عادة ما يكون الدور الأهم والأبرز لمركز المدافع في كرة القدم، هو السيطرة على المهاجمين ومراقبتهم جيدًا والحد من خطورتهم ومنعهم من هز شباك فريقه، وهنا يكون التقييم بين هؤلاء المدافعين لمعرفة الأفضل بينهم في مركزه، ولكن أن يتقن مدافع كل مهامه السابقة ويضيف عليها سجل تهديفي مميز لا يضاهيه فيه إلا بعض المهاجمين الكبار، هو إنجاز أكبر يبرز القيمة الكبيرة لذلك اللاعب.
تلك الأمور تنطبق على المدافع الهداف العصري سيرخيو راموس، قائد ريال مدريد بطل أبطال أوروبا ومتصدر الدوري الإسباني حاليًا، وهو الأقرب لحصد لقبه بفضل أهداف المدافع راموس فقط منذ عودة استئناف المباريات، والتي ساهمت كثيرًا في جمع نقاط للملكي وضعته على الصدارة وبفارق مريح عن أقرب ملاحقيه برشلونة.
اللاعب المنقذ للريال في آخر مباراتين وصاحب الانتصار والست نقاط بهما وبنفس الطريقة عن طريق ركلتي جزاء، رفع رصيده إلى 10 أهداف هذا الموسم، وهو رقم قد لا يصل إليه بعض المهاجمين، كما وصل إلى هدفه المائة بالدوري الإسباني إجمالاً مع إشبيلية والريال، بالإضافة إلى 21 هدفاً آخر مع منتخب إسبانيا، ليصبح مجموع أهدافه 121هدفًا بكل مسيرته، ولذلك نستعرض أبرز المدافعين الهدافين في تاريخ الكرة العالمية على غرار راموس في الآتي:
“المدفعجي” رونالد كومان
النجم الهولندي الذهبي لنادي برشلونة سابقًا، والذي يأتي على رأس هؤلاء المدافعين الهدافين عبر التاريخ، حيث كان لديه حسًا تهديفيًا عالٍ، خاصة مع براعته في تنفيذ الركلات الحرة والجزائية، مما منحه أفضلية كبيرة حتى على بعض المهاجمين الكبار في عصره.
بلغ عدد أهداف كومان رفقة الأندية التي لعب لها طوال مسيرته، إلى 239 هدفاً، كما أحرز 14 هدفًا دوليًا مع منتخب هولندا في مختلف المسابقات، ليحفر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم العالمية وكذلك المدافعين الهدافين.
“القيصر” فرانز بيكنباور
هو واحد ُمن أعظم المدافعين في تاريخ الساحرة المستديرة، واختاره بيليه ضمن أفضل 100 لاعب حي في تاريخ الكرة بكتابه الشهير، امتاز رغم إمكاناته الهائلة كمدافع “ليبرو” ورؤيته الكبيرة للملعب وصناعة اللعب من الخلف، بسجل تهديفي ضخم كذلك، حيث سجل مع ناديه بايرن ميونيخ، 64 هدفًا في 439 مباراة، فضلًا عن إحرازه 14 هدفًا بقميص منتخب ألمانيا، بخلاف أهدافه الأخرى مع أندية هامبورغ ونيويورك كوزموس الأمريكي، ليبلغ إجمالي أهدافه طوال مسيرته الكروية 109 أهداف.
“العملاق” لوران بلان
المدافع الفرنسي العملاق الذي لم يتميز فقد بقدرته الكبيرة على مراقبة أعتى المهاجمين وإبطال مفعولهم، ولكنه تمرد على كل ذلك، وأصبح هدافًا بمعنى الكلمة، ولكن مع دوره بالخط الخلفي لفرقه ومنتخب الديوك.
لوران بلان نجح في تسجيل 125 هدفًا بالتمام والكمال طوال رحلته الاحترافية مع الأندية التي لعب بها، وكان أبرزها مونبلييه، وسانت إيتيان، ومارسيليا، وبرشلونة، وانتر ميلان، ومانشستر يونايتد.
كما قدّم مستويات جيدة مع منتخب فرنسا وتوج ببطولتي كأس العالم 1998 وكأس أمم أوروبا عام 2000، ولديه 16 هدفاً دولياً مع منتخب الديوك، واعتبر أحد أهم المدافعين في تاريخ “الأزرق” عبر العصور.
“القائد العظيم” دانيال باساريلا
يعد الأرجنتيني دانيال باساريلا أحد أكثر المدافعين الهدافين موهبة في التاريخ، خاصة بعد فوزه مع منتخب بلاده الأرجنتين بكأس العالم عامي 1978، و1986، وهو أول لاعب يرفع الكأس الغالية للتانجو على الإطلاق.
وبرز باساريلا مع نادي ريفر بليت، كما تألق في الملاعب الأوروبية مع فيورنتينا وانتر ميلان، وأحرز أهداف عديدة وصلت مجموعها بشكل عام إلى 153 هدفًا، بالإضافة إلى 22 هدفًا مع منتخب بلاده خلال 70 مباراة دولية لعبها.
“الذهبي” فرناندو هييرو
القائد التاريخي لريال مدريد في فترة التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، قدم مستويات خيالية كمدافع رفقة الملكي، وتميز بأهدافه العديدة مثل ما يفعل حاليًا سيرخيو راموس، حيث أحرز للريال 102 هدفًا طوال مسيرته معه و7 أهداف أخرى رفقة عدة أندية لعب لها بعد ذلك قبل الاعتزال، ليسجل اسمه بين هؤلاء المدافعين الهدافين.
أما على المستوى الدولي، مع منتخب إسبانيا فقد بلغ عدد أهدافه 29 هدفًا خلال 89 مباراة، خاضها في مختلف المسابقات ولم يكن من حظه أن يحرز أي لقب عالمي أو قاري مع الماتادور، والذي فك الشفرة بعده في بطولة 2008 باليورو ثم كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.