لم يكن حديث الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة المصرية فى مارس الماضي، عن إجراء المسحات وأنها ” علم” لا يمكننا إجراؤها للجميع، متماشيا مع ما حدث فى الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وكثير من الدول التي تحاول السيطرة على فيروس كورونا وانتشاره.

وقالت “زايد” فى مداخلة هاتفية على قناة “ام بي سي مصر”: “غلط نعمل تحليل كورونا على كل المجتمع ده علم وفيه قواعد”.

وتحدثت عن إجراءات استباقية لمنع انتشار الفيروس فى الوقت الذى كانت الإصابات فى مصر لا تتجاوز 50 إصابة، عكس اليوم حيث وصلت إلى الذروة وحتي كتابة هذه السطور وصلت الإصابات 18756 حالة.

من 70 إلى 100 ألف.. ما هي عوامل استنتاج وزير البحث العلمي لمصابي كورونا؟

التجارب المختلفة لسيطرة الدول على كورونا تؤكد أن إجراء المسحات الطبية أو اختبارات كورونا من العوامل المهمة للسيطرة، فى أمريكا والأردن والسعودية وألمانيا، وكوريا الجنوبية التي ساعدت على سيطرتها على الأزمة تجربة سارس التي مرت بها وإجراء الاختبارات مبكرا.

ماهي المسحة؟

عصا طويلة من القطن أو النايلون تستخدم لتشخيص الأمراض الفيروسية، وبزاوية بعينها تمتد إلى أقرب مكان للأذن ويتم إدخالها من الأنف، هكذا تؤخذ المسحات الطبية لاختبار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19.

ما لا يعرفه الكثيريين أن هناك 120 اختبارا متاحا للكشف عن فيروس كورونا، وهي نوعان: أحدهما يكشف الفيروس أثناء تواجده فى الجسم حاليا، والثاني: يؤكد ما يمكن أن يكون قد أصيب الشخص بكورونا فى السابق أم لا، اختبارات الكشف عن فيروس كورونا هي اختبارات الأجسام المضادة والمعروفة بإسم تقنية “ELISA”، وهي تقنية مناعية إنزيمية تظهر ما إذا كان الشخص أصيب بالفيروس في الماضي.

من يجب عليه أن يتعرض للاختبار “بي سي آر” هم الأشخاص الظاهر عليهم أعراض الفيروس، وأيضا دوائر المخالطين، ومن الكادر الطبي، أو أسرهم أو الأسر التي ظهر داخلها أحد أفرادها مريض كورونا، اختبارت الاجسام المضادة أهميتها فى كثير من الدول معرفة نسبة المصابين بكورونا لم يتم ضمهم للأعداد الرسمية ، وهو ما يفسر مناعة القطيع وامكانية الشفاء دون اعراض أو دون علاج.

النظام الصحي للدول عاملا رئيسيا فى فكرة الاختبارات وإجرائها، وتوفرها وتوفير المتدربين عليها، وجدية التعامل مع الفيروس من عدمه، لذا هناك دولا كثيرة نجحت فى السيطرة على الفيروس

مصر أعلنت أنه تم حتي الآن إجراء أكثر من 170 ألف مسحة طبية علي كافة المصابين بفيروس كورونا، وأوضح رئيس قطاع الطب الوقائى فى تصريح تليفزيوني، أن كل مستشفيات وزارة الصحة متاحة، ولدينا معايير في أخذ المسحات الطبية سواء للاطباء الاطقم الطبية .

أطباء “كورونا” ووزيرة الصحة.. اتهامات وتبرير ومطالبات بالإقالة

تجربة أمريكا

تحت عنوان “المسحات هى المشكلة” كتب العديد من الكتاب الأمريكان مقالات وهاجموا الحكومة الأمريكية فى الشهور الماضية بعد ارتفاع نسبة الوفيات، و فى مارس الماضي أعلنت الحكومة الأمريكية خلال تجربتها انفاق مليارات الدولارات لإتاحة اختبار كورونا على نطاق واسع بعد شكاوي من نقص الاختبارات.

وقالت “هيذر بيرس” المديرة العليا لسياسة العلوم والاستشارات التنظيمية فى رابطة الكليات الطبية الأمريكية، إن الاختبار ليس مجرد اختبار مكون واحد، ولكنه يتكون من العديد من المكونات المختلفة،  واي نقص في المكونات يصعب اجراء الاختبار.

بما فى ذلك المسحات والكواشف والحل الكيميائى الذى يحافظ على العينات طازجة، وقتها قال ترامب الرئيس الأمريكي أن الحكومة الفيدارلية سترسل المسحات المطلوبة “انها قطن ليست مشكلة كبيرة”.

بعد ثلاثة شهور من انتشار الوباء كانت المشكلة التي تواجه ترامب وتطارده نقص المسحات التي توضح عدد المصابين مما يؤدى الى قرب حل المشكلة، حيث قامت شركة اوهايو بتحويل مصنع لصنع المسحات كما وافقت إدارة الغذائية والدواء الامريكية على اختبار اللعاب الذى لا يتطلب إجراء المسحة.

