بعد صبر طويل من قبل إدارة نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي على المدرب النرويجي أولي جونار سولسكاير أحد أساطير الشياطين الحمر كلاعب، قررت أخيرًا مساء أمس الأحد إقالته بشكل رسمي من منصبه. عقب سلسلة من النتائج الكارثية للفريق، آخرها بالأربعة من واتفورد الصاعد حديثًا للبريميرليج مساء السبت. فضلاً عن الأداء الباهت إجمالاً للفريق منذ بداية الموسم الحالي بكل المسابقات.
ربما يكون تعيين مدرب بديل لسولسكاير أصعب من الإقالة نفسها. خاصة وأن الطريق نحو الخيارات البديلة ليس مفرووشًا بالورود. إذ سيتولى مايكل كاريك مساعد النرويجي تدريب الفريق بشكل مؤقت، وفق بيان للنادي قال إنهم سيبحثون عن مدير فني مؤقت يقود الفريق لنهاية الموسم. ون كان يتم ذكر العديد من الأسماء الكبيرة لقيادة الفريق.
تولى سولسكاير مهمة تدريب الفريق الأحمر منذ ديسمبر 2018 كبديل مؤقت لجوزيه مورينيو. وكان ذلك قبل أن يمدد له عقده ليصبح دائمًا. لكن بعد الخسارة المذلة أمام واتفورد، انتهت حقبة بطل ثلاثية مانشستر يونايتد عام 1999. وبدأ الحديث عن المرشحين المحتملين لتولي منصب المدير الفني للفريق، وفق وكالة الأنباء البريطانية «بي أيه ميديا».
فرص المدرب الحلم لقياد مان يونايتد
يعد النجم الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد السابق، هو المرشح الأبرز لخلافة سولسكاير. إذ لم يعمل صاحب الـ49 عامًا منذ أن ترك الفريق الإسباني، بعد نهاية الموسم الماضي.
تولى زيدان فريق الرديف بريال مدريد قبل أن يقود الكبار في 2016. إذ قاده للتتويج بلقب الدوري الإسباني، و3 بطولات متتالية لدوري أبطال أوروبا. وترك زيزو منصبه في الريال عام 2018، لكنه عاد بعدها بـ10 أشهر فقط، ليقود الفريق للتتويج بلقب دوري آخر قبل أن يغادر مجددًا في مايو.
زيدان هو المدرب الحلم لكافة مشجعي مان يونايتد. لما يتمتع به من نجومية كبيرة، وسجل نجاح مدوي كمدرب في فترة قصيرة مع ريال مدريد. كما أن لديه علاقات ناجحة مع نجوم بعينها متواجدين بالفريق حاليًا. ومنهم كريستيانو رونالدو ورافائيل فاران، اللذان دربهما من قبل بالملكي. وأيضًا بول بوجبا ودي خيا اللذان ارتبط زيدان بالتعاون معهم كثيرًا وأبدا إعجابًا فنيًا بهما في أكثر من مناسبة.
لكن، هناك مشكلة تواجه التوصل لاتفاق مع زيدان. وهي أن زوجته ترفض الانتقال لمدينة مانشستر، وتفضل الحياة في إسبانيا أو فرنسا. وهي أزمة عائلية تحيط بأغلب المدربين حول العالم. وتسبب أحيانًا بعدهم عن الصورة لتدريب نادٍ معين أو خلافه وهكذا. وربما تحل تلك الأزمة في الفترة القادمة، ليصبح زيزو مدربًا للشياطين الحمر، وربما تقبل زوجته إلا تحرم جماهير ألمان من هذا المدرب الحلم.
مدرب الغريم السابق
الأيرلندي الشمالي برندان رودجرز مدرب ليفربول السابق، الغريم الأزلي للشياطين الحمر، قام بعمل جيد للغاية مع ليستر سيتي في الفترة الأخيرة. واستطاع أن يقود الفريق للتتويج بكأس الاتحاد الإنجليزي. واحتل المركز الخامس آخر موسمين. رغم أن الفريق يعاني تراجعًا بالنتائج هذا الموسم بشكل ملحوظ.
ويدرك رودجرز ما هو المطلوب لقيادة الفرق الكبرى. إذ كان قريبًا من قيادة ليفربول للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي في 2014. واستطاع أن يفوز بـ7 ألقاب محلية خلال الفترة التي قضاها في أسكتلندا مع سيلتيك، والتي تقدر بعامين ونصف العام.
