بعد فترة مأساوية عاشتها بريطانيا بشكل عام والكرة الإنجليزية بشكل خاص إبان ذروة الموجة الأولى لفيروس كورونا الخطير المستجد. تسببت في غلق كل شيء بالمملكة المتحدة وإيقاف كل النشاط الرياضي والكروي ثم العودة تدريجيًا وبدون حضور جماهيري ثم عدد قليل. حتى امتلأت المدرجات كاملة بعدما انكسرت شوكة الفيروس، وبدأت الأمور والحياة تعود لطبيعتها مثل الحال قبل اكتشاف “كوفيد-19”.
عاد شبح كورونا من جديد ليخيم على إنجلترا والكرة الإنجليزية باكتشاف حالات إصابات كثيرة من اللاعبين والعاملين بالقطاع الرياضي والجماهير كذلك. ما ساهم في غلق أندية بالفترة الأخيرة وتأجيل بعض المباريات واستعداد فوق العادة للغلق مجددًا. وسط حالة كبيرة من الخوف والذعر لكل العاملين بالقطاع الرياضي والكروي تحديدًا خوفًا من تكرار مأساة الموجة الأولى والثانية طوال الأشهر الماضية قبل انطلاق الموسم الحالي تحديدًا.
أندية كثيرة تغلق ملاعبها
أعلن نادي أستون فيلا المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، إغلاق ملعبه التدريبي، بعد ثبوت إصابة عددٍ من أعضاء الفريق بفيروس كورونا. ليصبح “الفيلانز” أحدث أندية البريميرليج التي اجتاحها الكوفيد بعد توتنهام هوتسبير ومانشستر يونايتد. وفقًا لما ذكرته صحيفة “ذا صن” البريطانية أمس الأحد.
وأوقف أستون فيلا مرانه الصباحي بعدما أثبتت الفحوص الطبية إصابة أحد اللاعبين بالفيروس، إلى جانب بعضٍ من أعضاء الفريق. وأثارت هذه التطورات قلق الجميع في بريطانيا، لأنه من غير الواضح ما إذا كانت أي من الحالات الإيجابية. قد ضربت الفريق اللندني قبل المباراة ضد ليفربول في أنفيلد يوم السبت الماضي أو بعدها.
ومع ذلك يأمل الفيلانز في العودة إلى التدريبات مرةً أخرى اليوم الإثنين، وأن تبقى مباراتهم ضد نورويتش سيتي في موعدها المقرر يوم الثلاثاء. حيث يفكر ستيفن جيرارد مدرب النادي في الاتجاه ذاته ويحرص على إبقاء المباراة في موعدها. سعيا منه للعودة إلى طريق الانتصارات مرةً أخرى، واقتحام المراكز العشرة الأولى في ترتيب البريميرليج.
ويحتل أستون فيلا حاليا المركز الثاني عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. ونجح الفريق تحت قيادة جيرارد في الفوز بثلاث من مبارياته الخمس الأخيرة.
مان يونايتد وتوتنهام وآخرين ضحايا لكورونا
في ذات السياق اجتاح فيروس كورونا عددًا من أعضاء الجهاز الفني ولاعبي مانشستر يونايتد. وقد تم إخطار رابطة البريميرليج بذلك، حسب ما أوردت صحيفة “ذا صن” في تقرير آخر.
وأظهرت الفحوصات سلبية مسحات جميع أعضاء يونايتد قبل السفر لمواجهة نورويتش. ثم ظهرت عينات إيجابية بين مجموعة من اللاعبين وأفراد الجهاز الفني، وتم عزلهم في منازلهم مباشرة، وعلى الفور قرر الألماني رالف رانجنيك مدرب مانشستر يونايتد. خوض اللاعبين تدريباتٍ فردية في الهواء الطلق ودون احتكاك، لحين التأكد من الوضع.
وكان توتنهام أول المتضررين من فيروس كورونا الذي ضرب 8 من أفراده، الأمر الذي تسبب في تأجيل مباراتين له. الأولى ضد رين الفرنسي في دوري المؤتمر الأوروبي، والثانية أمام برايتون ضمن الجولة الـ16 من الدوري الإنجليزي.
في غضون ذلك، استُبعد الكرواتي ماتيو كوفاسيتش لاعب وسط تشيلسي، من مباراة فريقه ضد ليدز يونايتد، يوم السبت الماضي بسبب كوفيد-19. كما توقفت مباراة فريق كوينز بارك رينجرز ضد شيفيلد يونايتد يوم الإثنين الماضي بعد تفشي فيروس كورونا في صفوف الأول.
وسيكون لزامًا على المشجعين في البريميرليج اعتبارًا من هذا الأسبوع، إثبات حصولهم على التطعيم لثلاث مرات، أو إظهار وثيقة تفيد خلوهم من المرض. إذا ما أرادوا التواجد على المدرجات في الملاعب، خاصة وأننا مقبلين على جولات أعياد الميلاد الحاسمة والمثيرة بالمسابقة الإنجليزية الأقوى بالعالم. وهي معروفة بضغط المباريات وكثافة الأحداث ومن ثم الاحتكاك الكثير بين الفرق واللاعبين وكذلك الجماهير.
أزمة كبيرة في حالة التأجيل
وبلا شك إذا ما تفاقم الأمر على هذا النحو التصاعدي، ومع ضغط الجولات والمباريات. حتى تنتهي البطولة وباقي المسابقات في موعدها المحدد سلفًا من رابطة الأندية. ستكون التداعيات كارثية بكل تأكيد. فليس هناك وقت متاح لتسكين أي مباريات لتعويض التأجيل المنتظر بتلك الفترة، كذلك سيخل ذلك بمبدأ تكافؤ الفرص للفرق المنافسة. على لقب البريميرليج والمراكز المؤهلة لبطولات أوروبا وكذلك مراكز الهبوط للدرجة الأولى والقاع. لتباين التأجيلات حسب ظهور كورونا ببعض الفرق عن بقية الأندية.
الأمر الآخر الذي يصعب من المأمورية أن هناك بطولة كأس الأمم الأفريقية مطلع العام المقبل. وسيشارك بها نجومًا كثيرة لامعة من أندية الدوري الإنجليزي مع منتخبات بلادها في الكاميرون، على رأسهم بدون منازع هداف البطولة ونجمها الأبرز المصري محمد صلاح مهاجم ليفربول. وزميله السنغالي ساديو ماني والجزائري رياض محرز لاعب مان سيتي والجابوني أوباميانج مهاجم أرسنال، وغيرهم كثر. وهو ما يفرض قيودًا عليهم في حالة السفر والرجوع لإنجلترا ثانية ما قد يهدد سفرهم ومشاركتهم في البطولة من الأساس وستصبح معضلة كبيرة حينها.