلفة 1.5 مليار جنيه، بينما تتضمن المرحلة الثانية تنفيذ 4440 وحدة سكنية مع توفير وحدات النشاط التي تستخدم للتجارة والأنشطة الحرفية.
ركزت الدولة في مشروع سن العجوز على وحدات النشاط لمواجهة الاعتراضات التي صادفتها في التعامل مع المنطقة من الأهالي الذين يعملون في السياحة. وبيع المنتجات التراثية والمنحوتات المقلدة وتأجيل خدمات الخيول للسائحين، فوفق الوزارة سيحافظون على عملهم ولكن عبر منحهم تراخيص للعمل وتطويره.
أسماء جديدة
ثاني المشروعات تتمثل في روضة السيدة بالقاهرة المخصص لإعادة تسكين قاطني منطقتي تل العقارب والطيبي بالسيدة زينت بإجمالي 4080 نسمة. ضمن 816 وحدة سكنية بتكلفة 400 مليون جنيه، وثالثها هو مشروع “معاً” بحي السلام، بمحافظة القاهرة الذي يضم (4416 وحدة سكنية). بتكلفة 2.6 مليار جنيه بجانب الخدمات الاجتماعية ومخصص لنقل سكان منطقة رملة بولاق. وبطن البقرة (جزئيًا)، وعزبة أبو قرن (جزئيًا)، لمنطقة جديدة بحي السلام بإجمالي 20 ألف نسمة.
تشمل المشروعات أيضًا: روضة العبور الذي يضم 4171 وحدة سكنية، و901 وحدة نشاط، لنقل باقي سكان منطقة عزبة أبو قرن وبطن البقرة بالفسطاط مع عزبة أبو حشيش بحدائق القبة. وعددها 4171 أسرة، وتضم المرحلة الأولى منه 2171 وحدة سكنية و226 وحدة نشاط، بتكلفة 1.4 مليار جنيه.
خامس المشروعات هو “الصيادين” برأس البر بإعادة تسكين 1250 نسمة، في 12 عمارة. بتكلفة 125 مليون جنيه، والجبيل بجنوب سيناء بنحو 62 بيتاً بدوياً، بتكلفة 53 مليون جنيه. ثم مشروع روضة رأس غارب بالبحر الأحمر لنقل سكان منطقة عشش الجبل. وعددهم 545 أسرة، ويضم 32 وحدة سكنية و513 بيتاً بدوياً بتكلفة 600 مليون جنيه.
روضة الغردقة
أما المشروع التاسع فهو روضة الغردقة بالبحر الأحمر، لنقل سكان منطقة زرزارة بعدد 4250 نسمة. ويضم المشروع 600 وحدة سكنية، و250 بيتاً بدوياً بتكلفة 350 مليون جنيه، والمشروع العاشر. مشروع روضة القصير بالبحر الأحمر لنقل سكان منطقة الكلاحين بإجمالي 380 نسمة. ويضم المشروع 40 وحدة سكنية، و36 بيتاً بدوياً بتكلفة 30 مليون جنيه. والمشروع الأخير هو روضة سفاجا بالبحر الأحمر، لنقل باقي سكان منطقة زرزارة بعدد 1200 نسمة، في 60 وحدة سكنية، و174 بيتاً بدوياً بتكلفة 100 مليون جنيه.
ووفقا لوزارة الإسكان فإن الدولة تقدم المسكن الميسر لساكني المناطق غير الآمنة (كامل المرافق والتأثيث) مع تحمل المواطن مصاريف الصيانة الشهرية فقط ليتناسب مع قدرته. وفي حالات إعادة التسكين في نفس المنطقة، تُقدم الدولة للمواطن قيما نقدية للإيجار لحين استكمال البناء والعودة. وتبلغ تكلفة الوحدة بين 500 و700 ألف جنيه شاملة سعر الأرض وعمليات التطوير. الإزالة/التعويضات ببعض المواقع، بينما الأعباء على المواطن تتمثل في تحمله لمصاريف الصيانة وقدرها 300 جنيه شهرياً.
الإسكان فرص العمل
يقول أحمد جاد، أحد المنتفعين من المشروع الإسكان البديل، إن أحد المزايا التي يتضمنها المشروعات البديلة هي المرافق الكاملة من مياه وكهرباء. وعدم تحميل القاطنين أعباء مالية مرتفعة ما يجعل وضعهم أفضل من مشروعات الإسكان الاجتماعي ومحدودي الدخل الذين يدفعون أقساط ومقدمات لحين الانتهاء من ثمن وحداتهم.
أما حليم جوهر، أحد قاطني نزلة السمان، يطالب بأن تمنح وزارة الإسكان كل صاحب عقار في المنطقة قطعة أرض في غرب الطريق السياحي الجديدة. على إطلالة الهرم بدلاً من روضة أكتوبر، وأن يتم ترفيقها وتسهيل حصولهم على القروض بما يجعلهم أكثر قربا من مناطقهم.
وتؤكد وزارة الإسكان على مراعاة مبدأ (الاتصالية أو القرب من فرص العمل)، خاصة بالنسبة لمشروع “روضة أكتوبر”. الخاص بسكان نزلة السمان، الذي سيكون قرب المدخل الجديد للأهرامات بعد التطوير.
فيما يتضمن مخطط تطوير الأهرامات الوصول لمركز الزوار من المدخل الجديد عن طريق القاهرة الفيوم على مساحة حوالي 4000 متر مربع. ويتكون المبنى من منطقة الدخول التي تحتوي على ساحة الدخول ومنافذ بيع التذاكر وقاعة عرض سينمائي وقاعة عرض متحفي ومكتبة.
يتكرر الأمر ذاته مع سكان منطقة سور مجرى العيون، والمرتبطين بصناعة الجلود، حيث تم تسكينهم في 1008 وحدات بمدينة بدر بالقرب من مدينة الروبيكي للجلود. وتؤكد الوزارة اختيار الموقع البعد عن المخاطر (خطوط الضغط العالي – مخاطر السيول – سقوط حواف الجبال).
وتم تأسيس مجمع صناعي متكامل ومتخصص في الصناعات الجلدية باستثمارات محلية وأجنبية. وتبلغ مساحة المدينة الإجمالية 1629 فدانًا، بإجمالي عدد مصانع منتجة 195. ويحقق معدل نمو صناعي بقطاع الجلود يصل إلى 7% سنويًا.