«بمقدور نفس الطموح أن يدمر أو ينقذ، وأن يصنع من أحد بطلاً ومن آخر وغدًا» – الشاعر الإنجليزي ألكساندر بوب
«الاعتماد يولد الخضوع والرشوة ويخنق بذرة الفضيلة، ويعد الأدوات الملائمة لتصاميم الطموح» – الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون
«الطموح» إذا العنوان الرئيس لرجل قاده طموحه من رعي الإبل إلى التجارة فيها. ومن التجارة تمكن من نسج علاقات قبلية وعرقية، قاد بها ميليشيا مسلحة. وبقدرته على توظيف السلاح حصد ثمار الذهب والجاه معًا، والأخير تحديدًا يتملك صاحبه فيتعطش للمزيد. والمزيد لن يأتي إلا إذا اقترنت بمن هو أعظم جاهًا وتقربت منه.
ولكن هل يكفي؟ لا، المزيد. لم لا أكون أنا ذاك الأعظم جاهًا.
كيف يتحقق ذلك؟ في البدء سأتأكد من متانة أواصري مع قواعدي، ثم، وكعادة الطًمْوح النزِق، سأستغل الظروف والسياقات لبناء علاقة مع قوى خارجية يمكن أن تدعمني. وحين تتهيأ الظروف الداخلية سأنتهج «الخيانة» مع من وصفني «حمايتي».. وعندها سأبدأ في رسم ملامح البطولة والاستمتاع بحرارة الأضواء، التي توقظ الأفعى.
يدور في ذهنك أنك تسيطر على الكثير من التفاصيل وأن خطتك مُحكمة. ولكن لاحقًا يتضح أن خيوط اللعبة أكبر من أن تُجمعها في يديك. فتهدأ وتواصل التخطيط في الظل مُتحيّنًا فرصة أخرى تنقض فيها كالأفعى، أو تتلون كالحرباء بانتظار المواتاة.
اقرأ أيضًا| انقلاب السودان: نظرة على التفاعل المصري والتداعيات المحتملة
أين حميدتي؟
منذ أعلن الجنرال عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، انقلابه على المكون المدني شريكه في الحكم خلال الفترة الانتقالية، يوم 25 أكتوبر. والسؤال يتردد بحثًا عن محمد حمدان دقلو «حميدتي»، الرجل الثاني عسكريًا وقائد قوات الدعم السريع، سيئة السمعة، مع اختفائه عن المشهد.
هذا السؤال وجهه «مصر 360» إلى الدبلوماسي والمدير السابق لمكتب المبعوث الأمريكي إلى السودان، كاميرون هدسون. فأجاب باقتضاب بليغ: «هذا سؤال كبير وخوف كبير. صمت حميدتي مدعاة للقلق. إنه يفكر بطريقة استراتيجية، ويفكر على الأرجح بعدة خطوات قبل نظرائه في الجيش».
كان آخر ظهور علني لحميدتي، قبل ساعات من الانقلاب. حينها، وعد المبعوث الأمريكي إلى القرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، بالحفاظ على المسار الديمقراطي. ذلك في ظل خلافات وتجاذبات علنية مع الشريك المدني. وكان ذلك تحديدًا ما وعد به البرهان أيضًا قبل تحركه.
والسؤال عن حميدتي ليس بغرض الاستفهام بقدر التخوّف. فالرجل، الذي لم يكمل تعليمه الابتدائي، كانت رحلة صعوده السريعة قائمة على الدماء والخيانة. ومعاداته للثورة السودانية جليّة، رغم تغني البدايات المُتبّع، كمنهج في مُقرر الديكتاتورية الدراسي. إذ لم يمض شهران على الإطاحة بعمر البشير، التي سوّق حميدتي أنه لعب دور القيادة فيها، حتى ارتكبت قواته مجزرة القيادة العامة.
في انتظار النتائج..
اختفاء حميدتي هو مواصلة لاتباع نفس النهج الذي اتبعه مع البشير: انتظار ما تؤول إليه النتائج، واختيار صف المعسكر المنتصر. ففي أعقاب الإطاحة بالبشير حاول حميدتي إدعاء البطولة. وقال إن الرئيس، الذي مكث في السلطة 30 عامًا، أعطى أوامره لقوات الدعم السريع والقيادة العامة للقوات المسلحة بفض الاعتصام أمام مبنى القيادة العامة بالخرطوم بالقوة، لكنه انحاز للشعب السوداني.
وأكد حميدتي أنه رد قائلاً إن قواته ليست مدربة على مكافحة الشغب. «اسمح لي لن أتدخل في المظاهرات، خوفًا من الله». وأنه قرر أن دوره «لابد أن يكون حماية البلد وليس حماية النظام».
