بدأ العد التنازلي لإجراء الانتخابات التشريعية في مصر بغرفتيها “مجلس النواب ومجلس الشيوخ”، بعدما نشرت الجريدة الرسمية، اليوم الخميس، تصديق الرئيس عبدالفتاح السيسي على القوانين المنظمة للانتخابات التشريعية، وفي مقدمتها القانون رقم 140 لسنة 2020 بتعديل بعض أحكام قانون تنظيم مباشرة الحقوق السياسية رقم 45 لسنة 2014، وقانون مجلس النواب رقم 46 لسنة 2014، والقانون رقم 198 لسنة 2017 بشأن الهيئة الوطنية للانتخابات.
يتشكل مجلس النواب، 568 عضوا ينتخبون بالاقتراع العام السري المباشر، على أن يخصص للمرأة ما لا يقل عن 25% من إجمالي عدد المقاعد، ويجوز لرئيس الجمهورية تعيين عددًا من الأعضاء في البرلمان لا يزيد على 5%، وذلك كله وفقًا للضوابط المنصوص عليها في هذا القانون.
كما صدق الرئيس السيسي، علي قانون 141 لسنة 2020 بإصدار قانون مجلس الشيوخ، ويُشكل مجلس الشيوخ من 300 عضو، يتم انتخاب ثلثا أعضائه بالاقتراع العام السري المباشر، ويعين رئيس الجمهورية الثلث الباقي، على أن يخصص للمرأة ما لا يقل عن 10% من إجمالي عدد المقاعد.
الهيئة الوطنية للانتخابات
تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات، خلال الساعات المقبلة، كافة المواعيد المتعلقة بإجراء هذه الاستحقاقات، وإعداد القرارات اللازمة لها من دعوة الناخبين، وفتح باب الترشح ومواعيد الانتخابات وغيرها، مع التأكيد على اتخاذ كافة التدابير اللازمة لمواجهة جائحة فيروس كورونا.
وأصدرت الهيئة الوطنية للانتخابات، بيانا، أكدت فيه أنه يجري حاليا العمل على قدم وساق داخل أروقة الهيئة الوطنية للانتخابات بعد صدور قانون مجلس الشيوخ والقوانين المعدلة لكل من قانون تنظيم مباشرة الحقوق السياسية ومجلس النواب وقانون الهيئة الوطنية للانتخابات نفاذاً للتعديلات الدستورية التي وافق عليها الشعب في أبريل من العام الماضي.
ويجرى الآن الاستعداد لانتخاب أول مجلس للشيوخ، ويعكف الجهاز التنفيذي للهيئة حالياً على الإعداد لهذه الانتخابات وإعداد القرارات اللازمة لها، وتحديد اللجان التي ستجرى أمامها عملية الاقتراع، مع مراعاة اتخاذ كافة التدابير اللازمة لمواجهة جائحة فيروس كورونا التي من شأنها منع تزاحم الناخبين أمام اللجان وبما ييسر عليهم الإدلاء بأصواتهم في سهولة ويسر.
الوفد يستعد.. والقائمة بعد 15 يوما
وقال الدكتور ياسر الهضيبي، نائب رئيس حزب الوفد، إن تصديق الرئيس على قوانين الانتخابات معناه أن ساعة العمل قد بدأت، ويجب الاستعداد الجاد للانتخابات المقبلة، مؤكدا استعداد حزبه للمشاركة في مجلسي النواب والشيوخ بنظامي القائمة المغلقة والفردي بالأعداد التي تليق بمكانة حزب الوفد في الحياة السياسية.
اقرأ أيضا:
وأضاف الهضيبي في تصريحات لـ”مصر 360″، أن الوفد يرحب بالتحالف مع مجموعة من الأحزاب تتفق مع الخط السياسي للدولة بهدف دعم ومساندة القيادة السياسية وإنجاز ملف الإصلاح السياسي تحت قبة البرلمان، مشيرا إلى أن الحزب يعقد اجتماعات مكثفة مع شركائه في ائتلاف دعم مصر لخروج القائمة الجديدة إلى النور بعد الإعلان عن فتح باب الترشح.
وتوقع الهضيبي، إعلان القائمة الانتخابية الموحدة بعد 15 يوما من الآن، بعد الاستقرار على الأسماء التي ستخوض الانتخابات بنظامي القائمة والمنافسة الفردية، رافضا الإفصاح عن نصيب الحزب في المحاصصة الانتخابية التي يقودها حزب مستقبل وطن.
وأوضح أن الحزب سيشارك في مجلسي الشيوخ والنواب بأفضل ما لديه من عناصر وفقا للشروط المعلنة وهي: الشعبية وحسن السير والسلوك والسمعة والمؤهل الدراسي العالي بالنسبة للشيوخ، والقدرة المالية على خوض الانتخابات.
المعارضة بين المقاطعة والمشاركة في الفردي
وفي المقابل، استبعد مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، مشاركة حزبه في قائمة انتخابية موحدة تحت مسمى “القائمة الوطنية” التي يشكلها حزب مستقبل وطن الآن، كونها قائمة تكرس الأحادية السياسية وتقتل التعددية الحزبية، وستحول مجلس النواب إلى سكرتارية للحكومة، بحسب تعبيره.
وأعرب “الزاهد”، في تصريحات لـ”مصر 360″، عن إحباطه الشديد من اعتماد القوائم المغلقة كنظام انتخابي بواقع 50 % للقائمة و50 % للمقاعد الفردية، رغم اعتراضات الحركة المدنية الديمقراطية على حزمة القوانين، لأنها تكرس مبدأ “الكل في واحد” وتقصي المتنافسين من التيارات الأخرى.
وقال “الزاهد”، إن هناك فريقين داخل الحركة المدنية الديمقراطية أحدهما يتبنى المقاطعة لصعوبة المنافسة في نظام القائمة المغلقة وغياب النزاهة في ظل المناخ السياسي الحالي، والآخر يدعم المشاركة لأن المرحلة تقتضي المشاركة في المساحات الضيقة وعدم تكريس الإقصاء والتهميش الواقع على المعارضة وهو الاتجاه الذي يتبناه حزب التحالف.
وكشف أن حزبه يجهز حاليا 20 مرشحا لخوض انتخابات مجلس النواب على المقاعد الفردية، متوقعا أن يحظى 7 منهم فقط بفرص تنافسية كبيرة، كونهم يمتلكون الشعبية الكافية والإمكانيات المالية التي تمكنهم من التنافس في دوائر كبيرة بالمحافظات.
وأضاف الزاهد: “أنا ميال للمشاركة والمعافرة في المساحات الصغيرة، حزبنا لن ينضم لأي تحالف يحتكر الوطنية باسمه، ومن الممكن تشكيل قائمة من الحركة المدنية رغم صعوبة هذا الأمر، لكنها قائمة ستطرح برنامجا سياسيا”.