انتهت مساء أمس الأحد 4 كلاسيكوهات من العيار الثقيل في أكبر الدوريات الأوروبية. حضر التعادل في اثنين منهما بين يوفنتوس وإنتر ميلان 1-1 في إيطاليا وبين باريس سان جيرمان ومارسيليا سلبيًا في فرنسا. ولم يشهدا كثيرًا من المتعة والإثارة بهما، حيث كانت الحصة الأكبر من تلك الأمور في قمتي إنجلترا وإسبانيا. بين مانشستر يونايتد وليفربول وهناك كلاسيكو الأرض بين برشلونة وريال مدريد.
مباراتي القمة في إسبانيا وإنجلترا شهدتا كل المتعة والإثارة الكروية كاملة، وأوفت لكل الوعود لجميع متابعي ومحبي الساحرة المستديرة حول العالم. حيث نجح ريال مدريد في الفوز خارج أرضه على غريمه برشلونة بهدفين لهدف، وكذلك ليفربول خارج أرضه اكتسح مان يونايتد بخماسية نظيفة. شهدت توهج كبير للنجم المصري محمد صلاح هداف الريدز وأحرز هاتريك وصنع هدفًا آخر، ليكتب اسمه بحروف من ذهب بعدة أرقام قياسية خالدة قد حطمها.
ولذلك نستعرض في النقاط الآتية، أبرز وأهم المشاهد والأرقام المميزة التي حققت في هاتين القمتين، وبصفة خاصة تألق الفرعون الصغير. واكتساحه للبرتغالي الأشهر كريستيانو رونالدو مهاجم يونايتد الذي ظهر كالقزم هو وفريقه أمام سحر صلاح وليفربول في ليلة استثنائية بمسرح الأحلام.
الريال يقهر برشلونة في كامب نو
موقعة الكلاسيكو بين برشلونة وضيفه ريال مدريد، ضمن الجولة التاسعة من الدوري الإسباني شهدت عدة أرقام قياسية. وفاز الملكي بهدفين لهدف ليكون البارسا قد فشل في الفوز للمباراة الرابعة على التوالي في ملعبه “كامب نو” أمام الريال بكل البطولات. منذ انتصاره 5-1 في أكتوبر 2018، فضلاً عن ذلك فإنها المرة الأولى التي يحقق فيها الميرنجي الفوز على البلوجرانا في 4 مرات متتالية منذ موسم 1964-1965.
وبشكل عام فإن ريال مدريد عزز من هيمنته على مباريات الكلاسيكو. حيث لم ينل الهزيمة في آخر 9 مباريات بكل المسابقات سوى مرة واحدة مقابل 4 انتصارات و4 تعادلات.
كذلك أصبح الهولندي رونالد كومان المدير الفني لبرشلونة ثاني مدرب في التاريخ. يخسر في أول 3 مباريات كلاسيكو له منذ باتريك أوكونيل بين عامي 1935 و1940، والذي كان أيضا رفقة البارسا.
وكانت الدقيقة 32 من عمر المباراة، شهدت تسجيل النمساوي ديفيد ألابا مدافع ريال مدريد لأول هدف له مع الفريق الملكي. منذ انتقاله له في الصيف الماضي قادما بايرن ميونيخ بشكل مجاني. وبات ألابا ثالث لاعب نمساوي في التاريخ يسجل في مباريات الكلاسيكو والأول منذ هانز كرانكل لصالح نادي برشلونة في 23 سبتمبر 1979.
إلى جانب ذلك، فإن ديفيد ألابا أصبح أول لاعب نمساوي في التاريخ يسجل لصالح ريال مدريد في مباريات الكلاسيكو. أيضا بات خامس لاعب يسجل في ظهوره الأول مع اللوس بلانكوس في مواجهات الكلاسيكو خلال القرن الحالي. بعد البرازيلي رونالدو والهولندي رود فان نيستلروي والفرنسي رافائيل فاران والإسباني جيسي رودريجيز.
وشهدت المباراة تسجيل الأرجنتيني سيرجيو أجويرو مهاجم برشلونة، لأول هدف رسمي في مسيرته مع الفريق. والذي تزامن مع موقعة الكلاسيكو ليكون هدفه الأول في لقاء القمة كذلك.
من ناحية أخرى، شهدت المباراة حضورًا جماهيريًا في ملعب “كامب نو” بلغ 86.422 ألف متفرج. وهو أقل عدد تشهده مواجهات الكلاسيكو على هذا الملعب منذ موقعة 16 ديسمبر 1993 بكأس السوبر الإسباني، والتي شهدت تواجد 65 ألف متابع.
إعصار مو يضرب مسرح الأحلام
عاش مانشستر يونايتد ليلة كارثية على ملعبه أولد ترافورد أمام غريمه التقليدي ليفربول الذي فعل كل ما يريد في قمة الدوري الإنجليزي. حيث فاز الريدز على الشياطين الحمر في الجولة التاسعة من الدوري الإنجليزي. ليواصل مطاردته لتشيلسي المتصدر، لكن أداء الليفر في الملعب. ربما يجعل منه مرشحا فوق العادة للفوز باللقب، في ظل تألق غير عادي لنجمه صلاح الذي سجل هاتريك.