لكن هاري فيرهويفن، الخبير في الشأن السوداني ومستشار أول المعهد الأوروبي للسلام، يرى أنه لا خيارات أمام حميدتي، الذي يطالب المتظاهرون السودانيون بمحاكمته في المحكمة الجنائية الدولية على جرائم الحرب في دارفور، هذه المرة.
ويقول لـ«مصر 360» إن عدم ظهوره في العلن إلى الآن ربما يكون ذكيًا. فهو «الآن ليس أمامه سوى دعم البرهان أيًا كان الاتجاه الذي سيأخذه الأخير».
وأضاف: «إذا سألتني عن حميدتي قبل 6 أشهر فإنه كان من الواضح ممارسته الكثير من التأثير وتمتعه بالكثير من النفوذ». ففي 2019 كان يحظى بدعم إماراتي ولديه الكثير من الأموال. لكن في العام الجاري يبدو أنه فقد بعضًا من تأثيره. المجتمع الدولي لم يحبه، والكثير من الناس لم يرغبوا في تواجده. وربما دعم الانقلاب لاعتقاده أنه أمله الوحيد للنجاة؛ إذا سيطر المدنيون على السلطة فإنه سيذهب للمحكمة الجنائية الدولية، وفق ما يرى فيرهويفن.
اقرأ أيضًا| قراءة في استراتيجيات البرهان
رحلة صعود حميدتي
ينحدر حميدتي من عشيرة عربية تشادية فرت من الحروب والجفاف في تشاد إلى دارفور في الثمانينيات. لم يتم الاعتراف بعمه جمعة دقلو كزعيم قبلي في ولاية شمال دارفور. لكن سلطات جنوب دارفور رحبت بالقادمين الجدد، وسمحت لهم بالاستقرار على أرض تابعة لقبيلة الفور، المجموعة الأصلية الرئيسية غير العربية في الإقليم.
كان حميدتي في ذلك الوقت مراهقًا. ترك المدرسة الابتدائية في الصف الثالث لتجارة الجمال عبر الحدود في ليبيا ومصر. وعندما بدأ التمرد في دارفور عام 2003، أصبح زعيم الجنجويد (ميليشيا قبلية عربية) في منطقته، وقاد هجمات ضد قرى الفور المجاورة.
وفي عام 2006، مسلحًا بمعدات جديدة، قاد عدة مئات من الرجال في غارة عبر المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون في شمال دارفور. «دهس الجنجويد رجالاً غير عرب بشاحناتهم الصغيرة واغتصبوا النساء باسم الجهاد. حتى أن أساليبه العنيفة تسببت في توترات مع ضباط الجيش المرافقين»، بحسب الباحثة والصحفية الفرنسية، جيروم توبيانا. وقد غطت النزاعات في تشاد والسودان لأكثر من 20 عامًا، والتقت حميدتي عدة مرات شخصيًا.
تشير توبيانا إلى أنه في ذات الوقت، بدأت تشاد والسودان حربًا بالوكالة من خلال الجماعات المتمردة في كل منهما. واستخدمت الحكومة التشادية مسؤوليها العرب لدفع الجنجويد لخيانة الخرطوم.
إذ كان بشارة عيسى جاد الله، ابن عم حميدتي، وزيرًا للدفاع آنذاك في تشاد. ودعا قريبه إلى العاصمة التشادية ليوقع اتفاقية عدم اعتداء سرية مع حركة العدل والمساواة، المتمردة في دارفور. وذلك من خلف ظهر النظام في الخرطوم.
قوة حرس البشير
أعلن حميدتي تمرده لستة أشهر فقط قبل أن يتفاوض مع المسؤولين السودانيين على السعر، ويتولى أولى مناصبه الحكومية كمستشار أمني لحاكم ولاية شمال دارفور. يقول لتوبيانا في لقاء بينهما عام 2009: «لم نصبح متمردين حقًا. أردنا فقط جذب انتباه الحكومة، والقول لهم إننا هنا، من أجل الحصول على حقوقنا: الرتب العسكرية والمناصب السياسية والتنمية في منطقتنا».
وفي ظل انتقادات قادة الجنجويد الآخرين للحكومة بما فيهم ابن عمه الأقوى، موسى هلال، الذي استقال في عام 2013 من منصبه كمستشار رئاسي، وبدأ في تشكيل حركته الخاصة، كان حميدتي أحد القادة القلائل الذين ظلوا موالين لحكومة البشير. وحصد من وراء ذلك الثمن سريعًا.
اُختير قائدًا لقوات الدعم السريع، في محاولة للسيطرة على الجنجويد ودمجهم في النظام تحت القيادة المباشرة للرئاسة. لتتحول قوة حرس البشير لحمايته من الاحتجاجات أو أي محاولة انقلاب إلى قطب ثالث للسلطة في تنافس مع الجيش والمخابرات.
