ذكرت وسائل إعلام بريطانية، نقلا عن مصادر أمنية، أن خيري سعد الله، اللاجئ الليبي منفذ عملية الطعن في مدينة ريدينج، غرب لندن، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 3 ثلاثة آخرين، لديه “ميول داعشية” معروفة لأجهزة الأمن، وأن “سعد الله” البالغ 25 عاما حاول السفر إلى سوريا العام الماضي، للانضمام إلى الجماعة الإرهابية، وهو ما أثار اهتمام الأمن به، وكان يخضع للمراقبة منذ ذلك الوقت.
ونقلت صحيفة «صن» البريطانية عن مصادر قولها إن “سعد الله” كان معروفا للشرطة الجنائية، وأنه قضى 12 شهرًا على الأقل في السجن بسبب جرائم بسيطة، غير مرتبطة بالإرهاب، مشيرة إلى أنه عادة ما يتم ترحيل طالبي اللجوء المدانين في جرائم بالمملكة المتحدة إلى بلدانهم الأصلية، لكن يعتقد أن المتهم في اعتداء ريدينج ظل في بريطانيا بسبب النزاع العسكري الدائر في ليبيا.
وتحقق السلطات البريطانية حاليا في كيفية تمكّن المتهم “سعد الله” من تنفيذ جريمته في وضح النهار، على الرغم من كونه مراقبًا أمنيًا بسبب ميولة المتطرفة، وهو الأمر الذي لم يكشف النقاب عنه حتى الآن.
اقرأ أيضًا:
وأعلنت الشرطة البريطانية أن “عملية الطعن” التي وقعت في حديقة عامة، السبت، “عمل إرهابي”، حيث ذكر شهود عيان خلال التحقيقات أن رجلا ذا ملامح شرق أوسطية، في حوزته سكين كبير، كان يتحرك بين الناس في متنزه “فوربيري جاردنز”، ويطعن كل من تصل إليه يده، مرددًا بصوت عال بعض “الشعارات الإسلامية” أثناء تنفيذه الاعتداء العشوائي بالسكين، واندفع رجل شرطة كان خارج ساعات عمله، تصادف وجوده في المكان، نحو المهاجم، وطرحه أرضًا وسيطر عليه ومنعه من الاستمرار في عملية الطعن.
وقال شاب يدعي لورنس ورت، 20 عاما، إنه كان على مسافة عشرة أمتار فقط من الحادث: “كان رجل يمشي في الممر المقابل، بينما كنا نسير حذاء جماعة من ثمانية إلى عشرة رجال، قبل أن ينحرف الرجل إلى اليسار ويشرع في طعن ثلاثة منهم”.
شاهد عيان: كان رجل يمشي في الممر المقابل، بينما كنا نسير حذاء جماعة من ثمانية إلى عشرة رجال، قبل أن ينحرف الرجل إلى اليسار ويشرع في طعن ثلاثة منهم
وأضاف لورنس: “بعد ذلك غيّر المهاجم وجهته صوبنا، وكنا قد شاهدنا ما حدث فانتبهنا وشرعنا في الركض، ولم يصل إلينا، فتوجّه إلى مجموعة أخرى لم تكن قد انتبهت لما يحدث، وتمكّن المهاجم من طعن أحد أفراد تلك المجموعة أيضا”.
وأظهر تسجيل مصور نُشر على “تويتر” عددا من المسعفين وهم يهرعون لنجدة ثلاثة أشخاص على الأقل ينزفون على الأرض في متنزه، حيث تم نقل المصابين بواسطة طائرة هليكوبتر إلى المستشفى، فيما ألقت الشرطة القبض على المهاجم، واقتادته إلى جهات التحقيق. ودعت الشرطة مستخدمي الانترنت إلى عدم نشر صور الهجوم التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، بل تسليمها إلى المحققين.
وكان ثمة معلومات متداولة عن أن الهجوم وقع قرب المكان الذي نظمت فيه في وقت سابق من نهار السبت، تظاهرة لحركة “حياة السود مهمة” المناهضة للعنصرية، لكن المنظمين أكدوا أنه لا علاقة بين الأمرين، وذكرت الشرطة أن الهجوم وقع بعد ثلاث ساعات من انتهاء التظاهرة.
وسارع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى التعبير عن تضامنه مع سكان ريدينج، تلك المدينة الهادئة التي تقع على بعد 70 كيلو متر تقريبا غرب لندن، ويعيش فيها نحو 160 ألف شخص، وقال في تغريدة له على “تويتر”: “أفكّر بكل الذين تأثّروا بالأحداث المروّعة في ريدينج”.
اقرأ أيضًا:
ويقول مراقبون إن الحادث يثير مخاوف المجتمع البريطاني من عودة محتملة إلى المزيد من حوادث الطعن والدهس التي نفذتها “ذئاب منفردة” تابعة لتنظيم “داعش” أو متعاطفة معه، وأثارت رعب البريطانيين من قبل، خصوصا بعد فترة من “البيات” عاشتها التنظيمات الإرهابية على خلفية تفشي وباء كورونا.