يبدو أن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي -أفضل لاعبي العالم لهذا العام وخلال 7 مرات سابقة- بات صداعًا لكل نادٍ يلعب له. وذلك بسبب أجره المرتفع وقيمته السوقية الكبيرة.
فبعد أن رحل “ميسي” عن برشلونة الصيف الماضي لأزمة مالية واضحة خاصة بعقده المرتفع. تسبب في أزمة أخرى شبيهة في ناديه الحالي باريس سان جيرمان الفرنسي. وذلك رغم ملكيته لإدارة قطرية غزيرة الأموال.
وكشفت تقارير لصحف فرنسية -على رأسها “ليكيب”- أن “سان جيرمان” يدرس إمكانية بيع سبعة من لاعبيه في فترة الانتقالات الشتوية في يناير المقبل. وذلك لتمويل الراتب الذي يحصل عليه “ميسي“.
“ميسي” ينقل معاناة برشلونة إلى “سان جيرمان”
باريس سان جيرمان كان نشيطًا للغاية خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية قبل بداية الموسم الحالي. حيث وقّع عملاق الدوري الفرنسي مع نجوم أمثال ميسي وسيرجيو راموس وجيانلويجي دوناروما وأشرف حكيمي.
ومنذ رحيل ليونيل ميسي إلى باريس سان جيرمان عانى برشلونة هذا الموسم. وذلك بعد إقصائه من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا. فيما يحتل المركز السابع بترتيب الدوري الإسباني حاليًا. وبات العملاق الكتالوني في حاجة ماسة إلى إصلاح شامل تحت قيادة مدربه الجديد -تشافي.
ويحتاج الكتالوني أيضًا إلى بعض القوة الهجومية. وقد يكون فيران توريس -لاعب مانشستر سيتي- خيارًا ممتازًا بفضل سرعته المُذهلة وقدرته على اللعب في مراكز متعددة. إذ يمكن أن يضيف “توريس” بُعدًا جديدًا لهجوم برشلونة المتعثر.
مذبحة شتوية في عاصمة النور
مع كل ما سبق دخل سان جيرمان النفق المظلم نفسه والسبب الملك ميسي. فقد شهدت التعاقدات المميزة بالصيف لنادي العاصمة الفرنسية زيادة كبيرة في ميزانية أجور الفريق. بالإضافة إلى تكوين فريق عظيم ومدجج بالنجوم لدرجة سببت أزمة بينهم وأصبحت أجورهم الحالية لا ترضيهم بعد أجر ميسي. فأصبحت فاتورة رواتب اللاعبين حاليًا تبلغ قرابة الـ300 مليون يورو. يأخذ منها ميسي أكثر من 41 مليون يورو سنويًا.
هذا الأمر دفع سان جيرمان إلى التفكير في التخلي عن نجوم بالفريق لضبط أموره المادية. وجاء على أول قائمة البيع تلك الحارس الإسباني سيرجيو ريكو -28 عامًا. حيث متوقع أن يغادر ملعب حديقة الأمراء بعد أن كافح لإيجاد وقت ثابت للعب منذ وصول كيلور نافاس ثم جيانلويجي دوناروما هذا العام.
اسم كبير آخر قد يرحل عن باريس وهو لاعب خط الوسط رافينيا. حيث يمكن لنجم برشلونة السابق أن يترك باريس سان جيرمان لحصد فرصة اللعب أساسيًا في فريق جديدً. وذلك لتوفير الراتب الذي يتحصل عليه دون دقائق لعب كثيرة بـ”البي إس جي”.
أما أكبر نجم يشيع أنه على وشك الرحيل عن سان جيرمان هو المهاجم الأرجنتيني ماورو إيكاردي -28 عامًا. فقد سقط اللاعب في قائمة الانتقادات منذ وصول ميسي. حيث فشل في منافسته ونيمار ومبابي على اللعب في هجوم باريس. إذ لم يشارك سوى في ست مباريات في الدوري الفرنسي هذا الموسم.
ومن بين اللاعبين الآخرين المرتبطين بالخروج من باريس كولين داجبا -الظهير الأيمن- بعد وصول أشرف حكيمي الصيف الماضي. فضلا عن لايفين كورزاوا -الظهير الأيسر الذي لا يشارك بعد وصول البرتغالي مينديز ووجود الإسباني الطائر بيرنات. بالإضافة للثنائي الشاب عبدو ديالو وإريك جونيور المتوقع رحيلهما ولو على سبيل الإعارة.
ميسي ملك كل الأندية التي يلعب لها
اعتاد “ميسي” طوال مسيرته أن يكون النجم الأول ويحقق ما يريد ودائمًا ما يكون صاحب الأجر الأعلى في فريقه والعالم. فقد فرض بموهبته وأرقامه وإنجازاته غير المسبوقة شهادة نجومية خاصة لم ينازعه في هذه المكانة حاليًا سوى البرتغالي كريستيانو رونالدو. فالأخير كان ندًا دائمًا لـ”ميسي” في الأجر والأرقام والأهداف والكرات الذهبية والبطولات ومباريات الكلاسيكو النارية بين برشلونة وريال مدريد.
استحق “ليو” كل هذه المكانة في السنوات الماضية منذ ظهوره وتوهجه وإظهار كل موهبته ومهاراته الخارقة. تلك التي وضعته في مقارنة فقط مع الأسطورة مارادونا الذي حلق بموهبته لعنان السماء وأحرز أهدافًا خالدة. فالأخير هو النجم الأبرز في فترته وربما عبر تاريخ الكرة مع الجوهرة البرازيلية السمراء –بيليه. لذا فمن الطبيعي أن يحظى “ميسي” بكل هذه المكانة والصلاحيات والإمكانيات في كل نادٍ يلعب له وكذلك منتخب بلاده.
وانضم البرغوث إلى باريس سان جيرمان في انتقال مجاني من برشلونة خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية. ومع ذلك فإن الحائز على جائزة الكرة الذهبية سبع مرات بدأ مشواره ببطء في العاصمة الفرنسية. حيث سجل “ميسي” ستة أهداف وقدم خمس تمريرات حاسمة في 15 مباراة مع سان جيرمان في جميع المسابقات. لكن خمسة من تلك الأهداف الستة جاءت في دوري أبطال أوروبا. حيث كافح المهاجم البالغ من العمر 34 عامًا من أجل تحقيق هدفه الأول في الدوري الفرنسي بعد مشاركات عدة دون هز الشباك.