صدق رئيس الجمهورية أمس “الخميس”، على القوانين المنظمة للانتخابات التشريعية، مما يعني إجراء الانتخابات مجلس النواب والشيوخ في موعدها خلال الأشهر القليلة المقبلة، لكن ما زال السؤال المطروح هو كيفية الدعاية الانتخابية في ظل انتشار فيروس كورونا، الأمر الذي سيدفع السياسيين للتحليق في الفضاء الإلكتروني للتعريف بأنسفهم لدى الناخبين، بحسب ما أفادوا لـ”مصر 360”.

نائب رئيس حزب مستقبل وطن، حسام الخولي، يقول “إن الحزب لم يدرس شكل الدعاية المناسبة في ظل الوضع الراهن، خاصة أننا لسنا على دراية إذا كانت فترة ذروة كورونا مرت أم ستأتي وما ستؤول إليه مؤشرات ارتفاع أو انخفاض الإصابات”.

ويشير إلى “أن الهيئة الوطنية للانتخابات باعتبارها الجهة المستقلة المشرفة على الانتخابات، تحدد الدعاية الانتخابية، فهي المسئولة عن وضع القواعد بشأنها والتي من ضمنها أشكال الدعاية الانتخابية للمرشحين الفردي والقوائم”.

ويوضح “الخولي” أن القواعد المنظمة للعملية الانتخابية من اختصاص الهيئة الوطنية للانتخابات، من خلال وضع نظام ملائم للظرف الراهن، والذي سيُطبق على جميع الأحزاب، ومن ثم سيحقق العدالة لها”.

وعن تجربة حزب مستقبل وطن، يقول “الخولي”: “لا تشغلنا المؤتمرات الجماهيرية حاليًا خاصة أننا نعمل على أرض الواقع منذ عامين وأكثر، وقريبين من المواطن بخدمات حقيقة، والأحزاب جميعها تعلمت الدرس جيدًا بما فيها مستقبل وطن، فالعمل الحزبي والتواصل مع الجماهير غير مرتبط بالانتخابات فقط”.

يراهن “الخولي” على قرب الحزب في السنوات السابقة من المواطن المصري، لافتا إلى أنهم يمتلكون أدوات عديدة ستساعدهم في أساليب الدعاية، فضلا عن وجود عقليات بالحزب ستدرس أشكال الدعاية بما يتلاءم مع جائحة كورونا.

 

محمد أمين ، نائب رئيس حزب المحافظين، يطالب الدولة بإتاحة مساحات إعلامية في الإعلام المسموع والمرئي بالتساوي بين المرشحين، لافتا إلى أن وسائل الدعاية الإلكترونية لن تكون مجدية لكل فئات الشعب بمختلف ثقافاته ومستوى تعليمه وتعامله مع التكنولوجيا.

“فالمؤتمرات الجماهيرية لن تكون مناسبة في ظل كورونا لأنها ستضر بالمواطنين، والاتجاه سيكون لوسائل التواصل الاجتماعي، ولابد على المرشحين ابتكار أساليب جديدة للوصول للناخبين”، وفقا لقول “أمين”.

أحزاب الألفية الثالثة

أما رئيس حزب العدل، عبدالمنعم إمام، فيقول إن حزبه ينتمي للألفية الثالثة، ويعتمد في الأساس على التكنولوجيا  في اجتماعاته عن بعد من قبل جائحة كورونا، مؤكدا نجاح الحزب وقدرته على التواصل مع الجماهير من خلال أدوات وسائل التواصل الاجتماعي.

البث المباشر  عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوفر عقد مؤتمرات بأعداد كبيرة والتواصل مع الناخبين، بدلا من المؤتمرات الجماهيرية، فضلا عن الاستعانة  بوسائل الدعاية التقليدية غير المعتمدة على التقارب الاجتماعي مثل اللافتات والتي لن تعرض حياة المواطنين للخطر، حسبما قال “إمام”.

 

اقرأ أيضا:

“دقت ساعة العمل”.. السيسي يعلن بدء المعترك السياسي بقوانين الانتخابات

 

رئيس حزب العدل يرى أن المؤتمرات الحاشدة للجماهير أمر متروك لصناع القرار حسب تطور مؤشرات إصابات كورونا مستقبلا، مشيرًا إلى أن حزبه شكّل لجنة لإدارة الحملات الانتخابية في وسائل التواصل الاجتماعي.

في ذات السياق، يبحث حزب حماة وطن عن بدائل أخرى للدعاية التقليدية المتعلقة بالتجمعات والمؤتمرات الجماهيرية، خاصة أن الدعاية الإلكترونية غير صالحة لبقع جغرافية كالقرى والنجوع، أو لفئات كبار السن، حسبما يقول اللواء محمد الغباشي مساعد رئيس الحزب.

ويشير “الغباشي” إلى أن الحزب سيلجأ أيضا للتكنولوجيا وبث برامج مرشحيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واللافتات، مع دراسة أنماط دعائية أخرى للفئات والمناطق التي لا تتلاءم معها الدعاية الإلكترونية.

 

الأمية والقبلية والفقر

الخبير الإعلامي، ياسر عبد العزيز، يرى “أن الدعاية الإلكترونية ليست مجالًا جديدًا في مجال الانتخابات، وسبق أن وجد بعض المرشحين فرصًا جيدة من خلالها، لكن في الوقت نفسه لا يمكن الاعتماد عليها فقط في المواكبة الدعائية للعملية الانتخابية”.

 

اقرأ أيضا:

الأحزاب بعد 30 يونيو.. ملاحقة وتهديد وأفكار هشة

 

يفسر “عبدالعزيز” عدم الاعتماد على الدعاية الإلكترونية بنسبة كبيرة بسبب طبيعة الناخبين، مشيرا إلى أن نسبة الفقر تصل إلى32%، وتماثلها نسبة الأمية، فضلا عن عدم قدرة هذه القطاعات على استخدام الوسائط الإلكترونية.

كما أرجع “عبدالعزيز” عدم ملائمة الدعاية الإلكترونية لدى “الجمهور التقليدي” في بعض المناطق مثل القبائل أو القرى والمدن النائية، والتي اعتادت على التواصل الشخصي للمرشحين من خلال جولاتهم أو مؤتمراتهم الجماهيرية.

وحول الدعاية عبر الإعلام المرئي والمسموع، يعتبر الخبير الإعلامي أنها غير ملائمة لانتخابات مجلسي النواب والشيوخ لوجود عدد كبير من المرشحين، فضلا عن ارتفاع تكلفتها مما يؤدي لعدم تكافؤ الفرص بين المرشحين ممن ليس لديهم القدرة على الدفع، محذرًا في الوقت نفسه من الدعاية عبر توزيع المنشورات لنقل الفيروس عن طريق الورق.

لذلك يعتبر “عبدالعزيز” أن وسائل الدعاية الآمنة في ظل انتشار فيروس كورونا ستكون عبر الدعاية الإلكترونية في مناطق، واللافتات في مناطق أخرى.