قد لا يكفي أن يحقق الإنسان قدرًا عظيمًا من الشهرة والنجاح، كي تطمئن أنه لن يعاني من تلك الأفكار السلبية التي تقود البعض إلى الانتحار، هذه اللحظة التي يتجاهل فيها الإنسان كل شيء تحت وطأة التأثير النفسي السلبي، متخذًا قراره بإنهاء حياته والتخلي عن الأموال والإنجازات والأحباب أيضًا، كرة القدم والرياضة عمومًا ارتبطتا في أكثر من مرة بحوادث الانتحار، بعضها لأسباب عاطفية، وأخرى بسبب الاكتئاب أو حزنًا على وفاة شخص عزيز.
الرياضة كان لها نصيب في قصص الانتحار التي تنوعت أسبابها وعلقت في الذاكرة سنذكر بعضها لكم في هذا التقرير.
لا أستطيع التحمل
في الرابع والعشرين من مايو 2020 عثر فريق الشرطة الصربي على اللاعب ميليان مرادكوفيتش (38 عامًا) منتحرًا برصاصة في منتصف الرأس في شقته بالعاصمة الصربية بلجراد التي يقيم بها برفقة صديقته.
اقرأ أيضًا:
تقارير الشرطة التي بثها الإعلام الصربي كشفت عن بلاغ من صديقة اللاعب التي قالت إنه كان جالسًا في سريره ثم فجأة أمسك بمسدس كان بحوذته وقال: “لا أستطيع التحمل أكثر من ذلك” ثم أقدم على إنهاء حياته، وكان آخر ما نشره اللاعب قبل انتحاره صورة تجمعه مع ابنه اوروش (16 عامًا)، الذي يمارس أيضًا لعبة كرة القدم.
ومن التنمر ما قتل
في الثالث والعشرين من مايو 2020، نشرت المصارعة اليابانية هانا كيمورا (23 عامًا) صورة لها مع قطتها عبر موقع التواصل الاجتماعي “إنستجرام” ودونت: “وداعًا”، وبعدها بلحظات توفيت، ورجح فريق البحث من الشرطة أنه بنسبة كبيرة فإن اللاعبة قد أقدمت على الانتحار الذي لم يكشف عن وسيلته حتى الآن بسبب رسائل التنمر التي تعرضت لها من تعليقات المتابعين.
وكتبت هانا عبر حسابها: “أكثر من 100 تعليق كل يوم تجرحني.. موتي، مقززة، يجب أن تنتهي، لقد صدقت ما قالوه عني أكثر منهم”، وتابعت: “شكرًا أمي على هذه الحياة، لقد كنت راعية طوال حياتي أن أظل خفيفة الظل ومحبوبة من الجميع، شكرًا لمن قام بدعمي، أنا حقا أحبكم، ولكني ضعيفة.. أعتذر لكم”.
خطاب وداع ونهاية أمام قطار
في نوفمبر عام 2009 تعرض المجتمع الألماني لصدمة كبيرة عقب انتحار حارس المنتخب الوطني روبرت إنكه (32 عامًا)، إنكه فارق الحياة عندما دهسه قطار في مدينة نويشتادت الألمانية، وأقرت السلطات حينها بأن كل الأمور تشير إلى أنه حادث انتحار.
عقب البحث عثرت الشرطة على خطاب من “إنكه” يؤكد عملية الانتحار وتم تسريب جزء منه قال فيه: “من الممكن أن أقول بأن هذا خطاب الوداع”.
صرحت أرملة الحارس الألماني أنه كان يعاني من اكتئاب حاد للغاية قبل عدة سنوات، وكان يحاول أن يخفيه حتى لا يؤثر ذلك على حياتهما، وقالت إنها كانت دائمًا تؤكد أنها إلى جانبه، وكانت تعتقد أنها ستستطيع معه التغلب على كل شيء سيء ولكن هذا لم ينجح.
الطبيب المعالج لـ”إنكه” أكد أيضًا عملية الانتحار قائلًا: “كان اللاعب يتلقى العلاج لدي منذ عام 2003 حتى قبل وفاته بفترة قليلة”، وكان “إنكه” قد تعرض لصدمة قبل عامين من انتحاره بعد وفاة ابنته لارا في عمر سنتين بسبب مرض في القلب.
انتحار بالرصاص والسبب مجهول
في أبريل عام 2014 قام اللاعب الروسي إدوارد كوسولابوف (38 عاما) لاعب دينامو موسكو ولوكوموتيف نوفجورود الروسيين بإطلاق النار على رأسه دون معرفة أسباب الانتحار.
و نشر مسئولو ناديه لوكوموتيف نوفجورود عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصحف قائلين : “تلقينا هذه الأنباء المأساوية ، نريد أن نعبر عن خالص تعازينا لعائلة إدوارد”.
الحب القاتل
في عام 2014، وعقب انفصاله عن خطيبته بأربعة أيام فقط، أقدم لاعب الرجبي الإنجليزي أنطوني هيوز (30 عامًا) على الانتحار شنقًا، “هيوز” كان يتوقع أن يتزوج خطيبته في وقت قريب بعد ارتباط وخطوبه دامتا 4 سنوات، لكن خطيبته قررت أن تُنهي المسألة، ليقع بعدها اللاعب الإنجليزي في بحر من الكآبة ويقوم بشنق نفسه.
ألمانيا مجددًا
في عام 2014 أيضًا وبعد صراع كبير مع الاكتئاب، قام اللاعب الألماني أندرياس بيرمان (34 عام) بالانتحار.
اقرأ أيضًا:
كان اللاعب الألماني قد صرح خلال حوارات صحفية بأنه يعاني من مرض الاكتئاب، وقال رئيس ناديه دبرك زينجلر إن اللاعب حاول الانتصار على الاكتئاب ولكن لم يستطع، وأعرب عن صدمته وحزنه وتعاطفه مع أقارب اللاعب.
وهكذا تعددت القصص التي تؤكد أن الانتحار ليس بسلاح تعطله النجومية والشهرة والإنجازات وقطعًا الأموال، وأن الاكتئاب مرض جدي يعظم من مشاعر الحزن لدى الإنسان إذ لا يبقى أمامه سوى إنهاء حياته قتلًا لمشاعره معها، أو أن يتولى طبيب نفسي متمكن رحلة العلاج ويفوت على المريض فرصة ما وُصِف بالحل الدائم لمشكلة مؤقتة “الانتحار”.