أشعلت الاحتجاجات المناهضة للعنصرية، غضب جماعات اليمين المتطرف في أوروبا وأمريكا، وسط مخاوف من أعمال عنف قد تقوم بها هذه الجماعات في عواصم أوروبية، خاصة بعد أن أخذت مظاهرات “لا أستطيع التنفس” أبعادًا جديدة، بانضمام اليساريين و”الأناركيين” لها.
ومثل رجل يُدعى جون مالكولم بريسويل (63 عاما)، السبت، أمام القضاء في ولاية نورث كارولاينا الأمريكية، لمحاكمته على تهديده بإحراق كنيسة صغيرة تابعة لطائفة من أصول إفريقية، بعد أن شارك أحد كهنة الكنيسة في صلاة على روح جورج فلويد، الذي فجّر موته يوم 25 مايو الماضي على أيدي الشرطة، احتجاجات عنيفة في الولايات المتحدة.
واتهمت السلطات القضائية “بريسويل”، وهو يميني عنصري له صلات على الإنترنت مع جماعات “النازيين الجدد” في أوروبا، بأنه هدد علنا بحرق “كنيسة معمدانية” عمدًا، أثناء حديثه في مكالمة هاتفية يوم 7 يونيو الحالي، كان طرفها الثاني هو عائلة من أبناء الطائفة، شارك بعض أبنائها في احتجاجات “لا أستطيع التنفس”.
“بريسويل”.. يميني عنصري له صلات على الإنترنت مع جماعات “النازيين الجدد” في أوروبا، وهدد علنا بحرق “كنيسة معمدانية”
شتائم عنصرية
وحصل مكتب التحقيقات الفيدرالي على إفادات خطية وشهادات من أبناء الطائفة بأن “بريسويل”، اتصل هاتفيًا بالأسرة ذات الأصل الأفريقي، وتحدث معهم مطولا، وأنه تلفظ أثناء ذلك بشتائم عنصرية، وأخبر من يسمعونه المكالمة على الطرف الآخر، ومن بينهم ثلاثة أطفال صغار ووالدتهم، أنهم “بحاجة إلى أن يخرسوا تماما”، قبيل تهديده بحرق الكنيسة التي أقيت فيها الصلوات، بمشاركة العائلة نفسها.
اقرأ أيضًا:
وذكر مكتب التحقيقات الفيدرالي أن السلطات ألقت القبض على الرجل، فور ورود البلاغ لها من قسم الشرطة، وأنها استولت على هاتفه المحمول كدليل مادي، وفحصته بمعرفة مختصين، وتبين للمكتب أنه استخدمه للبحث على الإنترنت عن عبارات مثل “من قال إن جميع البيض عنصريين؟”، واحتجاجات “حياة السود مهمة”. وهو ما يعني توافر نية العمد في الحادث.
كما توصلت السلطات إلى أن الرجل استخدم محركات البحث للوصول إلى معلومات تخص ثلاث مؤسسات دينية صغيرة ترتادها المجتمعات السود، من بينها الكنيسة التي هدد بإحراقها. وفي حال إدانته بالتهم الموجهة إليه، سيواجه الرجل حكما بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات، بحسب المدعين الفيدراليين.
وامتنع المتهم “بريسويل” عن الإقرار بذنبه بشأن التهم الموجهة إليه، على الرغم من ثبوت صلاته الوثيقة بجماعات يمينية تدعو إلى استخدام ضد السود والملونين،
من جهة أخرى، أطلقت الشرطة البريطانية، السبت، قنابل غاز لفض اشتباكات وقعت بين عناصرها وبين أنصار اليمين المتطرف بالعاصمة لندن. ووقعت اشتباكات بين محتجين من اليمين المتطرف وقوات الشرطة في ميدان “الطرف الأغر” في لندن، وسط إطلاق كثيف للمفرقعات والألعاب النارية ضد الشرطة.
الشرطة البريطانية، تطلق السبت، قنابل غاز لفض اشتباكات وقعت بين عناصرها وبين أنصار اليمين المتطرف بالعاصمة لندن
مواجهة محتملة
يأتي ذلك في الوقت الذي حث فيه صادق خان، رئيس بلدية لندن، البريطانيين على الابتعاد عن وسط العاصمة، مع الاستعدادات الخاصة بوقوع “مواجهة محتملة” بين محتجين مناهضين يساريين للعنصرية، وجماعات يمينية متطرفة، أعلنت عن غضبها من التظاهرات المستمرة.
اقرأ أيضًا:
وغطت السلطات البريطانية تماثيل شخصيات تاريخية، من بينها تمثال ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، بألواح خشبية أمس الجمعة، قبل مظاهرات جديدة متوقعة في لندن، بعد أن تصدّر التمثال الرموز “الإمبريالية” المستهدفة لمجموعات مناهضة للعنصرية في البلاد.
وقال خان: “لدينا معلومات مخابراتية تفيد بأن مجموعات من اليمين المتطرف ستأتي إلى لندن وتقول ظاهريًا إن هدفها حماية التماثيل لكننا نعتقد أن التماثيل قد تكون نقطة تفجر محتملة للعنف”.
وفرضت الشرطة البريطانية السبت، قيودًا على متظاهري “حياة السود مهمة” والجماعات اليمينية، وسط مخاوف من اشتباكات في وسط لندن، بعدما انضم الآلاف من المتظاهرين المناهضين للعنصرية لفعاليات عبر البلاد الجمعة.