اشترطت رئاسة الوزراء، مجموعة من الضوابط والإجراءات لعودة السياحة الداخلية بمصر بعد انقطاع دام لشهرين تقريبَا، ضمن إجراءات محاصرة انتشار فيروس كورونا، حيث شملت تركيب بوابات تعقيم بمداخل الفنادق لتعقيم النزلاء الوافدين، لكن خلال الأيام القليلة الماضية، أكدت مؤسسات طبية على رأسها منظمة الصحية العالمية، أن بوابات التعقيم غير فعالة، كا أثبتت بعض التقارير الطبيبة أثارها السلبية أيضًا.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من استخدام هذه البوابات لعدم جدوى استخدامها للحد من انتشار الفيروس، وأكدت أن استخدامها قد يتسبب في العديد من المخاطر الصحية.

 وذكر بيان الصحة العالمية، أن عملية رش المادة الكيميائية المطهرة بشكل عشوائي على الشخص من كافة الاتجاهات لفترة محددة قد يؤدي إلى استنشاقها أو وصولها إلى أجزاء أخرى من الجسم وبالتالي تتسبب في حدوث أضرار على صحة الإنسان، علمًا بأن معظم هذه المواد مخصصة لتطهير الأسطح وليست للاستخدام على جسم الانسان.

وأضاف أن تلك المواد تزداد خطورتها عند تعرض كبار السن أو الأطفال أو الحوامل أو المصابين بأمراض الجهاز التنفسي لهذه المواد، ولفت البيان  إلى أن رش المطهر ليس له تأثير على الفيروس الموجود داخل الجسم وبالتالي فإن المرور عبر البوابات لا يمنع احتمالية نقل العدوى من الشخص المصاب إلى شخص آخر.

اقرأ ايضًا:تجارب مُلْهِمة في مواجهة كورونا.. لماذا وصلت هذه الدول إلي صفر إصابات؟

 

استثمار في المخاوف

أمانى جمعة، أستاذ صحة المجتمع، بجامعة الفيوم، ترى أن خوف المواطنين من العدوى جعلهم يصدقون فعالية أي وسيلة يقال إنها للتعقيم وتمنع انتقال العدوى، مشيرة إلى أن هناك بعض الشركات والأفراد الذين استغلوا هذ الخوف وظاهرة انتشار عدوى كورونا بالترويج الكاذب لفائدة تلك البوابات على أنها وسيلة مهمة لمنع العدوى والخلاص من الفيروس.

وأكد النائب خالد مشهور، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، أن الآونة الأخيرة شهدت انتشار إعلانات الشركات عن بوابات التعقيم من خلال إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى، مع ذكر مزايا تلك البوابات لتشجيع المواطنين على الشراء.

“مشهور” ذكر أن تلك البوابات قد تحمل خطورة وتكون عديمة الجدوى، وتمنح المار بها شعورًا بالأمان الزائف، ما يدفعه إلى عدم الانصياع للتعليمات الوقائية، مؤكدًا أنها “سبوبة” استغلها البعض لتحقيق مكاسب مالية كبيرة، حتى أنها لم يقتصر تصنيعها على الشركات المتخصصة، بل أصبحت متوفرة لدى “الحدادين” بدون أية مواصفات فنية مُتبعة في التصنيع.

وأشار إلى أن أغلب هذه البوابات توجد بها ستارة “بلاستيك”، وعند تشغيل الرشاشات يقوم جزء منها بالتطاير والتراكم على “البلاستيك”، وفى حالة مرور مصاب منها سوف يتم التصاق الفيروس بـ”الستارة” مما يجعلها بيئة خصبة لانتقال العدوى.

 وأكد أنه حال استنشاق الكحول أو الكلور عند المرور بتلك البوابات سيؤدى ذلك إلى تهيج الشعب الهوائية، الأمر الذى قد يتطور إلى الإصابة بحساسية الصدر، كما أن ملامسة سوائل التعقيم للشعر والبشرة، قد يؤدى إلى إصابة الجلد بالإكزيما بعد تكرار الإصابة بحساسية الجلد جراء ملامسة تلك السوائل.

إصابات مؤكدة

وظهرت  بوابات التعقيم عام ٢٠١٥ فى قارة أفريقيا أثناء انتشار وباء إيبولا، وفي  أواخر عام 2016 نشر بحث علمى عن هذا أثبت إصابة الأشخاص الذين تم رشهم بأضرار صحية بالغة.

اقرأ ايضًا: 
أبرزها الاختلاس والرشوة.. 5 غرامات قيمتها أقل من “غرامة الكمامة”

 

وخلال الفترة الحالية، وانتشار فيروس كورونا عاد الترويج لتلك البوابات، وانتشرت في بلدان آسيا وتحديداً فى الهند وباكستان بشكل كبير ونتيجة للأضرار الصحية التى نتجت عنها ونصائح الخبراء والمتخصصين قامت الحكومة الهندية بمنع وتجريم إنتاج واستخدام هذه البوابات خلال شهر أبريل الماضي، وقامت دول أخرى فى أفريقيا مثل المغرب بمنع تداول واستخدام هذه البوابات.