مع بدء العام الجامعي الجديد، عاد طلاب كليات اللاهوت إلى الدراسة مرة أخرى. حيث انتظمت الدراسة هذا الأسبوع بمختلف الكليات الإكليريكية التابعة للطوائف المسيحية المختلفة في مصر. مثل الكلية الإكليريكية بالعباسية التي افتتح البابا تواضروس الثاني أعمال التجديدات فيها منذ أيام بصحبة عدد من آباء الكنيسة.
تعتبر كليات اللاهوت أو الكليات الإكليريكية هي المعنية بإعداد كوادر قبطية أرثوذكسية قادرة على تأهيل القساوسة للخدمة. من خلال تعاليم الكتاب المقدس والتقليد الكنسي. حيث تعتبر دراسته شرطًا أساسيًا في الرسامة الكهنوتية (اختيار القساوسة) لبعض الطوائف. ففي حين تضع الكنائس الإنجيلية والكاثوليكية والأسقفية الحصول على بكالوريوس العلوم اللاهوتية شرطًا أساسيًا لرسامة القساوسة. فإن الكنيسة الأرثوذكسية تمنح الأفضلية لخريجي الكليات الإكليريكية.
ويوضح القس مينا إسحق المعيد بالكلية الإكليريكية بالعباسية، أن الكلية تمنح درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في العلوم اللاهوتية. حيث يدرس الطالب لمدة أربع سنوات كاملة في الكلية بقسمها النهاري الذي يخرج قساوسة ورهبان وهو قسم داخلي. وقسمها الليلي لراغبي الدراسات الحرة، بالإضافة للخدمة العملية الكنسية التي تعتبر ضمن ساعات الحضور بالكلية.
شروط القبول
وتشترط الكلية الإكليريكية، أن يكون المتقدم أرثوذكسيا ومشهودا له بتزكية كتابية من مطران أو أسقف الإيبراشية التابع لها. ولم يصدر بحقه أي أحكام تخص جرائم تمس السمعة، وأن يكون حاصل على درجة البكالوريوس من أي كلية معترف بها. وأن يكون قد أدى خدمته العسكرية أو أعفى منها. وغير مرتبط بزواج أو خطبة ولا يزيد عمره عن 27 سنة وقت التقدم للكلية.
يدرس الطالب بالقسم النهاري مواد مثل هندسة الكتاب المقدس وأقوال الآباء واللاهوت النظري والعقيدي والروحي واللاهوت الأدبي والمقارن وتاريخ الأديان وتفسير العهدين الجديد والقديم. بالإضافة إلى علوم الوعظ والتسبحة والألحان والأحوال الشخصية واللغات القبطية والإنجليزية واليونانية والعبرية والعربية وعلم النفس والاجتماع والفلسفة.
أما الأنبا كيرلس وليم مطران أسيوط للكاثوليك والعميد السابق للكلية الإكليريكية الكاثوليكية بالمعادي، فيؤكد أن تلك الكلية يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الثامن عشر. وهي كلية صباحية فقط للكهنة المتبتلين، حيث يشكّل الجانب الأكاديميّ جزءًا مهمًّا من التكوين الكهنوتيّ. وينقسم إلى ثلاثة مراحل الأول التمهيدي ومدّته سنتان، ويهدف إلى إعداد الطالب لمرحلتي الفلسفة واللاهوت. ويركّز فيهما على الجانب الروحيّ وتعميق الدعوة وتنمية الجانب الإنساني والحياة الجماعيّة والقدرات الذهنيّة والثقافة العامة، وأخيرا اكتساب الطابع الإكليريكى أسلوب تلمذة السيّد المسيح.
فيما تمتلك الكنيسة الإنجيلية كيانا عريقا هو كلية اللاهوت الإنجيلية على حد تعبير القس الدكتور وجيه يوسف المدرس بالكلية، مؤكدًا أن القبول بالكلية يتم وفقا لعملية صعبة تبدأ بترشيح طلاب القسم النهاري من قبل المجامع الإنجيلية حيث يتم في البداية ترشحهم كطلاب تمهيدا لعملهم كقساوسة. وبعدها يعرض المرشح على لجان طبية ونفسية ثم يدخل امتحان القبول بالكلية حيث لا تزيد نسبة القبول عن النصف. بالإضافة إلى مقابلة شخصية تزيد عن ساعتين للطلاب الجدد.
طبيعة الدراسة
وعن مواد الدراسة، قال يوسف: “يدرس الطالب بكلية اللاهوت الإنجيلية تاريخ الكنائس المصلحة والفلسفة والمنطق وعلوم اللاهوت والتراث العربي وعلوم الكتاب المقدس. بالإضافة إلى اللغات العربية والانجليزية ولغات الكتاب المقدس العبرية القديمة واليونانية”.
من جانبه قال القس مارك تقي المنسق الأكاديمي لكلية اللاهوت الأسقفية، إن الكلية تأسست لتصبح كيان تعليمي للتدريب اللاهوتي، متعدد الجنسيات والمواقع والمستويات. تابع لإقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية/الأنجليكانية، متخذا الاسم العريق لمدرسة لاهوت الإسكندرية لإحياء التسمية الأصلية للتعليم المسيحي في البطريركية الأولى بأفريقيا.
القس مارك تقي: المنظومة التعليمية للكلية تشتمل على ثلاثة مستويات تعليمية، المستوى الأول هو كلية اللاهوت المركزية للإقليم. وتتضمن كلية لاهوت القديس أثناسيوس بالإسكندرية والقاهرة التي تمنح شهادات ودبلومات ودرجة البكالوريوس في اللاهوت ودرجة الماجستير في اللاهوت. أما المستوى الثاني فيضم كليات لاهوت الأبروشيات مثل كلية القديس كبريانوس للاهوت بتونس والتي تمنح درجة الدبلوم ودراسات في العلوم اللاهوتية. وكذلك كلية القديس فيرمنتيوس للاهوت بجامبيلا بإثيوبيا وتقدم شهادات ودبلومات.
ووفقا للقس مارك تقي يأتي المستوى الثالث للتعليم في الكنيسة الأسقفية عبر مراكز دراسات محلية مثل مركز المنيا للدراسات اللاهوتية. والذي يمنح درجة الدبلوم ودراسات في العلوم اللاهوتية ومعهد جبال النوبة للدراسات الكتابية بالقاهرة ويقدم دبلوم في القيادة الكنسية.
وعن طريقة اختيار الدارسين في الكلية أوضح القس مارك إن التقديم يتضمن التقديم عبر الموقع الإلكتروني يعقبه امتحانات قبول أحدها في اللغة العربية بالإضافة إلى مقابلة شخصية مع أعضاء هيئة التدريس في الكلية.