في محاولة لعودة الحياة لطبيعتها والخروج من شرنقة أزمة كورونا وما تبعها من إجراءات احترازية وإغلاق، أعلنت بعض الدول رفع حظر الطيران وعودة الأنشطة السياحية بشكل جزئي، مع اتباع كافة الاحتياطات الوقائية، مع توصيات بوضع الصحة والسلامة العامة في الأولوية دائمًا.
وخلال الفترة الأخيرة، رفعت بعض الدول العربية والأوروبية الإغلاق وخففت من القيود التي فرضتها، سواء على الأعمال التجارية أو الشركات الخاصة والمدارس والجامعات، كما اتجهت دول أخرى إلى فتح حدودها لاستقبال السياح في فصل الصيف، وأبرزها إيطاليا وألمانيا وإسبانيا والمغرب والأردن.
كما أعلن وزير الطيران المدني الطيار محمد منار، عن بدء رحلات الطيران بجميع مطارات مصر اعتبارًا من أول يوليو المقبل مع الدول التي ستفتح مطاراتها، وذلك وفق الخطة التي أعلنتها الدولة لتشغيل الأنشطة والمنشآت السياحية الفندقية والمطارات وشركات الطيران.
إجراءات الحكومة
وتستعد الحكومة المصرية لعودة العمل بكافة المطارات بشكل تدريجي، حيث أشار “منار” إلى أن الوزارة استغلت الفترة الماضية في رفع كفاءة كافة المطارات، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية.
وأوضح وزير الطيران المدني، بحسب الوكالة، أنه تم اتخاذ العديد من الإجراءات التي يجب على المسافر اتخاذها قبل الصعود على متن الطائرة، إذ يتوجب على المسافرين القادمين من دول يتفشى بها فيروس كورونا إلى حد الوباء تقديم فحص طبي حديث قبل موعد السفر بـ48 ساعة كحد أقصى، ويلتزم المسافرون بمراعاة المسافات الآمنة فيما بينهم، سواء في صفوف الانتظار أو عند الصعود والنزول من الطائرة.
كما أنه سيتم تعقيم وتطهير الطائرة بالكامل كل رحلة، فضلا عن ارتداء الكمامات إجباريًا داخل الطائرة للركاب وأطقم الضيافة، وتقديم الوجبات الجافة والمشروبات المعلبة فقط، مع توفير المطهرات والقفازات والكمامات على الطائرة في حقيبة خاصة لكل مسافر.
وأكد أنه سيتم حظر توزيع أى مطبوعات ورقية على متن الطائرة، فضلا عن تخصيص أماكن لذوي الأمراض المزمنة الذين يتعذر عليهم ارتداء الكمامة لفترات طويلة، وتخصيص آخر صفين بالطائرة لعزل الركاب الذين قد تظهر عليهم أي أعراض مرضية، وتخصيص دورة مياه مستقلة مع الإبقاء على أحد أفراد طاقم الضيافة لخدمتهم.
وقال “منار” إنه سيكون هناك التزام من جانب المطارات بإجراء عمليات التعقيم والتطهير، مع التزام العاملين بالمطار بقواعد السلامة الصحية، والالتزام بارتداء الكمامات لجميع المتواجدين داخل المطار، والالتزام بالمسافات الآمنة بين الأشخاص، وقياس درجة حرارة الجميع من خلال بوابات التعقيم، فضلا عن تعقيم أمتعة المسافرين قبل وضعها على السير.
وقد تكبدت شركة “مصر للطيران” خسائر بقيمة 3 مليارات دولار، على خلفية تعليق الرحلات بسبب جائحة فيروس كورونا منذ مارس الماضي، بحسب صحيفة “الأهرام” في نسختها الإنجليزية.
ووفق تصريحات “منار”، فإن شركات الطيران الخاصة تكبدت أيضا خسائر فادحة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وقررت وزارة المالية الشهر الماضي إقراض مصر للطيران 2 مليار جنيه مصري لمساعدتها على التعامل مع تداعيات الجائحة.
وأوقفت مصر جميع الرحلات الجوية الدولية في 19 مارس في محاولة للحد من انتشار الفيروس التاجي، ومنذ ذلك الحين ، سمحت فقط لمطاراتها بفتح رحلات محلية وشحن ورحلات عودة خاصة إلى الوطن.
