يبدو أن الصراع الكروي بين مصر والجزائر في السنوات الأخيرة. بات مادة خصبة للإثارة والمتعة والحماس الكروي وربما يصل إلى الحد الأقصى من التعصب لما شهدته المواجهات الأخيرة تحديدًا بين المنتخبين الكبيرين. ما أدى في بعض الأحيان إلى فتنة بين الشعبين كما حدث بسبب مباراة كرة قدم بتصفيات كأس العالم عام 2009.
وقبل أن يتجدد الموعد بين منتخبي مصر والجزائر مساء اليوم الثلاثاء ضمن لقاءات الجولة الثالثة من المجموعة الرابعة لبطولة كأس العرب. بالمباراة التي ستنطلق في التاسعة مساء بتوقيت القاهرة على استاد الجنوب بقطر. التقى المنتخبان في 28 مباراة من بينها 7 لقاءات في تصفيات كأس العالم، و5 مواجهات في نهائيات كأس أمم أفريقيا.
و4 مباريات في تصفيات أمم أفريقيا، ومباراتين في تصفيات دورة الألعاب الأوليمبية، ومباراة في دورة الألعاب الأفريقية. ومباراة في دورة البحر المتوسط، و8 مباريات ودية دولية، وخلال هذه المواجهات فازت مصر في 8 مباريات فقط. وتعادلا في 9 مواجهات، وفاز منتخب الجزائر في 11 لقاء.
ولذلك نستعرض في النقاط الآتية أبرز وأهم 4 مواجهات حاسمة بين المنتخبين الكبيرين في مختلف المسابقات بالسنوات الأخيرة فقط. شهدت قمة الإثارة والحماس وربما الجنون الكروي والشعبي على مستوى البلدين.
لقاء الذهاب في تصفيات كأس العالم 2010
في السابع من شهر يونيو عام 2009 انطلق لقاء الذهاب بين المنتخبين في دولة الجزائر على ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. وانتهى اللقاء بفوز المنتخب الجزائري بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.
تقدم لمنتخب الجزائر اللاعب كريم مطمور بعد ساعة كاملة من انطلاق المباراة. وبعد إحراز الهدف بأربع دقائق فقط سجل عبدالقادر غزال الهدف الثاني لمحاربي الصحراء. قبل أن يؤكد رفيق جبور على تقدم الجزائر في الدقيقة 77، بينما سجل هدف مصر الوحيد اللاعب محمد أبوتريكة في الدقيقة 86.
وصاحب هذا اللقاء واقعة تسمم كبيرة لعدد من نجوم الفراعنة الأساسيين وصل عددهم لـ11 من ضمنهم أعضاء بالجهاز الفني للفريق المصري. ما أدى لظهور مصر بشكل سيء وخسارة اللقاء بنتيجة كبيرة. وقيل حينها أنهم تناولوا أكل فاسد بشكل متعمد من فندق الإقامة بالجزائر للتأثير عليهم في المباراة الحاسمة.
لقاء العودة التاريخي بالقاهرة
سيطر التوتر على الأجواء قبل انطلاق المباراة، حتى وصل إلى ذروته وطالب المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المصرية آنذاك حسام زكي. وسائل الإعلام في البلدين بمحاولة تهدئة الأوضاع الجارية.
وفي 14/11/2009، انطلقت المباراة على استاد القاهرة الدولى بسعة جماهيرية وصلت إلى 75000 متفرج. تقدم عمرو زكي في الدقيقة الثالثة من بداية المباراة ليشعل حماس زملائه والجماهير في المدرجات وفي البيوت والميادين. وأحرز عماد متعب هدفه التاريخي القاتل في الدقيقة 95.
وكان من المفترض أن تتأهل مصر إلى المونديال بعد تلك المباراة. إلا أن القانون الذي استحدثته «فيفا» نص على عدم احتساب الهدف في أرض الخصم بهدفين في حالة التساوي في عدد الأهداف. وتم إصدار قرار ينص على إقامة مباراة فاصلة على أرض أفريقية محايدة.
