تحت لافتات “حياة السود مهمة”، اشتعلت المظاهرات المنددة بالعنصرية في العديد من دول العالم، بعدما انطلقت في الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الأسبوعين الماضين، على خلفية مقتل “جورج فلويد” المواطن الأمريكي من أصول إفريقية على يد الشرطة، إلا أنه على الرغم من ضخامة وصخب هذه الاحتجاجات إلا أن أحداثًا عنصرية وقعت داخل البلاد خلال الفترة الماضية، كان آخرها مقتل مواطن من الأمريكيين من أصول إفريقية يوم أمس.

وأثار مقتل “فلويد”، موجة من المظاهرات اندلعت حول العالم ضد العنصرية، والمنددة بأعمال الكراهية والعنف المستمر من قبل الشرطة ضد المواطنين من أصول إفريقية.

وأدى انتشار الاحتجاجات المناهضة للعنصرية على الصعيد الوطني والعالمي بعد وفاة “فلويد” إلى دعوات لإلغاء دعم أقسام الشرطة وإنزال التماثيل الكونفدرالية.

ووقع أندرو كومو في حكومة نيويورك، جزءًا من حزمة إجراءات لمشروع قانون إصلاح شرطة الولاية، ليصبح قانونًا يحظر استخدام ضباط الشرطة للمخابئ، من بين إصلاحات أخرى.

اقرأ أيضًا:

“الخنق أثناء الاعتقال”.. صرخات المحتجين تطارد الإجراء العنيف

وحذر الرئيس المريكي دونال ترامب هذا الأسبوع من وصف “عشرات الملايين من الأمريكيين بأنهم عنصريون أو متعصبون، كما أكد أن البيت الأبيض يعمل على وضع اللمسات الأخيرة على أمر بشأن معايير الشرطة بعد مقتل فلويد”.

أتلانتا تشتعل 

وبحسب تقرير عبر شبكة “سي إن إن الأمريكية”، اندلعت العديد من الظاهرات في شوارع أتلانتا عاصمة ولاية جورجيا الأمريكية، احتجاجًا على مقتل رجل من أصول إفريقية نام في سيارته برصاص الشرطة يوم أمس، بينما كان ينتظر في طابور للوجبات السريعة جنوبي وسط المدينة.

وقال مكتب التحقيقات بجورجيا، إنه يحقق في مقتل “رايشارد بروكس” (27 عاما) من أتلانتا، وقالت الشرطة إنه قاوم الاعتقال مساء الجمعة بعد فشله في اختبار ميداني يكشف ما إذا كان ثملا أو متعاطيا للمخدرات.

 

جاء مقتل “بروكس” بعد أسابيع من الاحتجاجات الحاشدة المناهضة للعنصرية في جميع أنحاء الولايات المتحدة بعد موت الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد بعدما جثم شرطي على عنقه لما يقرب من تسعة دقائق أثناء إلقاء القبض عليه.

وقال محققو جورجيا إن التسجيل المصور الذي التقطه شاهد عيان يساعد تحقيقهم، فيما أظهر التسجيل الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي على الأرض وهو يصارع شرطيين اثنين.

واندلعت الاضطرابات بعد حلول الظلام في أتلانتا، عاصمة ولاية جورجيا، حيث أعلنت رئيسة بلدية المدينة، كيشا لانس بوتمس، في وقت سابق، أنها قبلت الاستقالة الفورية لقائدة شرطة المدينة، إريكا شيلدز، بعد وفاة ريشارد بروكس.

عنصرية في كاليفورنيا

وشهدت ولاية كاليفورنيا خلال الأسبوع الماضي، حادثًا عنصريًا، حيث تدارول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو جديد، يظهر امرأة تسب وتوبخ فلبينية من أصول أمريكية في ولاية كاليفورنيا.

وقد تم إلقاء القبض على المرأة التي ضايقت الفلبينية أثناء ممارستها الرياضة في منتزه جنوب كاليفورنيا، ويعتبر ذلك الأحدث في سلسلة من الحوادث العنصرية التي تم تسجيلها على الفيديو ومشاركتها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضًا:

احتجاجات لبنان.. “قرصة الجوع” تهزم مخاوف الوباء

وتقول المرأة في الفيديو: “اخرجوا من هذا العالم، اخرجوا من هذه الدولة وعودوا إلى أي بلد آسيوي تنتمون إليه، سوف تحصل على ركلتك، من قبل عائلتي، هذا ليس مكانك! وهذا ليس منزلك! نحن لا نريدك هنا”.

استهداف الاحتجاجات

فيما أشارت الشبكة الأمريكية، إلى أن جماعات اليمين المتطرف استهدفت الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في بريطانيا وفرنسا.

وقصفت الجماعات اليمينية المتطرفة الشرطة بـ”قناني” أثناء قيامهم باحتجاج مضاد على مظاهر مناهضة العنصرية ضد المواطنين من أصول إفريقية في وسط لندن.

 

ومن جهتها وصفت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل السلوك بأنه “بلطجة غير مقبولة تمامًا”، مضيفة أنه يجب على أي من مرتكبي أعمال العنف أو التخريب أن يتوقعوا مواجهة القوة الكاملة للقانون. “.

وكشفت الشبكة الأمريكية عن تهديدات بإزالة تمثال نيلسون مانديلا، على غرار إزالة العديد من التمائيل الهامة في بريطانيا، وشددت الحكومة البريطانية على حماية جميع التماثيل والتي منها ونستون تشرشل، وينسلون مانديلا والمهاتما غاندي.

فيما اضطرت لندن لتغطية تماثيل ونستون تشرشل ونيلسون مانديلا ومهاتما غاندي مؤقتًا لحمايتهم، حسبما أعلن عمدة لندن.

في باريس

وفي غضون ذلك، تجمع آلاف الأشخاص في وسط العاصمة الفرنسية باريس، للاحتجاج على وحشية الشرطة – وهي قضية يرمز لها في فرنسا بوفاة الشاب من أصول إفريقية أداما تراوري عام 2016.

وقد نظمت 17 مجموعة احتجاجات السبت بما في ذلك حملة الأسرة “الحقيقة من أجل أداما”.

في حديثها قبل بداية المسيرة، طالبت شقيقة أداما آسا تراوري بالعدالة، قائلة: “لماذا مات أخي؟ لماذا تم تثبيت أخي؟” قائلة:”مات أخي بنفس الطريقة التي مات بها جورج فلويد.”

ورداً على ذلك، قام عدد قليل من المتظاهرين من اليمين المتطرف بتوسيع مبنى قريب ليكشفوا لافتات كتب عليها: “العدالة لضحايا العنصرية المعادية للبيض”.

رذاذ الفلفل

وذكرت المخابرات الامريكية، أنها قامت باستخدام رذاذ الفلفل في الأول من يونيو الجاري، لتفريق المتظاهرين بالقرب من ميدان لافاييت.

 

وقالت وكالة المخابرات الأمريكية، إن موظفًا في الوكالة استخدم رذاذ الفلفل في 1 يونيو خلال جهوده لتأمين ساحة لافاييت وتفريق المتظاهرين من المنطقة قبل تصوير الرئيس دونالد ترامب المثير للجدل في كنيسة محلية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال متحدث باسم شرطة بارك الأمريكية إن الإدارة ارتكبت خطأ عندما نفت في وقت سابق استخدام الغاز المسيل للدموع لتطهير المتظاهرين السلميين من حديقة عامة خارج البيت الأبيض في 1 يونيو الجاري.