ثم في عام 2016، عندما بدأت أوروبا التعاون مع السودان للحد من تدفقات الهجرة، بدأ رجال حميدتي في اعتراض المهاجرين وعرضهم على التلفزيون المحلي والأجنبي لكي يثبت للاتحاد الأوروبي أنه الشخص المناسب للوظيفة. ذلك قبل أن يهددهم بإعادة فتح الحدود إذا لم يحصل على أموال مقابل «عمله الشاق»، وفقًا لتوبيانا.
وفي رحلته لفرض مزيد من السيطرة وانتزاع القيادة بمفرده، ألقى حميدتي القبض على ابن عمه المتمرد موسى هلال في 2017. وذلك بعد تنافس بينهما على امتيازات الذهب المُكتشف حديثًا في جبل بني عامر، والذي باع حميدتي لاحقًا بعضًا منه إلى الإمارات.
وبفضل ذلك نال الرجل الأربعيني ثقة عمياء من البشير الذي أسماه «حمايتي». ورفض الاستماع للمقربين منه الذين حذروه من خطورته وإمكانية انقلابه عليه. إذ كشف شقيقه في وقت سابق: «قلت للبشير، إن الدعم السريع سيقوم باستلام السلطة، قال لي الذين يحرسون منزلنا الآن هم قوات الدعم السريع، ديل هؤلاء أولادي».
وأشارت تقارير إلى أن عدد قوات الدعم السريع وصل إلى أكثر 40 ألف شخص في عام 2019. ما جعلها ندًا لقوات الجيش. كما أن حميدتي وطد علاقته بفصائل وشخصيات من متمردي دارفور، الذين كان يحاربهم يومًا ما. أصبح الرجل يقدم نفسه كممثل للغرب السوداني المهمش.
اقرأ أيضًا| هل يدوم الود بين الجيش السوداني والحركات المسلحة؟
علاقة حميدتي والبرهان
«تجاوز البرهان وحميدتي خلافات كثيرة وهما اليوم يد واحدة في الانقلاب. لكن تحركهما ليس في معزل عن لعبة شطرنج إقليمية لدول تفضل الأنظمة العسكرية على نجاح أي تجربة ديمقراطية»، هكذا تقول DW.
لا تعود العلاقة بين الاثنين إلى فترة ما بعد عمر البشير. بل ترجع إلى فترة تأسيس «الجنجويد» عام 2003. حين كان البرهان مسؤولاً عن التنسيق بين الجيش والميليشيات. ونمت بعدها علاقة «تحكمها المصالح المشتركة والتاريخ الدموي». أو هكذا يصفها الناشط السوداني، المنتصر أحمد، للمحطة الألمانية.
فمع بداية حرب التحالف العربي في اليمن كان البرهان مشرفًا على إرسال قوات سودانية لدعم هذا التحالف. ومن بينها كانت قوات حميدتي، الذي استغل -كما البرهان- الحرب لنسج علاقات مع مسؤولي السعودية والإمارات. وبناءً على طلب الأخيرة أرسل بعضًا من قواته للقتال في ليبيا إلى جوار المشير خليفة حفتر.
ويرى أليكس دي وال، خبير شؤون السودان ومدير مؤسسة السلام العالمي بجامعة تافتس، أن حميدتي ذكي بما يكفي ليدرك أن الانقلاب ضعيف، وأنه يعد نفسه للقفز من السفينة إذا بدا أن البرهان سيتنازل عن السلطة.
ويضيف لـ«مصر 360»: «حميدتي يمكن أن يضع نفسه كصانع ملوك محتمل، على سبيل المثال إذا كان لديه مرشح مدني لرئاسة مجلس السيادة عندما يتنحى البرهان».
أصدقاء البرهان وحلفاء حميدتي
في حين أن للبرهان أصدقاء عسكريون في الإمارات، ووصف الرياض بأنها «الحليف الأبدي»، فهو الرجل المفضل لمصر وليس الخليج بسبب تدريبه في القاهرة –بحسب باتريك سميث، محرر Africa Confidential. فيما “محارب الصحراء الثري الذي لا يرحم، حميدتي «هو أكثر مناسبة للأذواق السعودية والإماراتية”.
ويعتقد سميث أن العلاقة بين الرجلين صعبة. لأنه من بين أمور أخرى، يبرز حميدتي نفسه كقائد في الخارج. هذا إلى جانب رفض حميدتي دمج قواته مع الجيش السوداني. وهو ما أغضب البرهان.
ووفقًا لجوناس هورنر، كبير محللي شؤون السودان في مجموعة الأزمات الدولية، فإن القاهرة جمعت البرهان وحميدتي عقب الخلافات الكبيرة التي نشبت بينهما في مطلع يونيو الماضي. وبتعبيره «لقد وضع هذا كلاً من الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية في نفس القارب». لقد تمكنوا من العثور على كراهية مشتركة تجاه احتمال الانتقال المدني. و«العلاقة، بحسب ما فهمت، تم إصلاحها بين البرهان وحميدتي».