الشوط الأول انتهى بتقدم ليفربول برباعية أحرزها نابي كيتا وديوجو جوتا ومحمد صلاح “هدفين”. وهي أكبر نتيجة يتلقاها يونايتد عبر تاريخ البريميرليج في ملعبه بشوط واحد. كما أنها أكبر هزيمة في ملعبه بالديربي منذ انطلاق الدوري الممتاز عام 1992.
وكما انتهى الشوط الأول بكارثة بدأ الشوط الثاني بكارثة أيضًا بعدما أحرز صلاح في الدقيقة 50 الهدف الخامس لليفربول والثالث له. بعد تمريرة سحرية من القائد جوردان هندرسون في ليلة تاريخية للملك المصري.
هدف صلاح الخامس دفع جماهير مانشستر لمغادرة الملعب، وفي الدقيقة 60 طرد الحكم الفرنسي بول بوجبا الذي حضر بديلا مع بداية الشوط الثاني. بعد تدخل عنيف على قدم اللاعب نابي كيتا، ليلعب بوجبا ربع ساعة فقط ويترك فريقه منقوصًا آخر نصف ساعة في مباراة الكابوس.
بعد الطرد تسيد ليفربول المباراة أكثر وأكثر وحرم الريدز لاعبي اليونايتد من الكرة. وفي الدقيقة 75 قرر كلوب تنشيط الهجوم أكثر عن طريق الدفع بالسنغالي ساديو ماني بدلا من روبرتو فيرمينو. وانتهت المباراة فعليًا بعد ذلك نتيجة وأداءً من الجانبين بين فريق جبار وآخر منهار ومستسلم.
ثلاثية صلاح
واصل “سوبر مو” نجم مصر وليفربول كتابة التاريخ مع ناديه، بعد النتيجة الكاسحة وتسجيله ثلاثية. حيث حقق 6 أرقام قياسية مميزة، أولها أنه بات أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الحالي الذي انطلق عام 1992. يسجل ثلاثية ضد مانشستر يونايتد على ملعب “أولد ترافورد”.
وبشكل عام فإن صلاح هو أول لاعب يسجل “هاتريك” في الدوري الإنجليزي بشكله القديم أو الحديث على ملعب مانشستر يونايتد. منذ دينيس بيلي لاعب كوينز بارك رينجرز في 1 يناير 1992.
أصبح الفرعون أول لاعب يسجل ثلاثية في ملعب “أولد ترافورد” بكل المسابقات منذ أكثر من 18 عامًا. منذ أن فعلها البرازيلي الظاهرة رونالدو رفقة ريال مدريد في أبريل 2003 بدوري أبطال أوروبا.
فضلا عن ذلك، فإن صلاح هو أول لاعب من ليفربول في التاريخ يسجل أمام مانشستر يونايتد في 3 مباريات متتالية بكل البطولات على ملعب الأحلام. وأصبح الريدز أول فريق في تاريخ البريميرليج يسجل له لاعبان “هاتريك” هاتريك ضد مانشستر يونايتد. وذلك بواقع ثلاثية للهولندي ديرك كاوت وأخرى لصلاح.
وعلى الصعيد الأفريقي، فإن صلاح بات أكثر لاعب أفريقي تسجيلا للأهداف في تاريخ البريميرليج بواقع 107 أهداف. منهيًا الشراكة مع الإيفواري ديدييه دروجبا (104).
صلاح يدمر رونالدو
واستطاع النجم المصري أن يتفوق في مباراته الثنائية بشكل كاسح على كريستيانو رونالدو. معلنا أنه الأفضل بلا منازع هذا الموسم في البريميرليج بل ربما يكون أيضًا على مستوى العالم.
البداية ستكون من صاحب الأرض، حيث لم يستطع رونالدو تقديم أي إضافة تذكر لفائدة اليونايتد في المباراة. وبحسب موقع “هوسكورد” الشهير للإحصائيات، فقد حصل رونالدو على تقييم 5.7 من 10. وهو قليل للغاية، لكنه واقعي طبقا لمستوى الدون في اللقاء، حيث قام بتسديدتين على المرمى، فضلاً عن وصول دقة تمريراته إلى 88%. إلى جانب نجاحه في التحام هوائي واحد.
على الجانب الآخر، ظهر صلاح بمستوى استثنائي في المباراة حيث صنع الهدف الأول الذي سجله الغيني نابي كيتا. ولم يكتفي بذلك بل سجل 3 أهداف “هاتريك”، ليكون أول لاعب في تاريخ ليفربول يسجل ثلاثية بمرمى اليونايتد على ملعبه في البريميرليج. وطبقا لموقع “هوسكورد” فقد حصل مو على تقييم بلغ 10 من 10، أي أنه تقييم مثالي بشكل كامل.
وبلغت دقة تمريرات صلاح في المباراة العلامة المثالية بواقع نسبة 94%، فضلا عن قيامه بـ7 تسديدات على المرمى سجل منها 3 أهداف. ليشارك في تسجيل ليفربول لـ19 هدفا خلال الموسم الحالي بكل البطولات، بواقع إحرازه 14 هدفًا وصناعته 5 أهداف.