صعّدت إدارة شركة يونيفرسال لإنتاج الأجهزة الكهربائية ممارساتها ضد عمالها المضربين عن العمل منذ عشرة أيام للمطالبة برواتبهم المتأخرة.
وامتنعت إدارة “يونيفرسال” صباح أمس واليوم عن إرسال أتوبيسات نقل العمال من مساكنهم بالقاهرة والمحافظات إلى مقر الشركة بـ6 أكتوبر. وذلك في محاولة لإجبارهم على كسر إضرابهم. فيما تلقى بعضهم “تهديدات” من الإدارة لمنع نشر أخبار الإضراب على منصات التواصل الاجتماعي بحسب العمال.
وأعلن نحو 3 آلاف عامل بشركة يونيفرسال إضرابا عن العمل في 13 ديسمبر الجاري. وذلك احتجاجًا على “إخلال الإدارة بالاتفاق المبرم بينهما في أكتوبر الماضي”. وهو الاتفاق الخاص بصرف المستحقات المالية المتأخرة للعمال.
ضغوط على عمال يونيفرسال: امنع الأتوبيسات
توجّه العمال صباحا إلى محطات تجمعهم بأحياء القاهرة والمحافظات المختلفة في انتظار أتوبيسات الشركة لنقلهم إلى مصانع يونيفرسال. لكنها لم تأت ما اضطرهم لتأجير سيارات خاصة لتقلهم إلى مقر عملهم.
“عبء جديد نتحمله في ظل عدم تقاضينا رواتبنا. لكننا سوف نستمر في الذهاب للشركة ومواصلة إضرابنا في أماكن عملنا حتى صرف مستحقاتنا”. هكذا يتحدث أحد عمال الشركة لـ”مصر 360″.
ويشير العامل إلى إن نحو ألفي عامل من القاهرة والمنوفية والفيوم والقليوبية وغيرها من المحافظات. ذهبوا إلى الشركة بسيارات خاصة كلفت العامل الواحد من 20 إلى 40 جنيهًا حسب مكان سكنه.
عدم إرسال الأتوبيسات لنقل العمال هي وسيلة ضغط استخدمتها الإدارة خلال إضراب سبتمبر الماضي. لكنها لم تفلح في كسر الإضراب حينها والذي استمر 20 يومًا. قبل أن يتوصل الطرفان في العاشر من أكتوبر الماضي لاتفاق يلزم الإدارة بصرف الرواتب والحوافز المتأخرة للعمال. وذلك على دفعات بجدول زمني حدده محضر الاتفاق. وهو ما لم يتم تنفيذه فعاود العمال إضرابهم في 13 ديسمبر الحالي.
محضر إثبات حالة
توجه العمال إلى قسم شرطة الحي 11 بـ6 أكتوبر لتحرير محضر إثبات حالة. ويضيف العامل: “بعد محاولات طويلة استطعنا تحرير محضر رقم 7772 قسم شرطة ثان 6 أكتوبر. وتضمن المحضر إثبات واقعة امتناع الإدارة عن إرسال الأتوبيسات”.
يشير العمال إلى أن ضابط القسم في البداية امتنع عن تحرير محضر ضد إدارة الشركة. وهذه ليست المرة الأولى لمثل هذا الرفض والامتناع. حيث حاول منذ أيام عامل بالشركة تم فصله تعسفيًا تحرير محضر إثبات حالة. لكنه لم يستطع فاضطر للذهاب إلى النيابة التي أمرت بتحرير محضر بواقعة الفصل.
وتقدم العمال بشكوى إلى مكتب العمل بامتناع إدارة يونيفرسال عن إرسال أتوبيسات نقلهم. وطالبوا بعودتها وصرف بدل الانتقال الذي تكلفوه.
محاولات كسر الإضراب.. وعود وتهديدات
منذ اليوم الأول للإضراب حاولت الإدارة إقناع العمال بفضه. فوعدتهم بصرف راتب شهر نوفمبر ولكن بشرط العودة للعمل وإنتاج 1000 بوتاجاز. وهو ما آثار غضب العمال الذين أصروا على صرف مستحقاتهم كاملة قبل بدء العمل. وذلك حسبما قال العمال لـ”مصر 360″ في تقرير سابق.
