تتجه الأنظار مساء اليوم الأحد إلى ملعب سانتياجو برنابيو في قلب العاصمة الإسبانية مدريد. لمتابعة القمة الملتهبة بين الريال وجاره أتلتيكو في ديربي العاصمة المثير لحساب الجولة الـ17 من الدوري الإسباني “الليجا”. وستكون مواجهة بها حسابات كثيرة ومعقدة ليست فقط رهانها الأول على واقع أرضية الميدان. ولكن يدخل بها حسابات صدارة المسابقة والسعي نحو اللقب وكذلك الهيمنة وفرض السطوة الكروية على مدريد.

يدخل طرفا العاصمة الإسبانية المواجهة بنشوة انتصارهما الأوروبي، بعد تغلب ريال مدريد على إنتر ميلان 2-0 وضمانه صدارة المجموعة. بينما فاز أتلتيكو مدريد على بورتو 3-1 ليخطف ثاني بطاقات التأهل عن المجموعة بعد ليفربول.

ويسعى كل فريق لتحقيق الفوز ولا شيء غيره، مما يجعل الجميع على انتظار لتلك المواجهة على أحر من الجمر. لأنه بكل تأكيد ستشهد كرة قدم ذات جودة وقيمة عالية، وكذلك تنافسية شديدة وإثارة ومتعة عالية لاعتبارات عديدة. ولذلك نستعرض 4 أمور تزيد من اشتعال ذلك الديربي في النقاط الآتية.

لقاء حسم قمة الترتيب

بلا شك أكبر أهمية لتلك المباراة هو الصراع بين حامل اللقب ووصيفه بالموسم الماضي في هذا الموسم، حيث يتصدر الملكي جدول الترتيب برصيد 39 نقطة. في حين يحتل الروخي بلانكوس المركز الرابع بـ29 نقطة مع أقل بمباراة واحدة.

وقبل مواجهتهما الليلة يمتلك الريال سلسلة نتائج أفضل هذا الموسم، حيث فاز في 9 مباريات في كل البطولات. ولم يهزم في آخر 12 مباراة، أما في الجهة الأخرى فإن أتلتيكو فاز 5 مرات في آخر 12 مباراة خاضها، وخسر في 4 مباريات وحقق 3 تعادلات.

المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب الميرينجي أكد أن فريقه لم يحسم بعد صراع الفوز بلقب الدوري الإسباني. لكن خروجه منتصرًا من ديربي العاصمة أمام جاره حامل اللقب سيجعله يطبق عليه أكثر. حيث يجد الريال نفسه أمام فرصة توسيع الفارق إلى 13 نقطة في حال فوزه باللقاء وذلك قبل أسبوعين من أعياد الميلاد ونهاية الدور الأول.

صعود ضاروخي

اللوس بلانكوس الذي بدا وكأنه ضل طريقه في سباق الصدارة عندما أتبع تعادله السلبي أمام فياريال بهزيمة أمام إسبانيول 1-2 في بداية شهر أكتوبر الماضي. لتبتعد الأندية الخمسة الأولى عن بعضها بفارق ثلاث نقاط فقط، لكنه رد بعدها بالفوز في الكلاسيكو خارج ملعبه على برشلونة 2-1 في المرحلة العاشرة. ليحقق سلسلة من 11 مباراة متتالية في جميع المسابقات لم يذق خلالها طعم الخسارة، ففاز في 10 مباريات مقابل تعادل واستقبلت شباكه ستة أهداف فقط.

وقاد هذا الصعود الصاروخي ثنائي الهجوم ومتصدر ترتيب الهدافين الفرنسي كريم بنزيما مع 12 هدفًا. ووصيفه البرازيلي فينيسيوس جونيور صاحب 10 أهداف.

أنشيلوتي وجد صيغة رابحة التزم بها بصرامة في الأسابيع الأخيرة من حيث النظام والأفراد. فاعتمد بشكل متكرر في خط الوسط على الثلاثي المتمرس المكون من الكرواتي لوكا مودريتش والبرازيلي كاسيميرو والألماني توني كروس ضمن خطة 4-3-3. حيث شكل الوافد الجديد النمساوي دافيد ألابا والبرازيلي إيدر ميليتاو شراكة ناجحة في الدفاع.

أما التبديل الوحيد الظاهر للعيان في تشكيلة أنشيلوتي، فكان اختياره للمهاجم الثالث إلى جانب بنزيما وفينيسيوس. حيث تناوب على المركز ماركو أسينسيو والبرازيلي رودريجو. بانتظار أن يستعيد الويلزي جاريث بايل لياقته البدنية وأن يتخلص البلجيكي إدين هازارد من لعنة الإصابات التي تلاحقه.

فيما لذلك أضرار واضحة يعتقد بعض المحللين بأن المدرب الإيطالي سيدفع غاليًا ثمن عدم اعتماده على مبدأ المداورة بين اللاعبين. خصوصًا أن الموسم سيكون مزدحمًا بالمباريات وطويلاً للغاية.

