تمكن النجم المصري محمد صلاح، هداف ليفربول الإنجليزي، من تقديم مباراة كبيرة في أول لقاء له منذ التوقف الكبير بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، قبل 3 أشهر من الآن، أمام كريستال بالاس بالجولة الـ31 من البريميرليج، وقاد فريقه للفوز برباعية نظيفة أحرز منها هدفًا وصنع آخر، ليواصل تألقه هذا الموسم ويسجل للمرة السادسة على التوالي بملعب أنفيلد معقل الريدز.
كان ليفربول قد خاض لقاء وحيد منذ العودة من الإيقاف بالجولة الماضية أمام إيفرتون في ديربي الميرسيسايد، وانتهى بالتعادل السلبي دون أهداف، في لقاء شهد تواجد الفرعون على مقاعد البدلاء، ولكن دون المشاركة في حتى دقيقة واحدة بقرار فني من المدرب الألماني يورجن كلوب، قال بعدها أنه سبب فني ليريحه للقاء بالاس الذي تألق فيه بالفعل.
ونستعرض في العوامل الفنية وأسباب هذا التألق الكبير لنجم منتخبنا الوطني، بالإضافة لآراء جماهير الفريق الأحمر، وأيضًا أبرز النقاد والمحللين في إنجلترا لأداء وتألق الملك المصري كما يلقب من قبل جماهير الليفر.
مستوى بدني جيد
ظهر صلاح بمستوى بدني جيد للغاية، ووضح جليًا صحة وجهة نظر المدرب كلوب في عدم المجازفة به في لقاء إيفرتون وإراحته ربما لعدم جاهزيته الكاملة حينها، فاستطاع أن يكمل الـ90 دقيقة من المباراة كاملاً دون ظهور عليه أي إعياء أو إرهاق بدني أو حتى إصابة، ما يعني وصوله لجاهزية بدنية جيدة للغاية.
كما ظهر هذا الاستعداد البدني الكبير في التحامات صلاح وسرعاته المعتادة، وهو ما ظهر بوضوح في لقطة الهدف الذي أحرزه، عندما خادع مدافع كريستال بالاس ومر من ظهره مراوغا إياه وذهب بسرعة للمرمى وأودع الكرة الشباك بشكل رائع، وهذا دليل آخر على جاهزيته البدنية للمباريات بعد فترة طويلة من التوقف.
اقرأ أيضا:
ذكريات معتادة عقب التوقف
الأمر المعنوي والمهم للغاية، وهو عادته السابقة والدائمة مع التألق وإحراز الأهداف عقب العودة من توقف، سواء للإصابة أو لأي أمر آخر مثل الوضع مع جائحة كورونا والتوقف الطويل الأخير، وترك صلاح بصمته بهدف وصناعة آخر ليفي بوعده الدائم لجماهير فريقه عقب كل عودة من توقف.
الجانب المعنوي هذا يضيف كثيرًا لقوة عقلية اللاعب ومدى تطوره ونضجه في الملاعب، ومدى تركيزه الذهني في المباريات التي تلي عودته للمباريات، وهذه صفة يتمتع بها أكبر نجوم العالم خاصة الثنائي ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو نجمي برشلونة ويوفنتوس.
منافس متواضع
ما ساهم كذلك في تألق الفرعون بالأمس، هو ضعف المنافس كريستال بالاس وتواضعه الشديد، فرغم أنه أحد أندية الوسط بالدوري الإنجليزي الممتاز، ولكنه كان في أسوء حالاته بتلك المباراة، وظهر ضعيفًا متراجعًا بشكل كبير، ما سهل مأمورية ليفربول وصلاح نحو التألق وإحراز 4 أهداف وإضاعة مثلهم.
ويبدو أن التوقف أضر كثيرًا بتلك الفرق متوسطة المستوى بالبريميرليج، أكثر من فرق المقدمة التي تمتلك نجوم بإمكانيات وعقلية عالمية، ساعدتهم كثيرًا على الدخول في الأجواء سريعًا عكس الحال بتلك الفرق المتوسطة، التي يزيد مستواها بارتفاع النسق وتلاحق المباريات لكي يكتسبوا الفورمة اللازمة للعب بمستوى عالٍ.
صراع الهداف
الدافع المهم كذلك بعد كل ما سبق لتألقه بالأمس، هو رغبته في الحفاظ على لقبه المفضل آخر موسمين، وهو الهداف الأول للدوري الأقوى بالعالم، حيث فاز بها مرتين متتاليتين الأولى منفردًا والعام الماضي مناصفة مع زميله ماني وأوباميانج مهاجم أرسنال.
ورفع رصيده إلى 17 هدفًا هذا الموسم بفارق هدفين عن متصدر ترتيب الهدافين جيمي فاردي مهاجم ليستر سيتي صاحب الـ19 هدفًا، وبالتساوي مع أوباميانج مهاجم الجانرز بنفس الرصيد 17 هدفًا، مع تبقي 7 مباريات على نهاية المسابقة ستحسم بكل تأكيد هوية الهداف الأول للبريميرليج بين الثلاثي.
إشادة النقاد والجماهير
صلاح نجم محبوب، وهو المعشوق الأول لجماهير ليفربول خلال السنوات الماضية منذ قدومه إلى أنفيلد، وبالتالي مع تألقه يجد إشادة واسعة من كل جماهير الريدز، إضافة على ذلك الجمهور المصري والعربي الذي يشجعه بالفطرة ويدعمه دائمًا في أكبر المحافل، فأشاد الأغلبية بالفرعون من خلال وسائل التواصل الاجتماعي كثيرًا بعد تألقه هذا، وطالبوا المدرب كلوب بعدم إبعاده مرة أخرى عن الملعب كما فعل بالمباراة الأخيرة.
كما نال إشادة أغلب النقاد والنجوم السابقين والمحللين، عقب أدائه بمباراة بالاس وإحرازه لهدف وصناعته لهدف لزميله السنغالي ساديو ماني بلمسة فنية رائعة، كما نال أعلى التقييمات والدرجات مع زميله فابينيو عن تلك المباراة وكانا نجميها الأولين.
اقرأ أيضًا:
وعلى المستوى المحلي، فقد أشاد محمد أبو تريكة نجم الأهلي والمنتخب السابق بأداء صلاح في تلك المباراة، مؤكدًا أنه لاعب من الطراز العالمي وأصبح أعلى من التقييم، فتحركاته دائمًا رائعة وما يفعله صعبًا للغاية فوق أرضية الملعب، رغم أن الجمهور يشاهده سهلاً.
أما رضا عبد العال نجم الزمالك والأهلي السابق، فأكد أن صلاح أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم المصرية تمامًا، وأنه حتى أفضل في المستوى من الثنائي العالمي، الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني، والبرتغالي كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد السابق