دخل أكثر من 3 آلاف عامل، بشركة يونيفرسال لإنتاج الأجهزة الكهربائية، بالسادس من أكتوبر، أول أمس الإثنين، في إضراب مفتوح عن العمل. احتجاجًا على إخلال الإدارة بالاتفاق المبرم بينهما في أكتوبر الماضي، والخاص بصرف المستحقات المالية المتأخرة للعمال.
الإدارة تخلف وعودها
وكان عمال الشركة قد توصلوا، في 10 أكتوبر الماضي، بعد 20 يومًا من الإضراب عن العمل، عبر جلسة مفاوضة جماعية. إلى اتفاق يلزم الإدارة بصرف الرواتب والحوافز المتأخرة للعمال على دفعات بجدول زمني حدده محضر الاتفاق. وهو ما لم يتم تنفيذه، بحسب العمال.
جلسة المفاوضة والتي حضرها ممثلون عن كل من الإدارة والعمال، والنقابة العامة للعاملين بالصناعات المعدنية والهندسية. ومديرية القوى العاملة بالجيزة، وبمشاركة وزير القوى العاملة، محمد سعفان، خرجت باتفاق يلزم الإدارة بصرف نصف راتب شهر سبتمبر المتأخر، لجميع العاملين في 20 نوفمبر. على أن يتم صرف النصف الآخر من راتب سبتمبر في 25 ديسمبر.
كما نص الاتفاق أن تلتزم الشركة بصرف الرواتب بشكل منتظم ودفعة واحدة، بحد أقصى، في اليوم العاشر من كل شهر بداية من أول نوفمبر. على أن يتم صرف الحافز الجديد من يوم 25 إلى 30 من كل شهر، وتصرف الحوافز المتأخرة وعددها 8 أشهر، على دفعات بداية من يناير 2022.
يقول أحد العمال المضربين لـ”مصر 360″ إن الشركة لحست وعودها، فلم تقم سوى بصرف نصف راتب سبتمبر للعمال. بينما لم يتقاضى راتب شهر أكتوبر سوى العمال الذين تقل رواتبهم عن 5 آلاف جنيه. أما فيما يتعلق بالإداريين فلم يتقاضوا لا سبتمبر ولا أكتوبر.
شكاوى لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء
يستكمل العامل: “ظهرت نية الإدارة في عدم تنفيذ الاتفاق، وتيقنا أن ما حدث بشأن راتب شهري سبتمبر وأكتوبر. سوف يحدث في نوفمبر أيضًا، فأرسلنا بداية شهر ديسمبر، شكاوى إلى رئاسة الجمهورية ووزير القوى العاملة ومجلس الوزراء والنقابة العامة للصناعات الهندسية ومديرية أمن الجيزة. نشرح فيها ما حدث من تراجع الإدارة عن الاتفاق، ونبلغهم أننا سنبدأ في إضراب جديد عن العمل إذا لم يتم صرف راتب شهر نوفمبر بحد أقصى يوم الأحد الثاني عشر من ديسمبر الحالي”. مضيفًا “بالطبع لم يتم صرف راتب نوفمبر، فبدأنا الإضراب أول أمس الإثنين”.
تقليص الحافز
ويقول عامل آخر إن الاتفاق المبرم في أكتوبر الماضي، التزمت فيه الشركة بصرف الحافز بحد أقصى يوم 30 من كل شهر. لكن حافز شهر نوفمبر تأخر حتى السابع من ديسمبر الحالي. ليست هذه المشكلة كما يوضع العامل إنما الأزمة أنه تراجع من 750 جنيهًا إلى 115 جنيه فقط.
ويضيف، “الحافز هو جزء من المرتب ونعتمد عليه اعتمادًا كبيرًا، فتراجع الحافظ بنحو 600 جنيه يعني أن مرتبات العمال قد نقصت بنحو 20% فمتوسط المرتبات لا يتخطى الـ 3 آلاف جنيه.
أزمات معيشية
مشكلة تأخر الرواتب والتي تفاقمت في الشهور الأخيرة، أدت إلى تدهور الظروف المعيشية للعمال، وسببت مشكلات كبيرة في حياتهم.
يؤكد أحد العمال لـ”مصر 360″ أن العديد من العمال لم يستطيعوا دفع فوادير الكهرباء ما أدى إلى رفع شركة الكهرباء العدادات الخاصة بمنازلهم. كما عانى العمال من سد احتياجات أسرهم ومنها مصروفات المدارس.
ويحكي العامل بأسى عن حالات طلاق كثيرة حدثت بسبب مشكلة تأخر الرواتب. إضافة لحالتي انتحار، بحسب العامل.
تهديات بالفصل
الإدارة حاولت إقناع العمال بفض الإضراب، فوعدتهم بصرف راتب شهر نوفمبر. ولكن بعدما يعودوا للعمل ويقوموا بإنتاج 1000 بوتجاز، وهو ما أغضبهم بشكل كبير بحسب أحد العمال.