رغم أنه أعلن في وقت سابق أنه سعيد بالعمل مع الثعالب، ولا يرغب في الرحيل عنهم على الأقل حتى نهاية الموسم. لكن ربما مع تعيين مدرب مؤقت للمان لنهاية الموسم، يكون هناك كلامًا آخر بالنسبة لرودجرز في الصيف المقبل، وربما يقبل حينها المهمة بشكل رسمي.
قائد ثورة توتنهام ومدرب ميسي مرشح أيضًا لـ«مان يونايتد»
يحظى الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو بإعجاب كبير من قبل مسؤولي مانشستر يونايتد. وكان مهتمًا بتدريب الفريق في عدة مراحل أثناء وجود سولسكاير. خاصة بعدما كان متاحًا في السوق عقب إقالته من توتنهام، والذي تركه بعد أن قاده نحو نهائي دوري أبطال أوروبا، لينضم بعدها لفريق باريس سان جيرمان مع بداية عام 2021.
واجه بوكيتينو عقبات في فرنسا. لكن ربما يكون تركه لفريق يضم ليونيل ميسي ونيمار وكيليان مبابي مع أي تعثر يحدث أو عدم نجاح قادم مع الفريق الباريسي، فرصة لخطوة أخرى في مسيرته المهنية رفقة الشياطين الحمر. وإن كان رحيله عن سان جيرمان أمرًا صعبًا خلال الوقت الراهن.
مدرب الأفكار الهجومية الشاملة
يعد الهولندي إريك تين هاج مدرب فريق أياكس أمستردام خيارًا جيدًا. لكنه يمتلك أقل سيرة ذاتية بين المرشحين هنا لقيادة نادٍ بحجم مان يونايتد. وهو يتمتع بفكر هجومي ضاري، ويطبق الكرة الشاملة بشكل أوسع. ما قد يكون مقامرة للفريق بالدوري الإنجليزي الممتاز القوي جدًا بأغلب أنديته.
وقاد تين هاج فريق جو أهيد إيجلز، وكذلك بايرن ميونيخ الثاني، ثم أوتريخت. قبل أن يتوجه لأياكس في 2017. وقاد لبلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا نسخة 2019، عندما خسر أمام توتنهام بصعوبة بالغة.
وتوج تين هاج (51 عامًا) بلقبين للدوري الهولندي خلال فترة توليه قيادة أياكس، بالإضافة للقبين للكأس ودرع يوهان كرويف، وحاليًا يبتعد أياكس بفارق 3 نقاط عن فريق أيندهوفن متصدر جدول ترتيب الدوري الهولندي، بعدما تعادل في مباراتين متتاليتين.
هل يمدد مان يونايتد لمدرب الطوارئ أم يختار لوران بلان؟
عقب رحيل سولسكاير أصبح كاريك قائمًا بأعمال المدير الفني، وفق ما جاء في إعلان يونايتد أمس الأحد، كمدرب طوارئ مثلما حدث مع المدرب النرويجي بالمثل، بعد إقالة مورينيو أواخر عام 2018. حيث حقق 10 انتصارات في 11 مباراة، قبل أن يتم تثبيته في مارس من العام التالي بشكل دائم وبعقد جديد.
يأمل كاريك في أن يتمكن من قلب الأمور بنفس الطريقة ليحافظ على فرصته في تدريب الفريق بشكل أساسي.
ومع ذلك، يظل الفرنسي لوران بلان نجم دفاع يونايتد السابق كلاعب، ومدرب الريان القطري حاليًا وفرق باريس سان جيرمان والمنتخب الفرنسي من قبل، هو المرشح الأوفر حظًا لخلافة سولسكاير بالوقت الحالي حتى نهاية الموسم كمدرب مؤقت كذلك، حتى يتم الاستقرار على مدرب جديد بعقد دائم وصاحب مشروع ليتولى زمام الأمور الفنية نظرًا لصعوبة التعاقد مع مدرب بتلك المواصفات في منتصف الموسم حاليًا، لانشغال أهم المدربين على الساحة مع أندية ومنتخبات بالفعل.
وربما يقلب بلان الأمور، إذ أن لديه خبرات طويلة كلاعب دولي. وهو مدرب جيد مر بتجارب عديدة، ولديه شخصية قوية، ويعد واحدًا من أبناء السير أليكس فيرجسون، المدرب التاريخي لمان يو. لذلك قد تكون الكلمة الفصل لصالحه بالتألق مع الفريق، وإعادته للطريق الصحيح. ومن ثم يصبح دائمًا خلال السنوات المقبلة. وربما أيضًا يرحل بخفي حنين إذا لم يقدم المأمول منه ويؤتى بمدرب كبير جديد مع بداية الموسم المقبل.