أعلنت وزارة الداخلية السعودية، مؤخرا، عن تعليق رحلات العمرة للمواطنين والمقيمين مؤقتًا، لتفادي تفشي فيروس كورونا المستجد.
«الداخلية» السعودية: القرار جاء بناءً على توصية اللجنة المعنية بمتابعة مستجدات الوضع لفيروس كورونا الجديد.
وأوضحت الوزارة أن «هذه الخطوة تأتي انطلاقًا من حرص حكومة المملكة على دعم الجهود العالمية والمنظمات الدولية وبالأخص منظمة الصحة العالمية لوقف انتشار فيروس كورونا الجديد (19-COVID) ومحاصرته والقضاء عليه، وامتدادًا لقرارها القاضي بتعليق الدخول لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتًا من خارج المملكة، وقرارها تعليق الدخول بالتأشيرات السياحية للقادمين من الدول التي يشكل انتشار فيروس كورونا الجديد منها خطرًا، وتعليق استخدام المواطنين السعوديين ومواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بطاقة الهوية الوطنية للتنقل من وإلى المملكة».
علماء المسلمين أكدوا عدم جواز تعطيل الفريضة إلا بموجب أسباب كبرى بينها انتشار الأوبئة
وأضافت الوزارة أن «هذا القرار جاء بناءً على توصية اللجنة المعنية بمتابعة مستجدات الوضع لفيروس كورونا الجديد”. وسيتم تعليق العمرة مؤقتًا للمواطنين والمقيمين في السعودية “على أن يتم مراجعة هذا القرار بشكل مستمر وإيقاف العمل به متى ما انتفت الأسباب التي دعت إليه».
بعد قرار السلطات السعودية بتعليق العمرة مؤقتًا، يتساءل الكثيرون عن احتمالية وقف أداء مناسك الحج خلال الموسم المقبل، حال تفشي الفيروس على نطاق واسع وتحوله إلى جائحة عالمية، وهل يجوز -شرعا- تعليق شعائر الحج؟
«درء المفاسد»
في هذا الصدد، أجاز الدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف المصرية، إنّه «يجوز إلغاء موسم الحج هذا العام، إذا ما اقتضت الضرورة ذلك بسبب تفشي فيروس كورونا»، استنادا للقاعدة الفقهية «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح».
وكيل «الأوقاف» المصرية: يجوز إلغاء موسم الحج هذا العام، إذا ما اقتضت الضرورة ذلك بسبب تفشي فيروس كورونا، استنادا للقاعدة الفقهية «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح».
وتابع أنّ «حكم الشرع نابع من الرأي الطبي، فإذا أهل الذكر وهم الأطباء هنا، قالوا بإلغاء موسم العمرة بسبب هذا المرض، فحكم الشرعي ينبع من رأي الطب بإلغائها، إذا قال أهل الطب إنّ التجمع بهذه الصورة به احتمال هلاك للناس، فلا بد من الاستجابة، فالله قال: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، ومعروف في الشريعة أنّ درء المفسدة مقدمة على درء المصلحة، فالإسلام يعطي لحياة الإنسان قيمة كبيرة جدًا، ويحافظ عليه قدر المستطاع».
من جهة أخرى، أوضحت «دارة الملك عبد العزيز» في موقعها على شبكة الإنترنت في أكتوبر 2018، أن «علماء المسلمين، أكدوا عدم جواز تعطيل الفريضة إلا بموجب أسباب كبرى بينها انتشار الأوبئة»، مشيرة إلى أن «الحج توقف على مر التاريخ 40 مرة، وفق المؤرخين، لأسباب متنوعة منها: انتشار الأمراض والأوبئة، والاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار الأمني، والغلاء الشديد والاضطراب الاقتصادي، وغياب الأمن بسبب اللصوص وقطاع الطرق».
أولى المواسم التي توقف فيها الحج جزئيا أو كليا كان عام 940 ميلادية، وذلك بسبب هجوم «القرامطة» وسفكهم دماء حجاج بيت الله، واقتلاعهم الحجر الأسود من مكانه ونقله إلى مدينة «هجر» في البحرين حاليا. وتبعا لذلك، تعطل موسم الحج بعد هذه الواقعة 10 أعوام.
ووفق المؤرخين، تعطل موسم الحج أيضا عام 968 ميلادية، ويقول المؤرخ المعروف «ابن كثير» إن «داءً انتشر في مكة المكرمة، فمات به خلق كثير، وفيها ماتت جِمال الحجيج في الطريق من العطش، ولم يصل منهم إلى مكة إلا القليل، بل مات أكثر من وصل منهم بعد الحج».
وتعطل موسم الحج مجددا في عام 1030 ميلادية، حيث لم يؤد الفريضة إلا مجموعة من العراق، وانقطع أهل العراق وخراسان والشام ومصر عن الحج في موسم عام 1039 ميلادية. أما آخر التواريخ التي تعطل فيها الحج جزئيا أو كليا، فيعود إلى عام 1799، حيث توقفت قوافل الحجيج أثناء الحملة الفرنسية، وذلك لانعدام الأمن على الطرقات، وتعرض المسافرين للقتل والنهب على أيدي قطاع الطرق.
ــــــــــــــــــــــــــ
المصادر: