في واقعة دهس جديدة في ألمانيا، أصيب 60 شخصا من بينهم 20 طفلا، بجروح عندما دهست سيارة مسرعة كان يقودها شاب، يوم الاثنين الماضي، حشدا من الناس خلال كرنفال أقيم في مدينة فولكمارسن، بمقاطعة «هيسي» الألمانية، وسط البلاد.

وفق مجلة «دير شبيغل» الألمانية، قالت النيابة العامة إنه تم «توقيف» سائق السيارة الذي أصيب أيضا بجروح، وهو ألماني عمره 29 عاما ينحدر من البلدة التي يبلغ عدد سكانها أقل من سبعة آلاف نسمة. لكنه لم يكن في وضع يسمح باستجوابه بسبب إصابته بجروح في الحادث، وتلقيه حاليا عناية طبية. وأعلن القضاء فتح تحقيق في «محاولة قتل متعمد».

 

وذكرت وسائل إعلام محلية بمدينة فولكمارسن، في حينه، أن سيارة مرسيدس رماديّة صدمت الحشد خلال الاحتفال بيوم «اثنين الورود»، ضمن فاعليات الكرنفال السنوي. وقال شهود عيان على الواقعة إن «السائق استهدف تحديدا الأطفال إذ صدم بسرعة قصوى الحشد وواصل السير لنحو ثلاثين مترا».

مجلة «دير شبيغل»: النيابة العامة أوقفت سائق السيارة، لكنه لم يكن في وضع يسمح باستجوابه بسبب إصابته بجروح في الحادث

وتراوحت أعمار المصابين في الحادث بين عامين و85 عاما، ويبلغ عدد الأطفال الذين تعرضوا للإصابة 20 طفلا، أي ثلث عدد المصابين تقريبا. ويتلقى 35 شخصا من المصابين العلاج الطبي في المستشفيات، بينما تلقى الباقون العلاج وغادروا المشافي.

وأوضح متحدث باسم الشرطة الألمانية، إثر الواقعة، أن الأمن يفترض أن حادث الدهس في بلدة فولكمارسن، هجوم متعمد. وذكرت القناة المحلية أن الشرطة أبلغتها بأنه ليس لديها أي معلومات بعد عن دوافع الرجل، لكنها تعتقد أنه كان «يتصرف عمدًا».

 

وبعد يوم من التحقيقات في الحادث، صرحت دوائر أمنية لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) بأن الشواهد الأولية تفيد بأن منفذ الجريمة لم يكن معروفا من قبل كمتطرف يميني. وألقت الشرطة الاتحادية، في اليوم نفسه، بحسب «دويتشه فيله»، القبض على شخص ثان في إطار التحقيقات.

اقرأ أيضًا: اليمين المتطرف يسعى لإشعال «حرب أهلية» في ألمانيا

وأكد رئيس شرطة فرانكفورت، غيرهارد بيريسفيل، أنه تم إلقاء القبض على شخص ثان في إطار التحقيقات الجارية بشأن جريمة الدهس. غير أن بيريسفيل قال: «من غير الواضح للشرطة ما إذا كان يمكن التعامل مع هذا الشخص على أنه مشتبه به أم مجرد شاهد على الواقعة».

وأعلن الادعاء العام الاتحادي في ألمانيا، الثلاثاء، عن أن الرجل المتهم بحادث الدهس «لم يكن مخمورًا». وقال المتحدث باسم الادعاء العام في مدينة فرانكفورت، من جهته، إنه لم يتضح حتى الآن ما إذا كان الرجل قد كان تحت تأثير مخدر أم لا.

خبيرة ألمانية في علم الجريمة: مرتكبي حوادث الدهس في ألمانيا، والذين تتراوح أعمارهم بين 24 و70 عاما، عادة ما يكونوا أشخاصا مشبعين بالسخط والكراهية، ويعانون من رفض المجتمع

وتعليقا على الحادث، قالت بريتا بانينبيرغ، الخبيرة الألمانية في علم الجريمة، «إن مرتكبي حوادث الدهس في ألمانيا، والذين تتراوح أعمارهم بين 24 و70 عاما، عادة ما يكونوا أشخاصا مشبعين بالسخط والكراهية، ويعانون من رفض المجتمع. وهم يبدون كراهيتهم بطريقة خاصة إزاء مجموعات معينة. سواء كانوا من الأجانب أو النساء أو أفراد المجتمع بشكل عام. ولهذا، فإن هؤلاء الأشخاص يشكلون خطراً كبيراً، في حالة عزمهم قتل أشخاص آخرين، أو إيذائهم وبهذا هم يُرسلون إشارة انتقام إلى المجتمع، إن جاز التعبير».

وجاء هذا الحادث المروع بعد نحو أسبوع فقط من قيام ألماني يبلغ من العمر 43 عاما، بإطلاق النار داخل «مقهى للشيشة» يرتاده الأتراك في بلدة «هاناو» الغربية، وقُتل في الهجوم تسعة أشخاص من بينهم 6 أتراك، وأصيب 6 آخرين. وطاردت الشرطة الألمانيّة منفذ العمليّة، وحددت هويّته على أنه رجلٌ يُدعى توبياس راثين، قبل أن تعثر عليه ميتًا في شقته إلى جانب والدته التي قُتلت أيضًا. وتبين للسلطات أن الجاني المشتبه به كان لديه أفكار «يمينة متطرفة شديدة العنصرية» ويعاني من «مشاكل نفسية».