استطاع الفنان أحمد صلاح حسني إثبات موهبته خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما فتح له الطريق ليلعب أول بطولة مطلقة من خلال مسلسل “ختم النمر” الذي عرض منذ عدة أشهر، ولكنه عاد إلى صفوف الأدوار الثانية مرة أخرى في مسلسل “الفتوة” الذي عرض خلال السباق الرمضاني 2020 والذي قام ببطولته الفنان ياسر جلال، وذلك بسبب تأكيده على أن جودة الدور هو الفيصل في قبوله من عدمه، وكان لنا معه هذا الحوار بمناسبة هذا الدور.
بداية.. كيف تم ترشيحك لدور “عزمي” في مسلسل “الفتوة” ؟
ترشيحي جاء من خلال المنتج حسام شوقي مدير عام شركة “سينرجي”، وتم ترشيحي للدور من قبل الترشح لمسلسل “ختم النمر”، وكنت أصور المسلسلين في نفس الوقت.
ما الذي جذبك لدور “عزمي” ولماذا وافقت عليه؟
هو دور “جذاب جداً” ويجذب أي ممثل، كما أنه عكس الدور الذي قدمته العام الماضي من خلال مسلسل “حكايتي”، حيث إن شخصية “علي البارون” في مسلسل “حكايتي” كانت مثالية جداً.
المادة المرئية لعمل منذ ١٠٠ عام تكون غالبا غير متوفرة.. فكيف كان استعدادك للمسلسل؟
ما ساعدني على استلهام الشخصية التي ألعبها في هذه الحقبة من الزمن، هي جلساتي مع المخرج حسين المنباوي والمؤلف هاني سرحان، وفي الجلسة الأولى تحدثنا عن تكوين الشخصيات ومن أين تأتي، وأنا بحثت عن تلك الحقبة و”توكلنا على الله”، وذلك على الرغم من ضيق الوقت بالنسبة لي على وجه التحديد، لأني كنت أصور “ختم النمر” و”الفتوة” في نفس الوقت، وهو ما صعب علي المهمة أكثر من بقية زملائي في المسلسل لأنهم كانوا يصبون تركيزهم في شخصية واحدة فقط في مسلسل واحد، خاصةً وأن شخصيتي في “ختم النمر” مختلفة تماماً عن “الفتوة” وهو ما كان يتطلب مني أن أفصل بشكل تام وقاطع.
هل كان هناك استعداد جسماني خاص لدورك في “الفتوة”؟
لم أستعد له خصيصاً، ولكن التكوين الجسماني الخاص بي “لايق” على الدور، كما أنه في هذه الحقبة الزمنية “لم يكن هناك صالات “جيم” وهو الرجل كان يأكل وينام جيدا وجيناته جيدة أيضا فيظل فتوة بطبيعة الحال، وليس من الصداقية أن أظل أمارس الرياضة بالجيم ومرتدي جلابية وتفاصيل الجيم ظاهرة علي في هذا التوقيت الزمني، وكانت الضخامة في الجسم هي المحور الأساسي، وانا في الطبيعي أتمرن كثيراً وهذا هو أسلوب حياتي، والمصداقية الحقيقية هي أني اعيش الشخصية كما يجب أن تكون في زمنها حتى لو أنا أعيش في الزمن الحالي.
قدم دور الفتوة في السابق عدة نجوم.. أبرزهم فريد شوقي ومحمود المليجي كما تم تقديم أعمال ترصد حياة الفتوات مثل الحرافيش والشيطان يعظ وغيرها من الأعمال.. هل لجأت لمشاهدة هذه الأعمال كمرجع لك يساعدك علي أداء الدور أم أنك فضلت عدم اللجوء اليها ؟
لم أشاهد أي من هذه الأعمال، وذلك حتى أخلق هوية وشخصية خاصة بي من خلال شخصية “عزمي أبو شديد”.
هل مسلسل “الفتوة” قادر على أن يكون امتداد للأعمال السابقة؟
لن يصبح مسلسل “الفتوة” امتداد، ولكنه سيخلق نوعا جديدا من الفتوات في الدراما المصرية، “وسيفصل الجمهور تماماً بين الفتوات زمان والفتوات دلوقتي وأنا أعتقد إن احنا في مسلسل “الفتوة” عاملين حالة مختلفة تماماً عن أي حاجة”.
عصر الفتوات دائماً محصور بين فتوة يجلب حق الغلابة وفتوة شرير.. وأنت تقدم الجانب الذي يوجد فيه الشر.. الخير والشر والصراع بينهما في العصور المختلفة كيف يختلف في أي قصة شعبية؟
أعتقد أن الخير والشر عناصر موجودة في أي زمن وأي وقت، وتتشكل هذه العناصر على حسب الثقافة التي يعيش فيها الإنسان، وعلى حسب الإمكانيات المفروضة عليه، وفي عصر الفتوات هو إمكانياته “نبوته” و”دراعه”، إذا ضعف أو مرض ينتقل إلى منطقة اسمها “كسر الفتوات”، وهم الفتوات “اللي راحت عليهم خلاص” سواء اتكسروا أو مرضوا أو تعبوا أو كبروا في أعمارهم، وهو ما يثبت أنه كان زمنا قاسيا أيضاً.. لأنه في زمننا الحالي الفتوة من الممكن أن يصبح فتوة بعقله وتفكيره والفرق يكمن هنا.
