استغلت مصر المحافل الدولية التي شهدها الأسبوع المنقضي لإعادة الاهتمام لملف سد النهضة، وسط تفاعل دولي داعم لاستئناف المفاوضات. وذلك في وقت لا تزال فيه إثيوبيا تحاول الهروب من السيناريو الأسوأ جراء الحرب وعينها على السد. الذي عبّرت عن قلقها من تضرره بسبب الأحداث الجارية.
من مؤتمر المناخ الذي اختتم أعماله الخميس 11 نوفمبر، إلى الحوار الاستراتيجي مع أمريكا وسط الأسبوع، ثم مؤتمر باريس. وبينها لقاءات بالقاهرة وفي دول إقليمية، طرحت مصر قضية سد النهضة ضمن أجندتها الدبلوماسية، خلال اللقاءات التي جمعتها بأطراف دولية. ووجدت صدى داعما لموقفها في قضية السد.
توافق دولي على استمرار مفاوضات سد النهضة
على هامش الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي. قال وزير الخارجية سامح شكري، إن هناك توافقا دوليا على استمرار المفاوضات بشأن سد النهضة. كما أوضح من واشنطن: “هناك لقاءات مستمرة مع الاتحاد الإفريقي للدفع تجاه العودة إلى المفاوضات”.
وأضاف شكري: “الولايات المتحدة تدرك أهمية الأمن المائي لمصر وهي مستعدة لبذل كل الجهود لدعم ذلك”. وأشار إلى أن هناك “تطورات داخلية في إثيوبيا والسودان تجعلها أولوية لهذه الدول”. فيما استطرد: “لكننا ننتظر المناخ والوقت المناسب لعودة المفاوضات بشأن السد؛ لأن الوقت يداهمنا”.
المؤتمر الصحفي بختام الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي
ولم تحقق الجولات السابقة من المفاوضات النتائج المرجوة، حيث أصرت أديس أبابا على استكمال ملء خزان السد بالمياه. ويشرف الاتحاد الإفريقي حاليًا على مفاوضات سد النهضة، التي تجمع إثيوبيا من جهة ومصر والسودان من جهة أخرى.
اهتمام أمريكي بملف السد.. ودعوة لمفاوضات “حسنة النية”
اعترفت مسؤولة أمريكية كبيرة مكلفة بمهمة الإشراف على الدبلوماسية في شمال إفريقيا، الأربعاء، بحاجة مصر إلى الأمن المائي. كما دعت إلى “مفاوضات حسنة النية” لحل نزاعها مع إثيوبيا بشأن سد النهضة.
وقالت كارين ساساهارا، نائبة مساعد وزيرة الخارجية لشؤون شمال إفريقيا، خلال اجتماع افتراضي استضافه معهد الشرق الأوسط في واشنطن: “أثارت المخاوف في مصر بشأن نقص المياه في المستقبل توترًا بشأن مشروع السد الإثيوبي”.
كارين ساساهارا، نائبة مساعد وزيرة الخارجية لشؤون شمال إفريقيا
وتابعت: “نعتقد أنه يمكن التوفيق بين حاجة مصر إلى الأمن المائي، ومخاوف السلامة في السودان وأهداف إثيوبيا الإنمائية. وذلك من خلال المفاوضات بحسن نية بشأن السد، وستواصل الولايات المتحدة المشاركة بنشاط مع جميع الأطراف لتحقيق هذه الغاية“.
جاءت تصريحات ساساهارا بعد أن التقى وزير الخارجية سامح شكري نظيره الأمريكي أنطوني بلينكين ومسؤولين آخرين في وزارة الخارجية في أول حوار استراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر منذ عام 2015.
الخارجية الأمريكية: بايدن يهتم بالأمن المائي المصري
قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية سامويل وربيرج، إن واشنطن لا تريد أن ترى مفاوضات بدون نهاية بشأن سد النهضة. كما أكد أن بلاده مستعدة لدعم أي جهود تعاونية بين الأطراف الثلاثة.
