قضت محكمة نرويجية بالسجن 21 عامًا على الشاب فيليب مانشاوس، البالغ من العمر 22 عاما، والذي أطلق النار على مسجد تابع لـ “مركز النور الإسلامي” بمدينة بيروم، غرب العاصمة أوسلو، في أغسطس الماضي، غير أنه لم يصب أحدًا، حيث تمكن أحد المصلين، وهو ضابط قوات جوية باكستاني سابق، في الخامسة والستين من عمره، يدعى محمد رفيق، من السيطرة عليه، وطرحه أرضًا وتجريده من سلاحه، قبل وصول الشرطة إلى المكان واعتقاله.

 

وصنفت السلطات النرويجية الحادث على أنه “إرهاب عنصري يميني متطرف”، خاصة بعد أن عثرت الشرطة على أدلة تثبت أن مثل الشاب الأعلى – كما اعترف بنفسه- هو برينتون تارانت، الإرهابي الأسترالي اليميني الشهير، الذي شن هجمات دامية على مسجدين في مدينة “كرايس تشيرش” في نيوزيلندا، 25 مارس مارس 2019.

“التلميذ الروحي”

الشاب النرويجي قال خلال التحقيقات معه، إنه يعتبر نفسه بمثابة “التلميذ الروحي” لمنفذ مذبحة المسجدين، صاحب “بيان تارانت” العنصري

وقال الشاب النرويجي خلال التحقيقات معه، إنه يعتبر نفسه بمثابة “التلميذ الروحي” لمنفذ مذبحة المسجدين، صاحب “بيان تارانت” العنصري، وإنه كان يريد إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المصلين، باعتبار أن المهاجرين المسلمين هم – في تقديره- “غزاة” ينبغي القضاء عليهم قبل أن ينجحوا في تنفيذ مخطط “الاستبدال العظيم”، أي استبدال السكان الأوربيين البيض في البلاد بآخرين ملونين!.

وفي أول جلسة محاكمة في أغسطس الماضي، ظهرت كدمات على وجه “مانشاوس” إثر الشجار الذي وقع مع الضابط الباكستاني داخل المسجد، ورفضت المحكمة طلب الدفاع اعتبار الشاب “مختلًا عقليًا” مستندة إلى تقييم طبيب نفسي قال إنه مؤهل للمحاكمة.

وتعقيبًا على ذلك، قال الشاب خلال حديثه لأحد علماء النفس الذين عينتهم المحكمة، وشخصوا حالته باعتباره مسؤولا عن أفعاله، إنه “سعيد للغاية لتشخيص حالتي على أنني مؤهل للخضوع للمساءلة، لأنني فخور بما كنت سأفعل، ولو أتيحت لي الفرصة سأقتل أكبر عدد من هؤلاء الإرهابيين”!

وخلال محاكمته، مطلع أكتوبر من العام الماضي، أدى “مانشاوس” التحية النازية لمدة 3 ثوان، فور ظهوره أمام المحكمة والصحفيين المتواجدين في القاعة، ما دعا وسائل الإعلام النرويجية إلى التحذير بقوة من تنامي جماعات “النازيين الجدد” اليمينية المتطرفة في البلاد.

 

 

 

وقال ممثل الادعاء خلال المحاكمة التي انتهت أمس الأول، إن لدى الشاب وجهات نظر يمينية متشددة، وأفكار تشير إلى أنه يعاني “رهاب الأجانب”، وهو الأمر الذي كان سببًا في وقوع واحد من أسوأ الاعتداءات في تاريخ النرويج، من قبل يميني متطرف في يوليو 2011، عندما قتل أنديرس بريفيك الذي قال إنه يخشى “اجتياحًا مسلمًا” للبلاد، 77 شخصًا بتفجير شاحنة أمام مكاتب حكومية في أوسلو، ثم إطلاق النار على مخيم شبابي لحزب العمال في جزيرة أوتويا.

ممثل الادعاء: لدى الشاب وجهات نظر يمينية متشددة، وأفكار تشير إلى أنه يعاني “رهاب الأجانب”

فيما ذكر ممثل أجهزة الاستخبارات النرويجية الداخلية، أن لدى السلطات معلومات عن هذا الشاب منذ حوالي السنة”، وأنه كان غامضًا إلى حد ما، ولم يكن في وضعية توحي بأنه على وشك القيام بعمل إرهابي.

ويرى الباحث النرويجي جاكوب راندال، من “مركز بحوث التطرف” بجامعة أوسلو، أن فهم التهديدات الإرهابية اليمينية في البلاد يعتمد بالأساس على الإحاطة بشبكاتها السرية التي تعمل “تحت الأرض”، خاصة عبر الإنترنت، مشيرًا إلى أن المتتبع للعمليات الإرهابية السابقة على قضية الشاب فيليب مانشاوس، يستطيع أن يضع يده على آثار لهذه الشبكات الدولية داخل معسكر اليمين المتشدد.

ويضيف “راندال”: “على المستوى الوطني، يبدو أن العديد من البلدان الأوروبية تستضيف دون أن تدري شبكات سرية متطرفة، تعمل من أجل تسهيل حملات إرهابية ضد الأقليات، أو الأعداء من السياسيين، أو حتى الحكومات، وتمتلك كثير من هذه الشبكات روابط واتصالات دولية”.