جلسة استماع سرية أغضبت الرئيس، الذي قال إن الديمقراطيين سوف يستخدمون جلسة الاستماع ضده

والقائم بأعمال مدير مدير المخابرات الوطنية الجديد الذي اختاره ترامب متهم بتلقي أموال من سياسي أجنبي متهم بالفساد في الولايات المتحدة

كشفت صحيفة النيويورك تايمز عن تحذير مسؤولي المخابرات الأمريكية لنواب الكونجرس الأسبوع الماضي في جلسة استماع سرية للجنة المخابرات في المجلس من أن روسيا تدخلت في الحملات لانتخابات 2020 الرئاسية المقبلة لصالح محاولة إعادة انتخاب الرئيس ترامب، بحسب خمس أشخاص مطلعين على المسألة، فيما أثار غضب ترامب، الذي قال إن الديمقراطيين سوف يسعون إلى استخدام ذلك ضده.

وقبل يوم من الجلسة التي انعقدت يوم  13 فبراير الماضي، انتقد الرئيس جوزيف ماجيري، القائم بأعمال مدير المخابرات الوطنية السابق، لسماحه بعقد جلسة الاستماع، بحسب مطلعين على المسألة. 

وخلال جلسة الاستماع السرية، اعترض حلفاء الرئيس ترامب على تلك النتائج، ودفعوا بأنه كان موقفه صلبا نحو روسيا وأنه قد عزز الأمن الأوروبي. 

في حين أخبر مسؤولو  المخابرات  النواب في السابق أن حملة التدخل الروسية كانت لا تزال قائمة، إلا أن جلسة استماع الأسبوع الماضي قد تضمنت ما بدا أنها معلومات جديدة: في أن روسيا قد تدخلت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي وكذلك الانتخابات العامة. 

وفي الأربعاء الماضي، أعلن الرئيس تعيين مكان ماغيري، ريتشارد جرينيل، سفير الولايات المتحدة إلى ألمانيا والذي يدعم ترامب بقوة. وبالرغم من أن بعض المسؤولين السابقين والحاليين قد تكهنوا بأن جلسة الاستماع ربما كان لها دور في هذه الخطوة، إلا أن اثنين من مسؤولي الإدارة قالوا إن التوقيت كان مصادفة. 

وكان مجتمع المخابرات الأمريكي(وهو اتحاد يضم 16 وكالة حكومية مخابراتية ) قد أصدر تقديرا في بداية 2017 بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أمر شخصيا بإطلاق حملة للتأثير على الانتخابات السابقة والتي كان لها “تفضيل واضح لانتخاب ترامب رئيسا”. إلا أن الجمهوريين كانوا يدفعون طويلا بأن حملة موسكو كانت تهدف إلى بذر الفوضى، وليس مساعدة ترامب على وجه الخصوص. 

وكانت المخابرات الروسية قد سعت طويلا لبث الاضطرابات في عدد من دول العالم. ويوم الخميس الماضي، اتهمت الولايات المتحدة وعدد من الحلفاء الرئيسيين لها المخابرات العسكرية الروسية، وهي التي كانت مسؤولة عن كثير من التدخل في الانتخابات الأمريكية 2016، بشن هجوم سيبراني على جارتها جورجيا والذي تسبب في انقطاع البث وتعطل مواقع الإنترنت. 

كما كانت وكالة الأمن القومي الأمريكية حذرت من أن مخترقين روس قد قاموا باختراق وحدة الحرب السيبرانية لإيران، ربما بهدف إطلاق هجمات تبدو أنها قادمة من طهران. 

وقد أعرب مسؤولون حاليون وسابقون في المخابرات عن مخاوف من أنه تعيين جرينيل قد جاء لإبطاء وتيرة وصول المعلومات عن وجود تدخلات للكونجرس. 

كما كشف موقع propublica للتحقيقات الاستقصائية عن أن جرينيل قد عمل لصالح سياسي أجنبي متهم بالفساد في الولايات المتحدة. حيث ذكر أن جرينيل لم يكشف عن مدفوعات من عمل دعم سياسي عن جانب أحد السياسيين من جمهورية مولدوفا فيما قد يجعله عرضة للابتزاز. 

ففي عام 2016، كتب عدة مقالات يدافع فيها عن السياسي الملدوفي بالغ الثراء  فلاديمير بلوتنيوك، الهارب حاليا والممنوع من دخول الولايات المتحدة بموجب عقوبات مكافحة فساد فرضتها عليه وزارة الخارجية الأمريكية الشهر الماضي، والتي لم يكشف جرينيل أنه تقاضى عنها أجرا. كما أنه لم يدرج تحت قانون الولايات المتحدة الخاص بالعمل لوكلاء أجانب، الذي يتطلب أن يقوم الأشخاص في الولايات المتحدة بالكشف عن عملهم لصالح سياسيين أجانب.

وهذا القانون قد أدين بمخالفته مدير حملة ترامب السابق بول مانافورت ونائب مدير الحملة ريك جيتس، حيث اعترفا أنهما مذنبان بالتهم الموجهة. 

ومن جانبه، رد الرئيس ترامب على ما كشفه مسؤولو المخابرات الأمريكيون أنه يأتي ضمن “حملة تضليل أخرى يطلقها الديمقراطيون في الكونجرس” بأن روسيا تفضله عن المرشحين الديمقراطيين الآخرين ممن لا يفعلون شيء وغير القادرين بعد على عد الأصوات التي حصلوا عليها في ولاية أيوا، في إطار الانتخابات التمهيدية. 

كما كان مسؤولي المخابرات قالوا في جلسة الاستماع السرية أنهم خلصوا أيضا إلى أن روسيا تسعى لمساعدة بيرني ساندرز نائب فيرمونت في الإنتخابات التمهيدية الديمقراطية.