اللقاء الحاسم بأم درمان
وقع الاختيار على السودان لاحتضان اللقاء الفيصل لتحديد المتأهل لجنوب إفريقيا بين المنتخبين. انطلقت المباراة في 18 نوفمبر 2009، على ملعب المريخ بالسودان، وانتهى بفوز الجزائر بهدف وحيد لعنتر يحيى. وبذلك تأهل منتخب الجزائر لمونديال العالم بجنوب أفريقيا 2010.
وكذلك صاحب هذا اللقاء أجواء غير معتادة من شحن وإرهاب كبير من الجماهير الجزائرية للمصرية. وأثر بشكل كبير على اللاعبين والجهاز الفني وحتى بعض نجوم المجتمع المصري الذين ذهبوا لمؤازرة الفراعنة في السودان. وأظهرت الكاميرات رفع جماهير الجزائر الأسلحة البيضاء لإرهاب الجميع هناك. كما شهد اللقاء تواطؤ من حكم المباراة أيدي ماييه الذي ساعد الجزائر كثيرًا للخروج منتصرة من اللقاء وحجز بطاقة التأهل للمونديال حينها وهو ما قد حدث بالفعل.
نصف نهائي أمم أفريقيا 2010 بأنجولا
تعتبر تلك المباراة بمثابة الثأر للمنتخب المصري، بعد الفشل في عدم التأهل لكأس العالم بجنوب أفريقيا. حيث كانت بعدها بأسابيع قليلة، ونجح لاعبو الفراعنة بسحق المنتخب الجزائري بأربعة أهداف مقابل لا شيء، للمرة الأولى في تاريخ مواجهات المنتخبين.
انطلقت المباراة على ملعب أومباكا الوطني، تقدم حسني عبدربه عن طريق ركلة جزاء. بينما سجل محمد زيدان هدف المباراة الثاني في الدقيقة 65، قبل أن يحرز محمد عبدالشافي الهدف الثالث في الدقيقة 80. وسجل هداف البطولة وقتها محمد ناجي جدو هدف المباراة الرابع في الدقيقة 92.
تاريخ المواجهات إجمالا يصدم الفراعنة
تعد المواجهة المرتقبة بين مصر والجزائر، هي المباراة رقم 29 بينهما سواء رسمية أو ودية. حيث سبق أن التقيا سويا في 28 مباراة، بواقع 7 لقاءات في تصفيات كأس العالم، بجانب 5 مباريات في نهائيات كأس أمم أفريقيا. فضلاً عن 4 مواجهات ضمن تصفيات أمم أفريقيا، ومباراتين في تصفيات دورة الألعاب الأولمبية. بجانب مباراة وحيدة في دورة الألعاب الأفريقية، وأخرى في دورة البحر المتوسط، فضلاً عن 8 مباريات ودية.
ويتفوق المنتخب الجزائري على نظيره المصري، حيث فاز منتخب الجزائر في 11 مواجهة، مقابل 8 انتصارات للفراعنة. في حين حسم التعادل 9 مواجهات بينهما، في حين يتفوق المنتخب المصري على نظيره الجزائري في نسبة التهديف. حيث سجل لاعبو الفراعنة 35 هدفا، فيما سجل منتخب الجزائر 33 هدفا.
وكانت أول مواجهة بين منتخبي مصر والجزائر في عام 1970 وبالتحديد في تصفيات أمم أفريقيا. وحقق فيها المنتخب المصري الفوز بهدف من توقيع حسن الشاذلي، فيما لا تنسى مواجهة صعود مصر لكأس العالم عام 90 في إيطاليا. عندما فاز الفراعنة بهدف نظيف على الخضر في استاد القاهرة الدولي أحرزه حسام حسن من عرضية ربيع ياسين. كان ذلك عام 1989 وساهم الفوز في تأهل مصر مباشرة للمونديال الثاني في تاريخها.
كما نجح المنتخب المصري في تحقيق فوز عريض على الجزائر في آخر مواجهة بينهما وبالتحديد في نصف نهائي كأس أمم أفريقيا 2010. واستطاع الفراعنة الفوز برباعية نظيفة بتوقيع حسني عبدربه ومحمد زيدان ومحمد عبدالشافي ومحمد ناجي جدو.