بعد التكتم على الكثير من إصابات “كورونا” داخل “ماسبيرو” وعدم الإعلان عنها، سادت حالة من الذعر بين الموظفين، وبدأ الكثير منهم الامتناع عن الذهاب إلى المبنى، مما أدى إلى تضرر سير العمل في الكثير من القطاعات.

وناشد الموظفون مراراً وتكراراً بضرورة اتخاذ بعض الإجراءات الصارمة وتوضيح الأمر من جانب قيادات الهيئة الوطنية للإعلام، على رأسهم حسين زين رئيس الهيئة، ولكن دون جدوى، فقد اكتفت الهيئة بتوضيح ما أثير حول وفاة حالة واحدة فقط وهي رشا حلمي المحاسبة بقطاع الأخبار، دون التطرق لبقية الحالات التي لم تخرج لها أية بيانات رسمية على مدار الأسابيع الماضية.

ولم يجد العاملون بالهيئة أمامهم خيارات أخرى سوى مناشدة جليلة عثمان عضو لجنة الإعلام بمجلس النواب، والتي بدورها خاطبت رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، لإعادة النظر في أعداد العاملين بالمبنى خلال الفترة المقبلة والتي تعتبرها فترة “حرجة”، في ظل تزايد الإصابات بفيروس كورونا مؤخرا.

إقرأ أيضاً: 

الخبير الصحي علاء غنام يضع خارطة طريق لفك الاشتباك بين الصحة ونقابة الأطباء

وتضمن خطابها “أهمية منح إجازة مفتوحة لكل من ليس له دور مؤثر في هذه المرحلة”، خاصة وأنّ بعض القطاعات ليس لها عمل حقيقي، مثل قطاع الإنتاج وإدارات العلاقات العامة والمتابعة، والإدارات التابعة لرؤساء القطاعات والشؤون القانونية والإدارية.

وشددت على أنّ وباء كورونا حصد 5 وفيات من العاملين بالتلفزيون، وهناك المئات يعملون داخل التليفزيون المصري، وهم وأسرهم أصبحوا معرضين للإصابة، ما يستوجب تخفيض عدد العاملين خلال هذه الفترة للحد من الإصابة، وتنظيم شيفتات بين أطقم تنفيذ الهواء والنشرات الإخبارية، بحسب بيان لها مؤخراُ.

إجراءات جديدة

وبعد خطاب جليلة عثمان بساعات قليلة، والمزيد من ضغط موظفي الهيئة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، قرر “زين” إصدار بيان صحفي باسم الهيئة يوضح عدة نقاط بخصوص سير العمل داخل المبني خلال الفترة المقبلة.

وجاء البيان كالاَتي تحت عنوان “الوطنية للإعلام: متابعة مستمرة للاجراءات الاحترازية والوقائية ضد مرض كورونا.. تؤكد الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة حسين زين ان هناك متابعة مستمرة لكافة الاجراءات الاحترازية والوقائية المتبعة للحفاظ على سلامة العاملين بالوطنية للإعلام للوقاية من مرض كورونا واتساقا مع قرارات وإجراءات الدولة المصرية فهناك تخفيض لإعداد العاملين وفقاً لقرار السيد رئيس مجلس الوزراء بالمبنى وأيضا وفقاً لقرارات مجلس الوزراء فلن يتم السماح اعتباراً من السبت الموافق 30 من شهر مايو الجاري بدخول أي من العاملين أو الضيوف إلا بارتداء الكمامة مع قياس درجة الحرارة”.

وأضاف البيان الذي صدر منذ ساعات قليلة: “وتدعيما لتلك الإجراءات حرصا على العاملين جاري تركيب بوابات تعقيم ببوابات دخول المبنى.. كما يتواصل العمل بشكل دوري من أعمال تعقيم وتطهير كامل بمختلف المباني والمنشآت التابعة للوطنية للإعلام بالاستديوهات والمكاتب والمصاعد ودورات المياه والطرقات وفقاً لجدول عمل، والمتابعة المستمرة في تزويد مداخل ومخارج المبنى والطرقات بالمعقمات والمطهرات لاستخدام العاملين بالمبنى.. وتؤكد الوطنية للإعلام أن أية حالات إصابة تظهر يتم التعامل معها فوراً طبقاً للبروتوكولات الخاصة بوزارة الصحة وهي حالات نتيجة مخالطة خارجية وتتابع الرعاية الطبية بالوطنية للإعلام عن كثب تلك الحالات وتتواصل بشكل مستمر مع المخالطين للحالات المصابة وتتخذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية طبقاً للبرتوكولات وزارة الصحة”.

إقرأ أيضاً:

أين تذهب عند الشعور بأعراض كورونا؟.. قائمة المستشفيات المختصة بالجمهورية

واختتم البيان: “وتؤكد الوطنية للإعلام أنه من منطلق مسئوليتها وواجبها الوطني فإنها لا تدخر أي جهد في توفير وتدعيم الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة وصحة العاملين بها والمتابعة والتعاون والتواصل مع الزملاء الذين يتعرضون للإصابة وتتمني الوطنية للإعلام الشفاء والسلامة للجميع، وتناشد أبنائها اليقظة والتكاتف لمواجهة هذا التحدي وتجاوزه بسلام وحفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه وسوء”.

إقرأ أيضاً:
أطباء “كورونا” ووزيرة الصحة.. اتهامات وتبرير ومطالبات بالإقالة