ويعتقد الكاتب الصحفي ورئيس تحرير الأهرام الأسبق، عبد العظيم حماد، أن إقالة النائب العام السوداني وستة من معاونيه بعد قرارهم إطلاق سراح بعض قيادات نظام البشير. ثم إعادة اعتقال تلك القيادات بقرار البرهان، هي جولة صراع بينه وبين حميدتي.
اقرأ أيضًا| سؤال بمناسبة السودان: جنرالات أم فئران؟!
العلاقة مع إسرائيل
في يونيو الماضي، كشف موقع «أكسيوس» الأمريكي عن لقاء سري جمع بين مسؤولين في الموساد وحميدتي. وأنه كان يحاول إنشاء علاقة مستقلة مع الإسرائيليين من أجل تعزيز أجندته السياسية المحلية في السودان. وهو ما أغضب البرهان وحمدوك، واعتبرا هذه الاتصالات «تآمرًا من الموساد على السلطات الشرعية».
وفي أكثر من مناسبة، أعلن حميدتي أن بلاده ترغب في إقامة علاقات مع إسرائيل للاستفادة من إمكاناتها المتطورة. والتقى رئيس الموساد السابق، يوسي كوهن، في أبوظبي بأغسطس من العام الماضي.
وقال بعد شهرين من هذا اللقاء: «نحن نحتاج إلى إسرائيل بصراحة، ولا خايفين من زول، عايزين علاقات وليس تطبيع، وماشين في هذا الخط (..)». إذ يبرر الرجل التطبيع مع إسرائيل بـ «الناس مشت فيه، ونحن إسرائيل لا تربطنا معها حدود، وصحيح أن القضية الفلسطينية مهمة، والشعب الفلسطيني نحن مفترض نقف معه في قضاياه، لكن نحن ما أقرب الآن من الناس العاملين علاقات مع إسرائيل».
وبحسب موقع «والا» العبري، زار وفد إسرائيلي السودان في الأيام الماضية. واجتمع مع قادة عسكريين شاركوا في الانقلاب الأخير. ذلك «من أجل الحصول على انطباع أفضل عن الوضع المتقلب». وقد التقى الوفد، الذي ضم ممثلين من الموساد، شقيق حميدتي، عبد الرحيم حمدان دقلو. وهو قيادي بارز في قوات الدعم السريع.
وكان عبد الرحيم جزءًا من وفد عسكري سوداني زار إسرائيل قبل عدة أسابيع، واجتمع مع أعضاء مجلس الأمن القومي ومسؤولين آخرين في مكتب رئيس الوزراء.
وفيما أدان الكثير من دول العالم الغربي الانقلاب. بقيت إسرائيل صامتة بشكل ملحوظ. ليشير التقرير إلى أن القادة العسكريين السودانيين يعتقدون أن ذلك يشكل موافقة على أفعالهم.
الاتفاق المرتقب لتقاسم السلطة
في الوقت الحالي، تفيد وكالة بلومبرج الأمريكية بقرب توصل الجيش السوداني والمكون المدني لاتفاق جديد لتقاسم السلطة. وقال عماد عدوي، رئيس الأركان السابق للجيش السوداني، بعد إطلاعه على المحادثات من قبل كبار قادة الجيش: «أعتقد أنهم سيتوصلون إلى نتيجة في القريب العاجل. هناك العديد من الوسطاء، بما في ذلك الجهات الفاعلة السودانية وجنوب السودان والدول الأفريقية والأمم المتحدة».
ونقلت بلومبرج عن مصادر لم تسمها، قولها «أحد الاقتراحات قيد المناقشة هي منح حمدوك صلاحيات أكبر ولكن مع حكومة جديدة أكثر قبولاً للجيش».
يؤكد دي وال أن لدى حميدتي أوراق مهمة يلعبها. لديه تابعين أقوياء في دارفور وكردفان. بالإضافة إلى مصدر ماله الخاص وقواته الخاصة. وأيضًا لديه الوقت إلى جانبه: إذا انتظر وأقام التحالفات الصحيحة، فقد يكون قادرًا على الاستفادة من الانتقال إلى نظام ديمقراطي.
يشير المسار إذًا إلى رغبة دولية وإقليمية، بعودة الوضع إلى ما قبل 25 أكتوبر، دون حل جذري للصراع بين المكونين. ليصبح الوضع على ما هو عليه. ومعه ربما يتنفس حميدتي الصعداء أو يكظم غيظه، لا نعلم. الأكيد أن يتحين الفرصة المناسبة للانقضاض وتعظيم مكاسبه.