الشرق الأوسط
وتحت عنوان “أين يمكنك السفر إلى الشرق الأوسط؟”، تطرقت صحيفة “ذا ناشيونال” الإنجليزية، إلى الدول التي فتحت مطاراتها لاستقبال السياح في موسم الصيف القادم، واصفة صعوبة تقبل الكثيرين لتنقل والعودة الي الأنشطة السياحية في ظل استمرار أزمة كورونا وعدم معرفة موعد انتهائها، وسط توقعات بموجة ثانية ستجتاح البلدان.
وأشارت الصحيفة إلى إطلاق الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” خريطة عالمية تفاعلية ومجانية تمنح المسافرين أحدث القوانين المتعلقة بقوانين الدخول لكل دولة، والتي يهدف من خلالها مواكبة الوضع سريع التغير الذي يشهده القطاع في ظل أزمة كورونا، حيث يتم تحديث الخريطة أكثر من 200 مرة في اليوم الواحد بما يوفر معلومات سفر دقيقة.
وبحسب نتائج استطلاع صادر عن ” إياتا “مؤخراً، والمتعلق بمخاوف البعض حول السفر بالطائرة بعد اندلاع الأزمة، فإن أكثر من 80٪ من المسافرين أكدوا قلقهم حول قيود الحجر الصحي التي قد تكون مسببًا لانتقال الفيروس أثناء السفر، فضلاً عن حالة عدم اليقين والقيود الصحية المتغيرة بسرعة من بلد إلى آخر خلال الوباء، ولذلك فإن هذه الخريطة الجديدة ستكون مفيدة لجميع المسافرين خلال الوقت الراهن وفي المستقبل.
وتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي، أن تخسر شركات الطيران 84.3 مليار دولار في عام 2020 وستنخفض الإيرادات بنسبة 50٪ لتصل إلى 419 مليار دولار من 838 مليار دولار بالقياس لعام 2019
وذكر التقرير، الذي أعده بريان بيرس كبير الاقتصاديين في اتحاد النقل الجوي الدولي، أن جميع المناطق ستسجل خسائر في عام 2020 وقد اتخذت الأزمة بعدًا مشابهًا في جميع أنحاء العالم حيث انخفض الطلب بنسبة -54,7 % ، ففي أمريكا الشمالية انخفض الطلب بنسبة -52.6٪ وفي أوروبا بنسبة -56.4٪ وفي آسيا والمحيط الهادي بنسبة -53.8٪ وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا -56.1٪ وفي أفريقيا -58.5٪ وفي أمريكا اللاتينية -57.4٪.
عودة السياحة
وفي مصر، أكد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، أن الوضع الصحي للبلاد يمثل أولوية قصوى، بدليل أنه عندما اتخذ قرارًا بفتح الباب للسياحة تم استئنافها في المحافظات الأقل رصدًا في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد وهي: جنوب سيناء، البحر الأحمر ومطروح.
وأضاف الوزير في مداخلة في مداخلة مع برنامج على مسئوليتي الذي يقدمه الإعلامي أحمد موسى على قناة صدى البلد، أن “الدول لما شافت إجراءاتنا الاحترازية لم يضعوا أي شروط إضافية”، مشيرًا إلى أن كل الأسواق وبشكل رئيسي دول الاتحاد الأوروبي لم يتخذوا قراراً صريحًا بالسماح لمواطنيهم بالسفر إلى خارج دول الاتحاد، وكذلك الأمر بالنسبة لدول الخليج، ولكن رغم ذلك كل دول المنطقة في حوض البحر المتوسط أعلنوا عن فتح السياحة”.
بينما أكد هشام الشاعر، عضو مجلس إدارة غرفة المنشآت الفندقية، أن كافة الفنادق فى الغردقة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان، تم تعقيمها أكثر من 15 مرة من قبل شركات متخصصة منذ بداية جائحة فيروس كورونا، الأمر الذى جعل الفنادق تتعلم آليات التعقيم، موضحًا أنه عقب الفتح الجزئى للفنادق ستستمر كافة الإجراءات الطبية المنصوص عليها.
وأشار “الشاعر”، إلى “أن الهدف من إعادة تشغيل الفنادق ليس الربح، ولكنها تجربة من أجل معرفة ما سيكون فى المستقبل، وعليه سنبذل كل جهودنا من أجل إنجاح التجربة، للحفاظ على القطاع الحيوى”، مؤكداً أن عمليات التعقيم مستمرة بشكل دوري في الفنادق بعد العودة للعمل، وسيكون عليها رقابة دورية أيضًا.