عامل آخر تحدث لـ “مصر 360” يؤكد أن الإدارة تحاول حاليًا ترهيب العمال. حيث أرسلت صباح اليوم الأربعاء أحد مديري الإدارات لتهديد العمال بفصل 500 عامل من العمال المضربين إذا لم يعودوا للعمل على الفور. العمال ردوا على موفد الإدارة بأنهم مستمرون في إضرابهم وعلى الإدارة فصلهم جميعًا إذا أرادت. على حد قول العامل.
أزمة قديمة
بدأ الإضراب الذي تم على إثره “اتفاق أكتوبر” بين عمال شركة يوينفرسال للأجهزة الكهربائية. بالمنطقة الصناعية الثانية بالسادس من أكتوبر، والإدارة، في شهر سبتمبر الماضي واستمر 20 يومًا. للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة من رواتب وحوافز وبدل طبيعة عمل.
لكن العمال يقولون إن الأزمة بدأت في عام 2019، عندما امتنعت الإدارة عن صرف مرتبات عمال الشركة. والذي كان يبلغ عددهم حينها 5700 عامل. نظم العمال في 2019 إضرابًا عن العمل، احتجاجًا على تأخر الرواتب ما دعى وزارة القوى العاملة للتدخل، فالتزمت بدفع نصف الرواتب المتأخرة لمدة 6 أشهر. على أن يدفع صاحب الشركة النصف الآخر. كما حصل صاحب الشركة على قرض بنحو 240 مليون جنيه لشراء الخامات وتشغيل الشركة التي ادعى أنها متعرة، بكافة طاقتها. بحسب العمال.
ويتساءل العمال، لماذ يتحدث صاحب الشركة دائمًا عن التعثر ولماذا لم يمد الشركة بالخامات اللازمة، لكي تعمل بكافة طاقتها. وإذا كان يقول إنه ليس هناك أموال فأين ذهبت أموال القروض وأين ذهبت عوائد بيع 120 ألف بوتجاز قمنا بتصديرها في شهر يناير الماضي.
سياسة الترهيب تسريح العمال
يروي العمال كيف اتبعت إدارة يونيفرسال منذ إضراب 2019، سياسة تسريح العمال، فقامت بفصل المئات. كما أجبرت نحو ألفي عامل على الاستقالة مقابل نصف شهر مكافأة عن كل سنة، مخالفة للقانون.
يقول أحد العمال إنهم كانوا مجبرين على الاستقالة لأن الإدارة كانت تخيرهم بين النقل لمحافظات بعيدة مثل أسيوط، أو القبول بالمكافآة الزهيدة وتركهم للعمل. فكانوا يختارون الاستقالة.
وفي إضراب سبتمبر الماضي مارست الإداراة كافة أشكال الترهيب. فمنعت العمال من دخول الشركة، وأوقفت الأتوبيسات التي تقلهم، وأعطتهم إجازات إجبارية شفوية، لمحاولة إجهاض الإضراب.
كما ألقي القبض على ثلاثة من قيادات العمال بعدما اقتحمت قوات الأمن لمنازلهم في الثامن والعشرين من سبتمبر الماضي. لإجبارهم على كسر الإضراب.
الإضراب مستمر لحين تحقيق المطالب
ويؤكد العمال المضربون على أنهم فقدوا ثقتهم في إدارة الشركة تمامًا وأنهم لن يعودوا للعمل إلا إذا تم صرف كافة مستحقاتهم المالية من رواتب وحافز الثمانية أشهر المتأخرة. إضافة إلى إجمالي طبيعة العمل المتأخرة منذ نحو 40 شهرًا بواقع 100 جنيه شهريًا. رافضين العودة إلى بنود الاتفاق القديم، كما يرفضون أي وعود جديدة. لأن الإدارة اثبتت أنها لا تحترم أي اتفاق، فلا عودة إلا بعد صرف كافة المستحقات.
وعلمت “مصر 360” بتوجه عدد من قيادات النقابة العمالية بالشركة “تحت التأسيس” ظهر اليوم الأربعاء. إلى وزارة القوى العاملة لتسليم شكوى إلى مكتب الوزير محمد سعفان، ومطالبته بتحمل الوزارة لمسؤوليتها.
وكان الوزير بحسب العمال قد التزم خلال المفاوضة الجماعية بالتدخل شخصيًا حال تنصلت الإدارة من الاتفاق.
وشركة يونيفرسال تعمل في مجال إنتاج الأوادات الكهربائية المنزلية. منذ عام 1984 وتضم 12 مصنعا ويمتلكها ويرأس مجلس إدارتها رجل الأعمال يسري السيد عبد العال قطب.