أثار فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر تقييد الخطوط الجوية التركية مواطنًا كاميرونيًا بشريط لاصق لترحيله إلى بلده، حفيظة رواد السوشيال ميديا، وقوي المعارضة التركية، وسلطت الضوء علي أوضاع المقيمين هناك من غير الأتراك  ، وما يتعرضون له من عنصرية وكراهية .

الواقعة التى تعد انتهاكا لحقوق الإنسان فى تركيا، بدأت بنشر منصة شؤون تركية  لفضيحة تورط الخطوط الجوية التركية فى ممارسات عنصرية ضد مواطنين أفارقة ،حيث لجأت الشركة إلى تعامل مهين مع مواطن تعود أصوله إلى دولة الكاميرون.

وقالت المنصة المعارضة فى تغريدة بثتها عبر حسابها على موقع “تويتر” :” فضيحة عنصرية مدوية للخطوط الجوية التركية اقلعت من اسطنبول ، بدافع عنصري العاملين في الخطوط التركية ترحل لفت مواطن من الكاميرون بشريط لاصق لترحيله لبلده الاصلي الكاميرون، أول ما دخلوه الطائرة ملفوف بهذا الشكل، الركاب اعترضوا علي عنصرية الشركة وأجبروهم علي فك الشريط البلاستيكي” .

موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، ذكر إن الكاتب الصحفى التركى بجريدة “يني بيرليك” موسى علي أوغلو، أكد أن شركة الطيران التركية أطلس جلوبال ستوقف أنشطتها، حيث نشر علي أوغلو تلك التأكيدات خلال حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، قائلا: “لقد انتهت شركة أطلس جلوبال وتنهي أنشطتها خلال تلك الفترة.

وأضاف الموقع التابع للمعارضة التركية، أنه من المعروف أن شركة أطلس جلوبال يمتلكها علي مراد أرسوي، شقيق وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري أرسوي.

بالتزامن نشرت منصة شؤون تركية، فيديو آخر متداول لمواطنين أتراك يسخرون من طفلة سورية بلا مأوي وتبيع مناديل ورقية بالشارع.

وظهر بالفيديو شخص يوجه خطابه للطفلة ساخرا :” الهذه الدرجة أنتي في ضيقة ومحتاجة أموال.. ستصابين بالتهاب رئوي.. وأنتي بترقدي علي الارض كذباً من أجل ليرة واحدة ..لا أستطيع تحمل ذلك، هيا وداعا عزيزتي) ثم ضحك ومن معه وذهبوا عنها .

في تركيا، توجد مظاهر من العنصرية والتمييز العرقي في مجتمعها وطوال تاريخها ، وهذا التمييز العنصري والتمييز العرقي هو أيضاً مؤسسي ضد الأقليات غير المسلمة وغير السنية.

ويظهر بشكل رئيسي في شكل مواقف وتصرفات سلبية من قبل الأتراك تجاه الأشخاص الذين لا يعتبرون عرقياً أتراكاً

ويظهر بشكل رئيسي في شكل مواقف وتصرفات سلبية من قبل الأتراك تجاه الأشخاص الذين لا يعتبرون عرقياً أتراكاً.

 هذا التمييز هو في الغالب تجاه الأقليات العرقية غير التركية مثل الأرمن والأشوريين واليونانيين والأكراد واليهود والزازا، وكذلك العداء تجاه الأقليات الإسلامية مثل العلويين والصوفيين والشيعة .

الوقائع السابقة استفزت مشاعر الكثيرين وذكرت البعض بالأحداث المأسوية لعدد من المقيمين فى تركيا من جنسيات مختلفة .

من أبرز تلك الوقائع ما نشرته وسائل إعلام كبري ، بشأن واقعة الشاب المصري عبد الباري منسي، المقيم في إسطنبول،  بعد نشره  تفاصيل حادث تعرض له هو وعائلته المدينة فى شهر يناير الماضي.

منسي قال في منشور تم مشاركته أكثر من ألف مرة، إنه بينما كان يجهز عربة الأطفال الخاصة بزوجة أخيه للنزول من المتروباص، توجه نحوهم رجل تركي زاعما أن أصواتهم عالية، وحين حاول منسي تهدئته، وجه له صفعة قوية تسببت في نزفه من الأنف .

 

وبحسب تقرير نشره موقع الحرة ،لا تقتصر العنصرية في تركيا على جنسية أو فئة بعينها، فكل من هو ليس تركيا معرض للعنصرية، وهي ليست شائعة على المستوى الشعبي فقط، فقد يواجه المقيمون عنصرية من جانب بعض المصالح الحكومية، مثل مديرية الهجرة أو أقسام الشرطة .

أرقام 

وفقا للتقرير يصل عدد العرب بشكل عام في تركيا إلى 5 ملايين مقيم، بينهم 3 ملايين و600 ألف لاجئ سوري، بحسب تصريح رئيس “الجمعية العربية” في إسطنبول متين طوران العام الماضي.

يصل عدد العرب بشكل عام في تركيا إلى 5 ملايين مقيم، بينهم 3 ملايين و600 ألف لاجئ سوري

أما المصريون فيتراوح عددهم بين 10 إلى 15 ألفا يتركز معظمهم في إسطنبول، وقد أتى غالبيتهم للحصول على لجوء، وفقا لتصريحات ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في يوليو من العام الماضي .

ويبلغ عدد السوريين في إسطنبول نحو 559 ألف شخص بحسب بيان لـ “المديرية العامة للتعلم مدى الحياة” التركية نشر في عام 2018، وقد يزيد هذا العدد إذا أضيف إليه غير المسجلين.

ومنذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، تدفقت أعداد كبيرة من السوريين إلى تركيا، بعد أن فتحت حكومة أردوغان الأبواب على مصراعيها في البداية أمام السوريين، وسط معارضة من جانب حزب الشعب الجمهوري .

 

وبدأت إجراءات منح السوريين الجنسية التركية في عام 2016 عندما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتخاذ وزارة الداخلية التركية خطوات جادة في سبيل إعطاء الجنسية “لمن يريدها .

أطلق ناشطون أتراك غاضبون وسما “لا أريد مواطنين سوريين في بلادي”على تويتر لرفضهم قرار أردوغان الأخير بإعطاء الجنسية للسوريين

وبعدها أطلق ناشطون أتراك غاضبون وسما بعنوان #ÜlkemdeSuriyeliİstemiyorum أي “لا أريد مواطنين سوريين في بلادي” على تويتر، عبروا فيه عن رفضهم لقرار أردوغان الأخير بإعطاء الجنسية للسوريين .

وتتهم المعارضة أردوغان بإعطائه الجنسية التركية للسوريين، من أجل الاستثمار في الأجيال القادمة من السوريين الأتراك لضمان ولائهم السياسي وأصواتهم في الاستحقاقات الانتخابية مستقبلا .

أسباب العنصرية 

مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قال في حديث مع “موقع الحرة”،إن”العنصرية موجودة بشكل كبير، والحوادث مستمرة، خاصة حوادث التضييق على السوريين خلال الفترة الأخيرة، مضيفا “قد يكون الإعلام التركي، الذي يعتبر السوريين والعرب مسؤولين عن الأزمة الاقتصادية، بينما الحكومة التركية في الحقيقة تسفيد منهم “.

عبد الرحمن  أوضح أن تركيا لا تلغي الكيمليك “بطاقة الإقامة الإنسانية” الخاصة بالسوريين الذين يغادرون أراضيها، وذلك من أجل استمرار الدعم المادي الخاص باللاجئين، القادم من الخارج على أساس أن اللاجئين ما زالوا موجودين .