واتجهت الإدارة لتهديد العمال بشكل مباشر بالفصل مدعية أن القانون في صفها. فأصدرت قرارًا إداريًا حصلت “مصر 360” على نسخة منه. وجاء فيه: “نظرًا لتعنت العاملين وللظروف الراهنة التي تمر بها الشركة فإن الشركة تهيب بالعاملين فض الإضراب واستئناف العمل. علمًا بأنه في حالة استمرار الإضراب وعدم استئناف العمل ستضطر الشركة إلى تطبيق المادة 69 من قانون العمل واتخاذ إجراءات الفصل لجميع العاملين الممتنعين عن العمل لعدم تطبيق الضوابط الواردة بأحكام المادة 192 من ذات القانون”.
وجاء في القرار: “الشركة تحيط علم العاملين بأن أيام الإضراب سيطبق عليها نص المادة 195 من قانون العمل”. في إشارة إلى احتساب مدة الإضراب إجازة دون راتب. فيما اتبع العمال اشتراطات الإضراب المنصوص عليها في المادة 192 من قانون العمل. حيث أرسلوا في بداية شهر ديسمبر شكاوى وإخطارات إلى رئاسة الجمهورية ووزير القوى العاملة ومجلس الوزراء والنقابة العامة للصناعات الهندسية ومديرية أمن الجيزة. وشرحوا في هذه الشكاوى ما حدث من تراجع الإدارة عن الاتفاق وإبلاغ تلك الجهات ببدء إضراب جديد عن العمل إذا لم يتم صرف راتب نوفمبر بحد أقصى الأحد 12 ديسمبر الجاري. وهي الشكاوى والإخطارات التي حصلنا على نسخة منها نشرناها في تقرير سابق.
تهديدات من نوع جديد تلقاها بعض العمال على “جروبات” الشركة وصفحات التواصل الاجتماعي لوقف نشر أخبار الإضراب. بحسب ما قاله أحد العمال لـ”مصر 360″.
معاناة العمال مع إدارة يونيفرسال
عانى العمال من تأخر رواتبهم منذ سبتمبر الماضي. إضافة لتأخر ثمانية أشهر من الحافز وأكثر من 40 شهرًا من بدل طبيعة العمل. وهذا ما دفعهم إلى تنظيم إضرابهم في 20 سبتمبر الماضي وهو الإضراب الذي انتهى بجلسة اتفاق بحضور محمد سعفان -وزير القوى العاملة.
ونص الاتفاق على التزام الإدارة صرف نصف راتب سبتمبر المتأخر لجميع العاملين في 20 نوفمبر. على أن يتم صرف النصف الآخر من راتب سبتمبر في 25 ديسمبر.
وتضمن الاتفاق التزام الإدارة أيضًا صرف الرواتب بانتظام ودفعة واحدة بحد أقصى في اليوم العاشر من كل شهر بداية من أول نوفمبر. على أن يتم صرف الحافز الجديد من يوم 25 إلى 30 من كل شهر. وكذلك صرف الحوافز المتأخرة وعددها 8 أشهر على دفعات بداية من يناير 2022. وهي الاتفاقات التي يقول العمال إنها لم تنفذ. ما دفعهم لمعاودة الإضراب.
يقول العمال إن تأخر الرواتب تسبب في مشكلات أسرية كثيرة لهم. فالعديد من العمال لم يتمكنوا من سد احتياجات أسرهم ومنها مصروفات المدارس.
مناشدات العمال وأطفالهم
وأرسل العمال أمس عريضة إلى مكتب النائب العام حملت رقم 56451. كما أرسلوا شكوى إلى النقابة العامة للصناعات المعندنية والهندسية لإطلاعها على الإجراءات “التعسفية” التي تتبعها إدارة يونيفرسال ضدهم.
ورفع العمال خلال الإضراب لافتات “أغيثنا يا ريس. عمال يونيفرسال بيوتهم اتخربت”.
وينتشر على جروبات العمال فيديو لابنة أحد العمال حصلت “مصر 360” على إذن من والدها بنشره. وتناشد الطفلة فيه المهندس يسري قطب -رئيس مجلس إدارة الشركة وصاحبها- بصرف راتب والدها قائلة: “بعد إذنك إدي بابا مرتبه عشان ما باروحشي المدرسة بسبب المصاريف”.
وشركة يونيفرسال تعمل في مجال إنتاج الأجهزة الكهربائية المنزلية منذ عام 1984 وتضم 12 مصنعا ويمتلكها ويرأس مجلس إدارتها رجل الأعمال يسري السيد عبد العال قطب. فيما تنتج الشركة بوتاجازات غاز بأنواع متعددة وغسالات “فول أتوماتيك وهاف أتوماتيك وغسالات أطفال”. فضلا عن سخانات غاز بسعات مختلفة. وبحسب الموقع الرسمي للشركة فإن منتجات يونيفرسال تُصدر إلى دول أوروبية وأفريقية وآسيوية.