وذكر متحدث الخارجية الأمريكية، أن الولايات المتحدة عبّرت عن الأمر في بيانها المشترك بين الجانبين المصري والأمريكي. كما أكد أن الرئيس جو بايدن يهتم بالأمن المائي المصري.
وأضاف وربيرج، في تصريحات تلفزيونية، أن الحل السلمي الأنسب للتعامل مع ما تشهده إثيوبيا الآن. وعقّب على تصريحات رئيس الوزراء آبي أحمد والتي قال فيها “سندفن الأعداء بدمائنا”، بقوله: “تلك اللغة تصب الزيت على النار“.
واشنطن: لا حلول عسكرية لأزمة سد النهضة
وفي جزء آخر من التصريحات، قال ساميويل وربيرج، إن الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن كان فرصة مهمة جدًا بين البلدين، مؤكدًا أنه كان حوارًا بين الأصدقاء، مضيفًا أن علاقة الولايات المتحدة ومصر قوية قبل إجراء الحوار الاستراتيجي الذي كان لتعزيز العلاقات بين البلدين.
ولفت “وربيرج ” إلى أنه ليس هناك حلا عسكريًا لقضية سد النهضة، ولكن يجب اتباع الحلول السلمية في أزمة السد، قائلًا: “الملف الإثيوبي كان جزءًا من المناقشات بين مسؤولي البلدين خلال الحوار الاستراتيجي بين مصر وأمريكا”.
السيسي: سد النهضة قضية وجودية
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، إن قضية سد النهضة “قضية وجود” تؤثر على حياة الملايين من المصريين. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع سامية حسن رئيسة جمهورية تنزانيا.
وأكد السيسي على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل السد، وذلك استناداً إلى قواعد القانون الدولي ومخرجات مجلس الأمن في هذا الشأن، بعيداً عن أي نهج أحادي يسعى إلى فرض الأمر الواقع وتجاهل الحقوق الأساسية للشعوب، وأكدت على رؤيتنا لجعل نهر النيل مصدراً للتعاون والتنمية كشريان حياة لجميع شعوب دول حوض النيل.
وتابع: “توافقنا على أهمية الاستغلال الأمثل لقدراتنا لخدمة مصالح البلدين، وذلك من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري، والذي نأمل في أن يشهد المزيد من النمو خلال السنوات المقبلة ليرتقي لمستوى العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين، كما بحثنا كذلك آليات زيادة الاستثمارات المصرية في تنزانيا، وسبل تيسير عمل الشركات المصرية الساعية إلى التواجد في السوق التنزاني، لاسيما في ضوء الاهتمام المتنامي من مجتمع الأعمال المصري خلال السنوات الأخيرة بالاستثمار في السوق التنزاني”.
رسالة مصرية لتونس حول دورها في الملف
أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي، الجمعة، عن التقدير تجاه دعم تونس لموقف مصر بالتمسك للوصول لاتفاق شامل وملزم قانوناً حول ملء وتشغيل سد النهضة، الامر الذي انعكس في البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
جاء ذلك خلال لقائه رئيسة وزراء تونس نجلاء بودن، على هامش حضورهما مؤتمر باريس المعني بالملف الليبي في العاصمة الفرنسية الجمعة، حيث جرى التأكيد على استعداد مصر لتقديم كافة الامكانات الممكنة في هذا الإطار للجانب التونسي، وكذا تطوير التعاون الثنائي ترسيخا للعلاقات الأخوية التاريخية بين الجانبين وفي إطار سياسة مصر الثابتة والساعية دائماً إلى التعاون والبناء والتنمية بين الأشقاء.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة بسام راضي أن اللقاء تناول التباحث حول آفاق العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث جرى التأكيد على الإرادة السياسية والرغبة المشتركة لتعزيز أطر التعاون بين مصر وتونس وتعظيم قنوات التواصل المشتركة، لاسيما على المستوى السياسي والأمني وتبادل المعلومات في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف الذي يمثل تهديداً للمنطقة بأكملها.
