«لا ينبغي أن تتجمع ثروة هائلة تعادل ما يمتلكه ملايين الأشخاص مجتمعين بأيدي أفراد. لا عدالة في ذلك على الإطلاق.»، هذه كلمات أرملة مؤسس شركة «أبل»، لورين باول جوبز، لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
تابعت لورين قائلة: «ستنتهي الثروة مع انتهاء حياتي إن عشت مطولًا»، مضيفة أن أولادها يعلمون موقفها من ميراث والدهم.
ترك ستيف جوبز، ميراثًا تصل قيمته لـ 24 مليار دولار، حصلت عليه لورين عقب وفاته. وتعتقد أنه من الخطأ تجميع ثروة هائلة في أيدي عائلة واحدة، كما فعل روكفلر في القرن التاسع عشر.
صنفت مجلة فوربس «ديفيد روكفلر» على أنه كان «أغنى رجل في التاريخ» بثروة تقارب 1.5% من الناتج المحلي الأمريكي عام 1937 وبما يعادل بالأسعار الترجيحية ليومنا هذا 340-400 مليار دولار.
يشير تقرير لـ «إيكونوميست» إلى أن 90% من المشاريع في العالم تمتلكها أو تديرها عائلات، وأن ثلث الشركات الأمريكية تملكها عائلات و40% من الشركات الفرنسية والألمانية كذلك.
المال.. والاكتفاء الذاتي
«علاقتي بالمال هي كونه وسيلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ليس كونه جزءا مني، وانهيار المؤسسات فرصة، وليس وقتا للذهاب إلى المنزل». بهذه المقولة اقتحمت «لورين» عالم المال ودنيا الاقتصاد، حتى أصبحت واحدة من أغنى سيدات العالم.
لورين باول جوبز: علاقتي بالمال هي كونه وسيلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ليس كونه جزءا مني
في الخامس من أكتوبر 2011 توفي ستيف جوبز، بعد معاناة طويلة من مرض سرطان البنكرياس عن عمر ناهز 56 عاما، وورثت لورين عن زوجها شركة «ستيفن جوبز تراست» التي باتت تمتلك حصة بنحو 7.3 في المائة في «وولت ديزني» بقيمة 8.7 مليار دولار، إضافة إلى 38.5 مليون سهم في «آبل»، وجعلت هذه الثروة من لورين بول جوبز ثالث أغنى امرأة في الولايات المتحدة الأمريكية، وصاحبة المركز الخامس على مستوى العالم، قبل أن تتراجع للمركز السادس في 2019، بثروة تقدر بنحو 18.6 مليار دولار، وفقا لتصنيف مجلة «فوربس» الأمريكية. كما أصبحت جوبز أيضا أغنى امرأة في عالم التكنولوجيا على الإطلاق.
تريد أرملة ستيف جوبز، أن تكرس حياتها لأجل توزيع ثروة زوجها «بفاعلية، وعبر سبل تساعد الأفراد والمجتمعات على نحو مستدام»، وفق ما ذكر موقع «بزنس إنسايدر».
«راعية» المحرومين
عرف عن لورين مساهماتها الخيرية الكثيرة، ولقبت بـ«راعية» المحرومين، ففي عام 1997 أسست مع كارلوس واتسون كلية «College Track» وهي مؤسسة غير ربحية، ومقرها «إيست بالو ألتو» في ولاية كاليفورنيا، وتعمل على توفير فرص للطلبة الفقراء الغير قادرين على الدراسة، لإكمال تعليمهم الجامعي في الجامعات المختلفة، ولازالت هذه المؤسسة قائمة حتى يومنا هذا.
كما أنها تشغل منصب عضو في المجلس الاستشاري لمؤسسة «يوداستي»، التي توفر التعليم العالي بأسعار في متناول الجميع، إضافة إلى تأسيسها لجمعية «إيمرسون الخيرية»، التي تعمل في التغيير المجتمعي، وتستثمر في المشاريع التعليمية والثقافية عام 2004، ولتكون مهمتها تقديم العون لأكبر عدد ممكن من الأشخاص، وذلك عن طريق أنشطتها الخيرية.
مشاركة لورين باول جوبز في جميع المشاريع التجارية والخيرية، جعل منها أنجح سيدة أعمال
كل هذه المناصب لم تمنعها من العمل الخيري، بل إن مشاركتها في جميع هذه المشاريع التجارية والخيرية، جعل منها أنجح سيدة أعمال اليوم، وعلى الرغم من ذلك، تُعرف «لورين» بقلبها الرحيم وطبيعتها البسيطة، وهي تقيم حتى الآن في «بالو آلتو» مع أطفالها الثلاثة (ريد، إيرين، حواء)، إذ قال ستيف جوبز عن الابنة الأخيرة «حواء»: «إنها هي التي يمكن أن تصبح الرئيسة في شركة أبل إذا لم تصبح رئيساً للولايات المتحدة«.
تميزت لورين باول بكونها امرأة ذكية ومفعمة بالنشاط والحيوية، وهذا سبب إعجاب ستيف جوبز بها، فاختارها لتكون زوجة له عام 1991، واستمرت الزيجة حوالي 20 عاما.
في ذات الوقت، لم تنضم أرملة مؤسس «أبل» إلى الحركة الخيرية «The Giving Pledg»، وتعني « تعهد عطاء»، وهي حملة لتشجيع أثرياء العالم على التبرع والمساهمة بجزء من ثرواتهم في مشاريع خيرية. وانطلقت الحملة في 10 يونيو 2010، عندما أعلن كلا من بيل جيتس ووارن بافت عن فتح باب التبرع مشجعين رجال الأعمال من مختلف أنحاء العالم على المشاركة.