تحتفل الأمم المتحدة كل عام بـ “اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب” في السادس والعشرين من شهر يونيو، اليوم الذي أُقِر بواسطة الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 12 ديسمبر سنة 1997، بهدف التصدي لجميع أنواع التعذيب، وبموجب القانون الدولي فالتعذيب جريمة محظورة تمامًا ، ولا يمكن التحايل حولها أو تبريرها في ظل أي ظروف.

وقد يظن البعض أن التعذيب ارتبط عبر التاريخ فقط بالحروب أو باستخلاص المعلومات من الأسرى مثلًا، أو أن الرياضة بمعزل عن هذا الأمر كونها لعبة ترفيه في المقام الأول.

وبإلقاء نظرة أقرب سنجد أن هناك حوادث تعذيب كثيرة، كان أبطالها رياضيون سواء معتدين أو ضحايا، حتى أن الأمور خرجت أحيانًا عن السيطرة لتتدخل حكومات في وقائع تعذيب رياضية.

دانيال كوريا.. تعذيب وقتل

في نهاية أكتوبر من عام 2018 تم العثورعلى جثة دانيال كوريا فريتاس، لاعب فريق ساو باولو البرازيلي، وعليها آثار تعذيب وقد مثل المعتدي عليه بها، إلى جانب قطع رأسه وأجزاء من أعضاءه التناسلية، والفعل الأخير أظهر الدافع من وراء التعذيب، إذ اعترف رجل الأعمال البرازيلي أديسون بيتريس بقتل وتعذيب دانيال بعد أن قام الأخير باغتصاب زوجة بيتريس.

 

دي سوزا.. كهرباء وأعيرة نارية

برناردو فييرا دي سوزا لاعب الوسط البرازيلي في فريق فاسكود ي جاما تم اختطافه في أبريل عام 2013 على يد عصابة تعمل في المخدرات، بعد تورطه مع إحدى صديقات زعيم العصابة، وبعد أن اقتادته الفتاة إلى أحد الأحياء الفقيرة في “كومبيكسو دا ماريه” المسيطر عليها من قبل تجار المخدرات، تم اقتيادهما وانتزاع ملابسهما وتعرضا للضرب والتعذيب بالكهرباء تارة وبإطلاق الأعيرة النارية على الأقدام تارة أخرى، وتم الافراج عنه بعد تدخل عدد كبير من اللاعبين الذين لديهم علاقات بعصابات الاتجار بالمخدرات هناك.

اقرأ أيضًا:

اليوم الدولى لمساندة ضحايا التعذيب.. عشرات المقترحات بمصر في مهب الريح

 

شرار حيدر.. ضحية عربية

شرار حيدر، لاعب خط الوسط العراقي، الذي تحول من لاعب كرة قدم إلى معارض للنظام في العراق بعدما أثار قضية تعذيب لاعبين في فريقه الذي يحمل اسم الرشيد، بأمر من عدي نجل الرئيس صدام حسين بعد أن هُزِموا في عدد من المباريات.

قال “شرار” إنه ضُرب على أسفل قدمه عدة مرات وتم جره وهو عار الجسد على الحصى وإيداعه في المجاري، حيث أُصيب بالجروح والالتهاب نتيجة القاذورات.

وكشف أن زميله وكابتن الفريق راضي شنشل تم ضربه بكابل كهربائي بعد خسارة المنتخب العراقي أمام أوزبكستان وحُرِم من المشاركة في مونديال فرنسا 98، واستطاع “حيدر” الهروب إلى الجزائر خوفًا من بطش القيادة قبل أن يعود في عام 2003 إلى العراق مرة أخرى، عقب الغزو الأمريكي وسقوط نظام صدام حسين.

 

جوهر توكتاش.. صدمة بتركيا

في مايو 2020 تعرض المجتمع التركي لصدمة كبيرة كان بطلها اللاعب جوهر توكتاش، لاعب فريق بورصة يلدريمسبور، الذي قتل ابنه ذو الخمس سنوات.

وكان اللاعب التركي قد أدخَل نجله إلى المستشفى إثر ارتفاع في درجة حرارته ومعاناته من ضيق التنفس، فقام الاطباء بالكشف عليه وتشخيص حالته كإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، ووضع والده في الحجر الصحي، لكن تشوكتاش ناشد الأطباء إسعاف الطفل قبل أن يموت، وبعدما تم توثيق الوفاة نتيجة كورونا بـ 11 يومًا توجه اللاعب إلى الشرطة وكشف عن مفاجأة كبيرة تمثلت بأن فيروس كورونا بريء من وفاة الطفل وأن السبب يعود إلى تعرضه للخنق بواسطة وسادة لمدة 15 دقيقة كاملة، الصدمة الأخرى كانت ضمن اعترافات اللاعب الذي برر فعلته قائلًا: “لم أكن أُحب طفلي منذ ولادته ولهذا السبب قتلته، لست مجنون أنا إنسان طبيعي ولكن ببساطة أنا لا أُحبه“.

 

قطر والإتجار بالبشر

جمال ناصر، لاعب المنتخب القطري لألعاب القوي وضحية من ضحايا الإتجار بالبشر، اعتقل في السجون القطرية لعدة سنوات دون أن يُعرف سبب اعتقاله أو ما هي تهمته، ولم يكن هناك محاكمة حتى وجهت له في وقت لاحق تهمة محاولة الانقلاب على نظام الحكم في قطر.

وتعرض اللاعب لـ12 جلسة تعذيب بالكهرباء في إحدى المستشفيات التابعة لمعتقلات قطرية، وعقب خروجه من المعتقل ترك قطر وسافر إلى الخارج وبدأ يطالب بتعويضات نظير ما حدث له من تعذيب على يد النظام القطري خاصة وأنه لم يتلق أي حُكم ولم تقام ضده قضية.