صاحب عرض تليفزيون “دبي” مساء أمس للحلقة التي تم تسجيلها من برنامج “سهرانين” الذي يقدمه الممثل المصري أمير كرارة. مع المطرب المغربي سعد لمجرد، الكثير من الجدل والهاشتاجات الغاضبة. بسبب الموقف النسوي الرافض لظهور لمجرد على أي قناة عربية. في ظل تحريك العديد من القضايا وبلاغات التحرش والاغتصاب ضده في السنوات الماضية.
متى بدأت أزمات لمجرد؟
بدأت الشبهات تحوم حول “لمجرد” في عام 2010، حيث واجه في بداية حياته الفنية، تهمة الاعتداء الجنسي على إحدى الفتيات بالولايات المتحدة الأمريكية داخل شقته بنيويورك. واستطاع مغادرة البلاد بعد دفع الكفالة. ولم يستطع إجراء أي حفلات في أمريكا لتهديده بالسجن.
وفي أكتوبر عام 2016، وجّه القضاء الفرنسي تهمة الاغتصاب لـ “لمجرد”، بعد أن اتهمته لورا بريول 23 عامًا، بمحاولة اغتصابها داخل فندق ما في باريس، قبل حفل غنائي كان سيقيمه في المدينة.
ودخل “لمجرد” السجن لعدة أشهر على ذمة التحقيق، ثم أُفرج عنه بشكل مؤقت عام 2017 ووضع تحت الإقامة الجبرية, ولاحق ذلك أن اتهمته إحدى الفتيات بمنطقة “سان تروبيه” بفرنسا بالاعتداء الجنسي عليها في عام 2018،
ورد محامي “لمجرد” نافيًا هذه التهمة، وتوضيحه أن العلاقة كانت بالتراضي بين الطرفين وفي سبتمبر من عام 2018.
وأصدر قاضي الحريات بفرنسا، قرارًا بسجنه، ورفض إطلاق السراح المؤقت له بعد دفعه كفالة مالية في تهمة اغتصاب أخرى، وبعد ذلك تقدمت فتاة فرنسية من أصول مغربية ببلاغ ضد سعد تتهمه بالاعتداء عليها في عام 2015 لكنها اضطرت لسحب البلاغ تحت ضغوطات من أسرتها التي قبلت تدخل المقربين من الفنان المغربي لإنهاء هذه الأزمة.
موقف الحركات النسائية
#مش_عايزين_لمجرد_في_مصر”، و”#سعد_لمجرد_مغتصب” . تصدرت هذه الوسوم محركات البحث فترة من الزمن بفضل الحركات النسائية في مصر والعالم بعد الاتهامات التي طالت “لمجرد” وشارك بها الكثير من النساء حول العالم، مما تسبب في إلغاء حفل للمطرب كان من المقرر إقامته بمصر العام الماضي تابع لشركة “كايرو شو”.
حساب “أسولت بوليس” على موقع إنستغرام، الذي اشتهر في عام 2020 بنشر شهادات ضحايا التحرش الجنسي في مصر، انضم إلى هذه الحملة بنشر صورة إعلان حفل “سعد لمجر”د لكن بعد أن أضاف إليها كلمة “مغتصب”.
وشارك بتلك الحملة الممثلة المصرية “مايان السيد” مع دعوات المقاطعة بإعادة نشر دعوات إلغاء الحفل، وهي الممثلة التي سبق أن أعلنت تعرضها للتحرش في أكثر من واقعة.
وعاد كل ذلك على الساحة مرة أخرى في أكتوبر الماضي عندما صرح كرارة مقدم برنامج “سهرانين” أنه سوف يستضيف المطرب “سعد لمجرد” ببرنامجه, فتعالت صيحة الاستهجان من الحركات النسائية المصرية وطالبوا بحذف الحلقة وعدم إذاعتها عبر الشاشات المصرية.
واستجابت شبكة “أون” المملوكة لشركة المتحدة للخدمات الإعلامية للغضب النسوي، رغم أنها لم تصدر تصريحا رسميا بذلك إلا أنه لم يتم عرض الحلقة وتم حذف البرومو الخاص بها، وعرض في ميعادها حلقة مسجلة تم إذاعتها من قبل. لكن المفجأة كانت إذاعة الحلقة المؤجلة على تلفزيون دبي.
رغم الاتهامات التي تلاحق لمجرد باستمرار، إلا أنه مازال يحظى بدعم كبير من الجمهور النسائي، بدليل أنه لازال مطلوبا لإحياء حفلات واستضافته تلفزيونيا في قنوات عربية، وهو ما تفسره الدكتورة يسرا محمود دكتور العلوم الإنسانية بجامعة عين شمس بخصوص المراهقات والفتيات اللاتي يدعمن لمجرد بأن الفتيات في مرحلة عمرية بعينها يكون جل اهتمامها بخصوص الجنس الآخر هو المظهر.
وبرأي محمود، كلما كان الفنان يتميز بالوسامة والمظهر الحسن وروح الدعابة كلما زاد إنكارها الداخلي أن يكون قام بأي فعل مشين وتميل لتصديقه حتي ولو كان ذلك علي حساب فتيات أخريات.
وكان للمعالج النفسي تامر علام رأي آخر بخصوص النساء في أوسط العمر اللاتي يدعمن الفنان المغربي، حيث أرجح ذلك إلى أسلوب النشأة والتربية التي كبر عليها النساء في المجتمع العربي، وقسوة الأسلوب المستخدم في التعامل مع الأبناء أدى إلي تكريس نمط التوحد مع المعتدي بدلا من نمط الهروب منه, فنلجأ إلي التبريرات من أجل إخماد صوت الضمير بداخلنا ونبرر ونلتمس الأعذار على غرار قصة “روبين هود” البطل الذي يسرق من الأغنياء فقط.