صراع أزلي عنيف ومساعي للثأر

بلا شك تبقى القيمة الثانية الأهم في هذا الصراع، هو المنافسة الشرسة بين الغريمين في العاصمة مدريد. حيث سيسعى أتلتيكو جاهدًا للتغلب على الريال المتصدر في ملعبه لإنعاش حظوظه في الفوز بلقب الليجا للمرة الثانية تواليًا.

وحصل أتلتيكو بقيادة المدرب دييجو سيميوني على دفعة معنوية يوم الثلاثاء. بعد أن قفز من المركز الأخير إلى الثاني في المجموعة الثانية لدوري أبطال أوروبا بالفوز 3-1 على مضيفه بورتو ليتأهل لدور خروج المغلوب.

لكنه يحتاج إلى أن يكون في أفضل حالاته لإيقاف خطورة الريال والثأر لخسارتيه بالموسم الماضي رغم تتويجه باللقب. وكذلك خسارته في كل المباريات الأخيرة التي لعبها بالديربي أو التعادل على أقصى تقدير، فيما يسعى فريق المدرب أنشيلوتي إلى تحقيق الفوز العاشر على التوالي في كل المسابقات. وحتى في غياب كريم بنزيما المصاب في عضلات الفخذ الخلفية فاز ريال بسهولة 2-0 على إنتر ميلان يوم الثلاثاء. ولم يخسر الفريق في دوري الأبطال والدوري الإسباني منذ الهزيمة 2-1 أمام اسبانيول في الثالث من أكتوبر.

وبينما لا تزال الشكوك تحوم حول مشاركة المهاجم الفرنسي في مباراة القمة. قد يجد أتلتيكو نفسه دون كبير هدافيه لويس سواريز الذي خرج مبكرًا من مباراة بورتو بسبب إصابة لم يتم تحديدها ولم يتدرب من وقتها. وفي غياب سواريز وبنزيما سينصب التركيز على أنطوان جريزمان وفينيسيوس جونيور، بسبب مستواهما الرائع أخيرًا.

وسجل اللاعب الفرنسي هدفين وصنع مثلهما في آخر انتصارين لأتلتيكو. بينما هز اللاعب البرازيلي الشاب الشباك عشر مرات متأخرًا بهدفين عن بنزيما في الصراع على لقب هداف الدوري الإسباني.

قمة معنوية لليجا بعد ضياع برشلونة

بعد تراجع مستوى برشلونة بشكل ملحوظ بالفترة الأخيرة وتحديدًا الموسم الحالي، وبرحيل نجمه الأبرز ليونيل ميسي صوب باريس سان جيرمان. أضر كثيرًا بالفريق وقيمة الليجا ككل، وأفقد برشلونة مكانته الكبيرة في المسابقة وتراجع مشجعيه حول العالم بنسبة مرتفعة. ما تسبب في انخفاض القيمة السوقية ونسب البث التليفزيوني والمشاهدات لمباريات الليجا وانصرفت لصالح الدوري الإنجليزي بشكل أكبر.

ومنذ ذلك الحين يحمل ريال مدريد ثم أتلتيكو لواء الدفاع عن الليجا وأصبحا أكثر الأندية متابعة ومشاهدة. ويرفعا نسبة البث للمسابقة التي تراجعت أسهمها بشدة بالفترة الأخيرة، بعد انهيار برشلونة ورحيل نجوم كبيرة منها على رأسهم كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي. اللذان كانا يقومان بكل الحدث والإثارة والمتعة الكروية بالبطولة الإسبانية. ومن ثم فإن هذا الديربي يكتسب أهمية إضافية كونه بات اللقاء الأهم والأكبر مع الكلاسيكو بالليجا ويباع لكل العالم ويشاهده الملايين.

تاريخ مواجهات مثير

قبل مباراة اليوم في ديربي مدريد، يراهن الريال على تفوقه في لقاءاته الأخيرة أمام الجار أتلتيكو بالليجا. حيث لم يخسر الميرينجي أمام الروخي بلانكوس في آخر 10 مباريات جمعتهما في الدوري الإسباني.

وحقق ريال مدريد الفوز في 4 مباريات، في حين انتهت 6 مواجهات بالتعادل. بينما يعود آخر فوز حققه أتلتيكو على الريال في الليجا إلى 27 فبراير 2016، عندما فاز 1-0 على ملعب سانتياجو برنابيو.

ويوضح لنا هذا السجل الرقمي الأخير تفوق كبير للملكي على جاره اللدود، مما يشعل فتيل الإثارة والمتعة لتلك المباراة. لسببين أولهما رغبة الريال في الابتعاد بالصدارة أكثر والمحافظة على سجله الأخير الذهبي أمام جاره دون خسارة، والثاني هو رغبة الأتلتي في العودة بقوة لسباق الصدارة واللقب بما أنه حامل اللقب بالموسم الماضي. وكذلك كسر شوكة غريمه والفوز عليه بعد سنوات طويلة من الغياب ليكون انتصارًا ثمينًا وسعيدًا لكل جماهيره قبل أعياد الميلاد.