عدسات لاصقة تسبب العمى ، رغيف خبز أقل وزنا وجودة وغير مطابق للمواصفات ،شيكولاتة مجهولة المصدر يأكلها الأطفال الأبرياء ، لحوم غير صالحة للاستخدام الآدمي ، ألبان أطفال مغشوشة ، وغيرها الكثير من السلع “المضروبة ” التي تنتجها مصانع “بير السلم ” ويسدد المواطن فواتيرها من جيبه وصحته فهو في جميع الأحوال الضحية الأولى لجرائم الغش التجاري .
كما تلعب الإعلانات “المضللة ” التي تنتشر في بعض القنوات الفضائية دورا كبيرا في الترويج لمنتجات تبيع الوهم والمشاعر الزائفة مثل “أقراص السعادة ” وحبوب الرشاقة وغيرها من الأدوية المنتهية الصلاحية التي توجد في كبرى سلاسل الصيدليات أو منافذ البيع غير المرخصة ، و كلها تنتشر في الأسواق تحت أسماء تجارية وبيانات زائفة .
ويصل إجمالي الشكاوى اليومية التي يتلقاها جهاز حماية المستهلك بشكل عام إلى 1500 شكوى يوميا ، وهي تتنوع في مجالات عديدة من بينها السلع والخدمات والمرافق العامة كالاتصالات والمياه والكهرباء والغاز ، حسبما أكد اللواء راضي عبد المعطي رئيس الجهاز .
صديق المستهلك
وأطلق الجهاز مبادرة جديدة تحت اسم “صديق المستهلك “، وتستمر حتى نهاية الأسبوع الجاري ، في محاولة لوقف جرائم الغش التجاري ، و التحايل والتلاعب في الترويج للسلع والخدمات التي تضر بجيب و صحة المواطنين .
وقال رئيس الجهاز إن هناك غرفه عمليات مستمرة على مدار اليوم و لمدة أسبوع تعمل عبر آليات تلقى الشكاوى ، إن سيارات الضبطية القضائية مستمرة فى تكثيف انتشارها بجميع محافظات الجمهورية ، داعيا المواطنين كافة إلى الابلاغ عن أيه ممارسات سلبيه ضارة بالمستهلك او أيه معلومات بشأنها.
الاعلانات المضللة تبيع الوهم في أقراص السعادة والرشاقة وتنتشر في الأسواق تحت أسماء تجارية وبيانات زائفة
كما أعلن أن المبادرة التي انطلقت مقر الجهاز بالقرية الذكية يجري تنفيذها بمشاركه كافه الكيانات والجهات والشركات المعنية لتلقى الشكاوى فى مجالات السلع والخدمات وكل ما يتعلق بالمنظومة الاستهلاكية ” لحل شكاوى المواطنين .
ويحري التواصل مع الجهاز عن طرق التواصل من خلال وسائل متعددة وهي الخط الساخن19588، أو رقم الواتس آب( المواطن رقيب) 01281661880 ، و الموقع الإلكترونى للجهاز WWW.CPA.GOV.EG، أوعبرالتطبيق الإلكترونى المتاح على الهواتف الذكية وغيرها.
وما خفي “أعظم ”
تتجاوز جرائم الغش التجاري التي تودي بأرواح المواطننين وتعرضهم للخطر في أفضل الأحوال ، الأرقام المعلن عنها رسميا ، فبالأمس فقط تمكنت حملة مشتركة من جهاز حماية المستهلك بكفر الشيخ وإدارة تموين مطوبس من ضبط كميه تزن 1600 كيلو جرام من ملح الطعام مجهول المصدر.
وكانت حصيلة الحملة الرقابية التي انطلقت في وقت سابق بمحافظة الفيوم ، تتمثل في ضبط 44640 ألف كيس عصير بودرة بوزن حوالى 892 كجم بودة عصير تام الإنتاج، و كمية كبيرة من الخامات الخاصة بالإنتاج والتشغيل “25 كجم ملح ستريد لا مائى – 10 كجم مكسبات طعم – رول أكياس تعبئة حوالى 3 كجم مدون عليه علامات تجارية مقلدة لشركات كبيرة، و 30 كرتونة فارغة للتعبئة تحمل علامات تجارية لشركات معروفة .
جهاز حماية المستهلك يتلقى 1500 شكوى يوميا ، تتعلق بالسلع والخدمات والمرافق العامة
أما مبادرة “اليوم المفتوح ” في محافظة كفر الشيخ ، فقد تمكنت من ضبط ثلاثة آلاف و٧١٧ شكوى متنوعة ، والتي استهدفت الأسواق والمحال التجارية والمصانع غير المرخصة.
وجرى في نهاية الشهر الماضي ضبط كثير من المخالفات في مدينة الحامول ، تتمثل في مصنع منظفات صناعية غير مرخص وبه عدد ٧٠٠٠ لتر صابون سائل ، و ٤٨٥٣ كيلو جرام مواد خام ، كما تم ضبط مصنع فلاتر زيوت سيارات بدون ترخيص، و مصنع حلويات بدون ترخيص وبه ٦٠ عبوة بسكويت، و٥٥٠ كيلو جرام مواد خام.
