نجح شياطين الأهلي في التتويج بلقب كأس السوبر الأفريقي، للمرة الثامنة في تاريخ ناديهم والثانية على التوالي. بعد الفوز بركلات الترجيح على الرجاء البيضاوي المغربي، مساء أمس الأربعاء، بنتيجة 6-5، على ملعب أحمد بن علي المونديالي في العاصمة القطرية الدوحة. وبعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق. ليؤكد المارد الأحمر مرة أخرى على أنه عملاق القارة السمراء بكل جدارة واستحقاق، باحتكاره كل البطولات القارية في آخر سنتين.
بادر حميد أحداد بالتسجيل لمصلحة الرجاء في الدقيقة 12. لكن البديل طاهر محمد طاهر منح التعادل للأهلي في الدقيقة 90، ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح، التي حسمت للفريق الأحمر نتيجة (6-5)، بطريقة دراماتيكية.
رغم التأخر أمام الرجاء.. كيف عاد شياطين الأهلي؟
شخصية البطل: بلا شك شخصية الأهلي هي التي أعادت الفريق المعتاد على المرور بتلك الظروف الصعبة طوال تاريخه. فبعدما تأخر لمدة 77 دقيقة بالمباراة أظهر مرة أخرى شخصيته كعملاق لأفريقيا. وفي الوقت القاتل سجل هدف رائع في الدقيقة 90 ثم حسم اللقب لصالحه بركلات الترجيح.
روح وإصرار حتى الدقيقة الأخيرة: يُعرف عن الأهلي عدم استسلامه حتى صافرة النهاية. فقد حاول مرارًا وتكرارًا لإحراز التعادل طوال الشوط الثاني، الذي سيطر عليه بالطول والعرض. ووصل الأمر لأكثر من 70% نسبة استحواذ على الكرة، أمام خصم فضل الارتكان إلى الدفاع فقط، للخروج فائزًا بالهدف المبكر الذي أحرزه بالدقيقة 12. لكنه دفع ثمن ذلك غاليًا مع روح وقتالية وإصرار لاعبي المارد الأحمر على العودة والتعادل. وقد كان لهم ما أرادوا وحققوا الفوز وتوجوا باللقب.
الجانب الفني وتدارك الأخطاء
تعديل موسيماني لأخطائه سريعًا: بعيدًا عن السمات والشخصية والروح، وهي صفات خاصة ومعروفة عن الأهلي طوال تاريخه الكبير وعبر كل أجياله الكروية، يأتي الجانب الفني سببًا واضحًا في تعديل النتيجة والظهور بشكل أفضل بعد أن سُخرت كل الإمكانات من أجل الوصول لمرمى الرجاء. إذ عدل الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني أخطائه في التشكيل الذي بدأ به المباراة سريعًا بين الشوطين.
لقد أدرك قيمة وجود محمد شريف كرأس حربة صريح منذ البداية. كما أنه أخرج المدافع أيمن أشرف وأعاد أفشة لمركز رقم 10 كصانع لعب طبيعي. وأيضًا أعاد بيرسي تاو جناحًا. ليبدأ الأهلي مشوار السيطرة على الملعب ويقدم كرة جيدة وإيجابية. ثم مع تغييراته الأخرى بدخول أحمد عبد القادر بدلاً من حسين الشحات صنع انتعاشة هجومية واضحة. وأخيرًا التبديل الأروع بدخول طاهر محمد بدلاً من المدافع ياسر إبراهيم، ليضغط الرجاء تمامًا في منطقة جزائه. وهو الضغط الذي أدى للانهيار وهدف التعادل القاتل.
صحيح عاب الأهلي الاستعجال والعصبية في كل محاولاته على المرمى. إلا أن التغييرات الحاسمة قلبت الموازين. وصنعت التحسينات والتعديلات الفنية والتكتيكية كل الفارق للأهلي. وزاد من دفع الفريق للفوز دعم الجماهير الكبير طوال المباراة في ملعب أحمد بن علي.
مكاسب عديدة بعيدًا عن الكأس
حقق الفريق الأحمر مكاسب عديدة أمس، منها الفوز بلقب السوبر الأفريقي وتحقيق اللقب، وتعزيز رقمه القياسي كأكثر الفرق تتويجًا باللقب القاري بواقع 8 ألقاب. بينما حصل على مكاسب مادية تبلغ 250 ألف دولار، مكافأة الفوز باللقب القاري، إلى جانب 3 ملايين و250 ألف جنيه مصري من رعاية قميصه في تلك المباراة. وهذا فضلاً عن زيادة عدد ألقاب الأهلي القارية إلى 24 لقبًا، ليستمر في مطاردة ريال مدريد الإسباني، متصدر سباق الأندية الأكثر تتويجًا على المستوى القاري بـ26 لقبًا.
وفي الأخير، عزز الأهلي صدارته لأندية القرن الـ21 في أفريقيا، بوصوله إلى (79) نقطة، يليه الترجي التونسي (65) ثم الوداد البيضاوي المغربي ثالثا (63)، والرجاء (54)، والزمالك في المركز الخامس (47).