بعد قرار الحكومة متمثلا في وزير الشباب والرياضة، أشرف صبحي، باستئناف النشاط الرياضي بالبلاد بداية من 25 يوليو المقبل، بالإضافة لاستكمال الموسم المتوقف من الدوري العام المصري بدلاً من إلغائه ونظراً لجائحة كورونا التي ضربت البلاد وتسبب في توقف النشاط منذ مارس الماضي، بدأت موجة من الاضطراب في الكرة المصرية بين رؤساء الأندية المؤيدة والرافضة لهذا القرار، مع صرامة شديدة من وزير الرياضة ممثل الحكومة وكذلك اتحاد الكرة المؤقت الذي يدير المسابقة، في تنفيذ ذلك القرار بحذافيره وعلى من يخالف تطبق عليه اللوائح والقوانين الرادعة لذلك، ليظل المشهد ضبابيًا ولا يعرف ما الذي ستؤول إليه الأمور في قادم الأسابيع.
مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك ترأس جبهة الرافضين لاستكمال الموسم المتوقف وطالب ببدء موسم جديد، بسبب فيروس كورونا وأضراره وعدم تحمله مسئولية إصابة أي شخص من المنظومة نتيجة هذا القرار والذي وصفقه بالسقطة من الوزير في ظل هذه الأجواء الصعبة، ووافق على منح الأهلي اللقب “إذا كان هذا العائق الوحيد” حتى يبدأ موسم جديد، لأن ذلك الأصلح للكرة المصرية.
واتفق مع رفضه لهذا القرار عدة أندية مثل وادي دجلة والاتحاد السكندري ومصر المقاصة وإنبي قبل أن يتراجع عن قراره، بعد جلسة مع رئيس اتحاد الكرة في حضور محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي، والذي أقنعهم خلالها عمرو الجنايني رئيس الاتحاد بضرورة استكمال الموسم المتوقف وشرح لهم استعدادات الجبلاية والدولة لضمان أمان المسابقة واستكمالها بشأن طبيعي.
ليبقى السؤال الأهم بين ذلك الفريقين، أيهما أفضل لصالح الكرة المصرية؟ استكمال الموسم المتوقف والذي كان يتصدره الأهلي بفارق مريح من النقاط، كما هو قرار الوزير والحكومة، أم بدء موسم جديد من البداية وإلغاء المتوقف بسبب الأمر القهري وهو فيروس كورونا الذي أوقف الحياة تماماً في مصر؟ هذا ما سنجيب عليه في السطور القادمة.
الوقت والارتباطات يفصلان النزاع
إذا نظرنا عمليًا لعامل الوقت، فقرار الحكومة يقضي بعودة النشاط يوم 25 يوليو المقبل، على أن يستكمل الدوري المتوقف في منتصف أغسطس على أقرب الظروف، ومع تبقي 16 مباراة “تقريبًا الدور الثاني بالكامل” من المسابقة، فاتحاد الكرة مطالب بلعب مباراة كل 3 أيام لينهي الدوري ذلك بدون أي توقفات أخرى خلال 6 أسابيع على أقل تقدير، أي في شهر أكتوبر المقبل “صعب للغاية تنفيذه”.
وهذا لن يكون مقبولا أبدًا في ظل الارتباطات الأفريقية للأندية المشاركة بها وأيضًا المنتخب العسكري الذي لديه بطولة في هذا التوقيت، وبالتالي هناك صعوبة بالغة في استكمال الدوري المتوقف وسيكون ذلك ضد مصلحة الكرة المصرية عمومًا.
استمرار تهديد “كورونا”
لا يعرف أحد متى سينتهي خطر فيروس كورونا في مصر، التوقعات تشير إلى أغسطس المقبل وهو ما قررت الحكومة عودة الحياة والأنشطة تدريجيًا بالاتساق مع هذا الموعد المتوقع لقلة الأعداد ثم الوصول لصفر حالة في اليوم مصابة بكوفيد 19، ولكن ماذا لو لم ينته في هذا الموعد المتوقع؟ سيتوقف كل شيء مرة أخرى وأيضًا النشاط الكروي مجددًا ليتجدد المأزق نفسه ثانية؟.
وفي بيان وزير الرياضة شدد على أن الدوري والنشاط سيوقفان ثانية في حال تفشي كورونا بشكل أكبر مستقبلًا، أي صعوبة استكمال نفس المسابقة المتوقفة، والتي لا يعرف متى ستكتمل أم تنته هي الأخرى ربما مع العام الجديد هكذا، لذلك يبقى إلغاؤها هو القرار الأنسب لصالح الكرة المصرية.
الأهلي يريد بطولة
النادي الأهلي المتصدر للدوري المتوقف برصيد 49 نقطة من 17 مباراة فقط لعبها أي نصف المسابقة تمامًا، وبفارق كبير عن أقرب ملاحقيه المقاولون العرب صاحب الـ33 نقطة وزيادة مباراة عن الأهلي، يريد الفوز ببطولة على الأقل خلال هذا الموسم أو العام، حتى لا يمر عليه عام بلا بطولة ويعتبر فشلاً للإدارة أمام الجماهير.
وكذلك حتى لا يتهم بالتفريط في بطولة بالمتناول أمام جماهيره، لعدم تمسكه باستكمال الدوري المتوقف، ومن هنا تأتي محاولاته الحثيثة تلك وتمسكه باستكمال ذلك الدوري وعدم إلغائه، ويتهم بأنه يهتم بمصلحته فقط دونما الاهتمام بالصالح العام للكرة المصرية، وهذا يفسره البعض بأنه أمر منطقي للغاية.
الزمالك وموسم للنسيان
نفس الأمر ولكن نقيضه هو الذي يدفع الزمالك برئاسة مرتضى منصور، لأخذ جانب المعارضة لقرار الوزير باستكمال الموسم المتوقف، لتعثر موقف الفريق الأبيض بجدول المسابقة وتقديمه مستوى متوسط في النصف الأول منها حتى توقف النشاط شهر مارس الماضي، حيث يقبع الزمالك في المركز الرابع برصيد 28 نقطة من 17 مباراة ولكن مع خصم 3 نقاط من رصيده لعقوبة سابقة.
وبالتالي إذا انتهى موسم الزمالك على هذا النحو سيكون بعيدًا عن دوري أبطال أفريقيا البطولة الأكبر في القارة السمراء، وإذا عاد بالنتائج سيكون من الصعب للغاية منطقيًا إدراك الأهلي في المقدمة وبالتالي خسارة لقب دوري آخر أمام الأهلي المتفوق بالسنوات الأخيرة، سيسبب حزنا إضافيا وغضبا على مجلس إدارة النادي الأبيض من قبل الجماهير، وهو ما يبعدون عنه بموقفهم الأخير هذا.
وهو أيضًا يتهم بأنه يبحث عن مصالحه الخاصة، ولكن هنا ربما اتسقت مصادفة مع المصلحة العامة للكرة المصرية في ظل الظروف الراهنة، ولكن كلا القطبين يتهمان بالبحث عن مصالحهما الخاصة فقط، دون الاكتراث بالكرة المصرية عامة، وهي الآفة الأخطر على الكرة المصرية بالسنوات الأخيرة.