أما مدينة بيلا فقد شهدت ضبط ١٨٠ كيلو جرام لحوم غير صالحة للإستخدام الآدمى مذبوحة” ذبح غير حيوى” ، وتم تشميع صيدلية وجد بها كميات من الأدوية منتهية الصلاحية، بخلاف ضبط مركز طبى غير مرخص به أدوية مخدرة ومستوردة، وضبط معمل تحاليل طبية غير مرخص به كواشف منتهية الصلاحية وأدوية مهربة مجهولة المصدر.
في حين جرى في مركز ومدينة دسوق ضبط مصنع منظفات صناعية غير مرخص وبه ١٥ ألف لتر صابون سائل ،و ٧٥ كيلو جرام مواد خام ، ومصنع سلك مواعين غير مرخص يقوم بتقليد علامات تجارية ، و مصنع منظفات صناعية غير مرخص وبه ٥ آلاف لتر صابون سائل، بالإضافة إلى عدد ٢٠٠٠ كيلو إلى جنب ضبط مصنع حلويات بدون ترخيص وبه ٢٥٠ كيلو جرام مواد خام منتهى الصلاحية ومصنع أسماك مدخنة غير مرخص يقوم بتقليد العلامات التجارية .
ضوابط قانونية
المستهلك هو كل شخص طبيعي أو اعتباري يقدم إليه أحد المنتجات لإشباع حاجاته غير المهنية أو غير الحرفية أو غير التجارية أو يجري التعامل أو التعاقد عه بهذا الخصوص ، وفقا للمادة الأولى من قانون حماية المستهلك رقم 181 لسنة 2018
أما “العيب “فيتمثل في كل نقص في قيمة أو منفعة أي من المنتجات بحسب الغاية المقصودة منها ، ويؤدي بالضرورة إلى حرمان المستهلك كليا أو جزئيا من الاستفادة بها فيما أعدت من أجله ، بما في ذلك النقص الذي ينتج من خطأ في مناولة السعلة أو تخزينها ، وذلك كله ما لم يكن المستهلك قد تسبب في وقوع هذا النقص بينما يتمثل السلوك الخادع ، في كل فعل أو امتناع عن فعل من جانب المنتج أو المعلن يؤدي إلى خلق انطباع غير حقيقي أو مضلل لدى المستهلك أو يؤدي إلى وقوعه في خلط أو غلط.
ويحظر القانون في مادته الثانية الاخلال بحقوق المستهلك الأساسية والتي من أبرزها الحق في الصحة والسلامة عند استعماله العادي للمنتجات ، والحصول على جميع المعلومات والبيانات الصحيحة عن الخدمات أو المنتجات لتي يشتريها أو يستخدمها أو تقدم إليه ، إلى جانب الاختيار الحر لمنتجات تتوافر فيها شروط الجودة المطابقة للمواصفات والسعر العادل التنافسي الذي تحدده آليات السوق.
“العيب ” هو كل نقص في قيمة أو منفعة أي من المنتجات، ويؤدي بالضرورة إلى حرمان المستهلك كليا أو جزئيا من الاستفادة بها.
كما يشدد القانون على ضرورة الحفاظ على الكرامة الشخصية واحترام العادات والتقاليد المجتمية ، ويمنح المستهلك الحق في رفع الدعاوى القضائية عن كل ما من شأنه الإخلال بحقوقه أو الإضرار بها أو تقييدها وذلك بإجراءات سريعة وميسرة مع الحصول على تعويض عادل عن الأضرار التي تلحق بالمستهلك أو بأمواله جراء شراء المنتجات أو استخدامها أو تلقي الخدمات .
المبادرات لا تكفي
“لن نتهاون فى حق المواطن” تعهد أطلقه رئيس جهاز حماية المستهلك مع إعلانه عن المبادرة الجديدة “صديق المستهلك ” ، مشددا على ضرورة التزام التجار ومقدمى الخدمات بالضوابط القانونيه وتقديم السلع والخدمات للمواطنين بجودة عاليه والامتناع عن أى ممارسات سلبيه تضر المستهلك
ورغم تهديد ووعيد الجهات الرسمية ومن بينها الجهاز بتطبيق القانون على المخالفين ، إلا أنها دائما ما تراهن على وعي المستهلك في منظومة ضبط الأسواق عسى أن يساعد ذلك في وضع حد لفوضى الأسعار و جرائم الغش التجاري ، فجهاز أو جهة واحدة لا تستطيع مقاومة تلك الأفعال الإجرامية كما أن تفعيل الرقابة على الأسواق وضبطها لايتأتي بعمل مؤسسة واحدة ، حسب اعتراف رئيس الجهاز الذي قال :” لا يمكن أن تعمل أى مؤسسة بمفردها، والعمل الجماعى هو من الأشياء الإيجابية التى تنتهجها الدولة المصرية، فالتنسيق بين جميع الأجهزة المعنية هو عنوان المرحلة الراهنة”.
وكان الجهاز قد أطلق مبادرة أخرى تحت اسم “أسبوع في حب الوطن ” أواخر عام 2018 ، إلى جانب مبادرات اليوم المفتوح والقوافل الشهرية بالمحافظات لحل شكاوي المستهلكين التي تضاعفت في الآونة الأخيرة .