إقرأ أيضاً:
مؤلف “النهاية”: العمل صناعة مصرية ومن يصفه بـ”المسروق”لم يدرس دراما (حوار)
قدمت “ختم النمر” وكنت تجسد فيه شخصية محبوبة تغيرت تماما بعدها بفترة قليلة في “الفتوة”.. هل هذه النقلة مقصودة أم أن توقيت العرض هو الذي فرض ذلك؟
بالطبع هو مقصود، “لأني مش هحصر نفسي في سكة معينة في الشغل.. وهي دي وظيفة الممثل انه ميبقاش مربوط بشعرة أو بحتة معينة في التمثيل.. وأنا أعلم أنها خطوة جريئة، وهي أيضاً بالنسبة لي حسبة العمل ككل ومع من سأتعاون ومن هو المخرج ومن هو المؤلف ومن البطل الذي سأقف أمامه، وبالفعل “حسبة” مسلسل “الفتوة” كانت هي الأنسب بالنسبة لي لأنها مختلفة تماماً عن العام الماضي.
ختم النمر كان مسلسل من بطولتك المطلقة.. لماذا وافقت على لعب الدور الثاني في الفتوة وهل من الممكن أن تكرر هذا الأمر مرة أخرى ؟
لا يوجد هناك ما يسمي أن لا يقبل ممثل سوى بالبطولة المطلقة.. “البطولة المطلقة لو جت خير وبركة وده تعب سنين وأعتقد أن الجمهور هو اللي بيخلي الممثل بطل وليس علاقات الممثل، وأنا بالنسبة لي سيبقى دوماً المرجع هو الدور، ومادام الدور جيد يجب أن أقبله.. ولم يعد هناك حالياً بطولة مطلقة بشكل فردي كما يدعي البعض، ولايوجد نجم بيقوم عمل لوحده، لأنه دائماً يوجد حوله عناصر كثيرة جداً، وأنا عندما عملت ختم النمر لم أكن أما سبب نجاحه الوحيد، وهذا لا يمكن حدوثه”.
لم تخش أن يكرهك الجمهور من بعد ما قدمت أدوارا كثيرة تنحصر في البطل الشجاع المحبوب المثالي الفترة الماضية.. ثم بعدها مباشرةً تقوم بدور شر صريح مثل دورك في الفتوة؟
قلقت طبعاً ولكن في الأخير أنا ممثل وبعمل الدور.. والدور هو اللي بيشدني.. ودور “عزمي” جذاب جداً وصعب رفضه.. وأنا لن أحصر نفسي في الرومانسي أو الأكشن فقط عشان أنا عايز أعمل كل حاجة، ولو الناس هتزعل مني عشان بجسد دور شرير من بعد الأدوار المثالية.. فهما لازم يحبوني كممثل أجيد كل الأدوار.. وإذا تحدثنا عن تاريخ نجومنا علي سبيل المثال الأستاذ أحمد زكي معملش طول الوقت أفلام طلع فيها بدور الطيب، بالعكس فهو جسد دور الشرير في “زوجة رجل مهم” مثلاُ، والفكرة هي أن يصل للجمهور انك ممثل كويس وعندك من الإمكانيات انك تعمل كذا دور مش دور واحد.
إقرأ أيضاَ:
تفاعل حقيقي أم دعائي.. العزل المنزلي يصنع ردود أفعال واسعة لـ”دراما رمضان”
ياسر جلال قال في تصريح “إنك ممثل موهوب جداً وان الدور ده نقلة ليك وان وجودك في المسلسل كان بيسانده وبيدعمه”.. ما تعليقك؟
ياسر جلال شهادتي فيه مجروحة وانا بحبه جداً بشكل كبير على المستوي الشخصي، وهو مكسب ليا كأخ بعيداً خالص عن الشغل، وإنسانياً هو من أفضل الناس اللي عرفتها في حياتي عامةً، وسعيد جداً واستمتعت بالعمل معه، وكلامه ده كتير اوي عليا.. واتمني بالفعل أن يكون هذا الدور نقلة في حياتي الفنية.. أما بالنسبة للمساندة فياسر جلال نجم كبير وله مسلسلات بقاله سنين.. ومش انا اللي هسند ياسر جلال.. وياسر جلال يسند بلد، وحتي إذا كنا نكره بعض في المسلسل ولكن هناك شئ سيعلي من المسلسل بسبب ما يوجد بيننا من حب في الحياة الواقعية.
الجمهور علي السوشيال ميديا انتقد أنك طوال الوقت “مكشر” كي تظهر شريرا.. وكان في الإمكان تأدية الدور دون اللجوء إلى هذه الطريقة.. ما تعليقك بهذا الشأن؟
هذه التعليقات كانت في أول أيأم شهر رمضان فقط، وأنا أرى أن هذه أحكام متسرعة، لأن الحلقات الأولى تعتمد على تعريف الشخصيات فقط والانطباع الصحيح يجب أن يأخذه الجمهور بشكل كامل، وإذا كان الجمهور قد انطبع لديه أن عزمي “مكشر” فهذا فعلاً بسبب أنه “فلن”، ولكن ما حدث على مدار حلقات المسلسل وجد فيه الجمهور الاختلاف والضحك وأنه بني اَدم طبيعي لديه مشاكله الشخصية، وأنه يحاول يحل مشاكل ناس آخرين، وأنا طبعاً أحترم رأي الجمهور لكن إن كان يرونه “مكشر” إذن “أنا عملت اللي عليا عشان هو أصلاً فلن”.إ
إقرأ أيضاً:
غدر الأشقاء في الدراما المصرية.. تفاعل واسع رغم تكرار الأفكار