إثيوبيا تعلن موعد بدء إنتاج الكهرباء من سد النهضة
أعلنت إثيوبيا، الخميس، موعد بدء إنتاج الكهرباء من سد النهضة الذي بنته على النيل الأزرق وسبب أزمة مع مصر والسودان.
وقالت وزيرة الدولة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي حورية علي مهدي، إنه من المتوقع أن يبدأ سد النهضة إنتاج 700 ميغاوات من الكهرباء العام المقبل، مما يرفع طاقة توليد الكهرباء في البلاد 14%.
وأوضحت في مؤتمر إفريقي للتكنولوجيا يعقد عبر الإنترنت: “تنفذ إثيوبيا مشروعات متنوعة للطاقة الكهربائية ومن أهمها سد النهضة الذي سيبدأ إنتاج 700 ميغاوات من الكهرباء بحلول عام 2022″. وتبلغ طاقة إنتاج الكهرباء في إثيوبيا في الوقت الراهن 4967 ميغاوات.
تخوف إثيوبي من تضرر السد جراء الحرب
أعرب فصيل إثيوبي عن تخوفها إزاء تتضرر سد النهضة من الحرب الجارية في البلاد، حيث تعهد مجلس العمل الإثيوبي للمغتربين بـ”الدفاع عن إثيوبيا بأي ثمن وتحقيق بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير”.
وقال رئيس المجلس، خلال الحفل الختامي للزيارة التي استمرت شهرين إلى إثيوبيا والتي أجراها ممثلو المجلس، إن مجتمع المغتربين ملتزم بالعمل الجاد لتحقيق بناء سد النهضة الذي وصل الآن إلى مرحلته النهائية.
وأشار المنسق إلى أن المجلس سيعمل على تعزيز السد وتشجيع الإثيوبيين المقيمين في جميع أنحاء العالم على المساهمة وسيعمل كسفراء لسد النهضة.
وقام أعضاء مجلس العمل الإثيوبي للمغتربين بزيارة سد النهضة وغيرها من المشاريع بما في ذلك “مشروع تجميل أديس أبابا كما زار الأعضاء قوات الدفاع الوطني الإثيوبية وقدموا الدعم المادي”.
وتخوض الدول الثلاث مفاوضات صعبة منذ أعوام بشأن السد، الذي تتجاوز تكلفة تشييده 4 مليارات دولار، ويثير مخاوف بلدي مصب النيل، مصر والسودان، بشأن نقص المياه.
ولم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن، فيما أكدت مصر الأربعاء أن هناك اتفاقا دوليا على استئناف المفاوضات. وفي أكتوبر 2020، قالت الرئيسة الإثيوبية إن السد من المتوقع أن يبدأ إنتاج الكهرباء في غضون 12 شهرا، لكنها لم تذكر موعدا محددا.
نيوزيلندا: مفاوضات سد النهضة ستؤدي إلى نتائج
تقول نيوزيلندا إن المفاوضات بين الدول الثلاث من خلال الاتحاد الأفريقي بشأن سد النهضة الإثيوبي ستؤدي إلى نتائج، وفق ما قال سفير نيوزيلندا لدى إثيوبيا، مايكل أبتون. جاء ذلك خلال زيارة السفير لوزارة المياه والطاقة الإثيوبية.
وقال السفير النيوزيلندي: “نعتقد أن المفاوضات بين الدول الثلاث من خلال الاتحاد الأفريقي بشأن سد النهضة الإثيوبي ستؤدي إلى نتائج ونحن ندعم ذلك”.
كما أعلن عن خطط بلاده لتقديم الدعم المالي للاتحاد الأفريقي لتحقيق هدف خفض انبعاثات الكربون في المستقبل.