3 طرق

ويوضح سامي عبد العظيم الكيميائى وخبير بأحد المعامل الخاصة، أن المسحة تؤخذ من مكانين الأنف أو الزور، وتكون أدق وتصل قبل الأذن بزاوية معينة لا تعوق حركتها وتكون مؤلمة للمريض ولكنها ضرورية لأن هذا المكان هو مكان ارتكاز الفيروس ومسحة الزور لا تكن بجودة مسحة الأنف .

ويقول “عبد العظيم”، إن فشل المسحة فى كثير من الأحيان يرجع إلى العينة اتخذت بشكل خاطىء، أو مشكلة فى العمل التقني نفسه، وكثيرا من المرضي يتم أخذ أكثر من عينة منهم وتكون النتيجة سلبية، وهو لا يعني أنهم لا يحملون الفيروس، وكثيرا ما يكون تركيز الفيروس ضعيف.

ويوضح الخبير المعملي لـ”مصر 360″ طرق الكشف عن الفيروس في ثلاث نقاط:

اختبارات “الرابيت تيست” وتخرج النتيجة خلال عشر دقائق من نقطة دم من الأصبع، وهي الطريقة اللي تم التصريح بها  فى المستشفيات الخاصة، وتفيد فى حالات مشتبه فيها التي تحتاج الى اخذ  قرار سريع فيها، ومكانها الأفضل فى المطارات والمواني، ولكن حساسيته قليلة ولا يؤكد وجود الفيروس.

أما الطريقة الثانية حساسيتها أعلي وتسمي “الأيليزر” النتيجة تخرج خلال ساعتين أو تلات ساعات، لا يمكن عمل عينة عينة، لابد من جمع عينات مع بعض وخطواتها واحدة، وهي ايضا عن طريق الدم وتركيز الفيروس يكون فيها قليل.

وهذه الطرق تبحث عن الأجسام المضادة، فعند إصابة الجسم بأي فيروس، يقوم الجهاز المناعي بتكوين أجسام مضاده لمقاومته، وفي حالة العثور على هذه الأجسام المضادة في العينة، يعني ذلك أن الشخص كان مصاباً بكورونا في وقت ما. يتم هذا الاختبار عن طريق أخذ عينة دم من الشخص، والتي يتم تحليلها في المختبر فيما بعد.

وقامت عدة شركات بانتاج اختبارات كشف الأجسام المضادة سريعة النتائج، لكنها يجب أن تُجرى من قبل طبيب مختص، هذا الإختبار شبيه بطريقة قياس السكر في الدم، حيث يتم عبر الوخز لاستخراج قطرات قليلة من الدم على شريحة رقيقة وإضافة محلول كيميائي إليها ثم تحليلها.

وإذا ما تواجدت الأجسام المضادة التي يكونها الجسم ضد فيروس كورونا المستجد في الدم، وتسمى ب”IgM” و”IgG”، يتغير لون العينة ويعني ذلك أن هذا الشخص كان مصاباً بالفيروس في الماضي وأصبح لديه مناعة ضده.

الطريقة الثالثة والأدق والمعترف به على مستوي العالم “بي سي ار” تبحث عن الفيروس نفسه وتعمل على مسحة من الأنف أو البلعوم، المهم طريقة تعود أهمية اختبار الكشف التشخيصي لكورونا “بي سي آر” إلى قدرته على تحديد الاشخاص المصابين بالفيروس، مما يجعل من الممكن التوصل إلى دائرة اختلاطهم وتحديد إجراءات العزل المناسبة لهم، سواء بالعزل الوقائي لمدة أسبوعين أو حجر صحي في الحالات الأكثر حدة.

المزاج العام خطر.. ماذا يفعل بنا الخوف؟

يقول د. علاء عوض أستاذ الكبد والجهاز الهضمي لمعهد تيودرس بلهارس فى تصريحاته لـ” مصر 360″ :

المسحة الطبية هي عبارة عن عينة من البلعوم الأنفي و الهدف منها فحص واكتشاف الحمض النووي فى الافرازات الخاصة بتقنية pcr ونتيجة حساستيها تصل الى 70% فهي قادرة على اكتشاف الحالات المصابة بينما تبقي بنسبة 30% من الحالات المصابة بالفيروس، ولهذا سلبيتها لا تعني عدم اصابة المريض بالفيروس ولابد من تكراراها بعد 48 ساعة.

ويؤكد عوض أنها الطريقة الوحيدة المتاحة والمضمونة فى العالم كله لاكتشاف فيروس كوفيد19 وأنه لا اختبارات الا بالمسحة وتحتاج المسحة الى خيارات خاصة ونوع من التدريب لأخذ العينة، والتعرف على تكنيكها الخاص، وهي غير متاحة.

وعن ندرة إجراءات المسحة الطبية إلا فى حالة وجود أعراض للمخالطين للمرضي علق أستاذ الكبد بمعهد تيودر بلهارس أنه موقف خاطىء فى ادارة الأزمة وليس فى نقص الامكانيات لأن هناك أطباء وأعضاء من الكادر الطبي مدربين جيدا على أخذ المسحة من المرضي.