مطلع عام 1984 أنشئ كيان عرف باسم “كاس – طاس” بمدينة لوزان السويسرية، ليكون معنيا بقضايا التحكيم الرياضي الدولي، يعمل عبر فرعين أحدهما في في نيويورك و الآخر في “سيدني”، وجرت العادة أن تُنشَأ محكمة رياضية مؤقتة كل أربع أعوام في المدينة المستضيفة لدورة الألعاب الأولمبية.
ماهي المحكمة الرياضية؟
هي هيئة شبه قضائية لتسوية النزاعات الرياضية مستقلة عن أي منظمة رياضية أخرى وتابعة مالياً وإداريا للمجلس الدولي للتحكيم الرياضي “ICAS” ، وتتم التسوية فيها عن طريق التحكيم حيث تمتلك المحكمة أكثر من 300 محكم يتواجدون في 87 دولة حول العالم أو الوساطة أو عن طريق عدة قواعد إجرائية تحدث وفقًا لعدة متطلبات مطروحة في قضية معينة.
اقرأ أيضًا:
ويتم تسجيل أكثر من 300 قضية سنوياً ولا يجوز تقديم النزاع فيها إلا بموافقة من الطرفين ويعتبر بمثابة اعتراف بالسلطة القانونية لها، وبالفعل معظم الاتحادات الأولمبية والوطنية للدول معترفة بها في حل النزاعات.
قرارات المحكمة الرياضية
يمكن الطعن علي قرارت المحكمة الرياضية لدى المحكمة الاتحادية السويسرية، ولكن نادراً ما ينجح الاستئناف علي قرارت المحكمة الرياضية، ولكن في حالة نجح الاستئناف فغالبًا يكون ذلك لأنه مقتصرًا على مسائل إجرائية ولا يمس جوهر النزاعات.
التاريخ المصري مع “كاس”
منذ بداية المحكمة الرياضية كان لمصر نصيب كبير من تواجدها سواء بتقديم نزاع أو مقدم فيها نزاع متمثلة في الاتحاد المصري أو أندية ولاعبين مصريين أو فيما بين كل تلك الأطراف.
الأهلي والحضري
في السادس عشر من أبريل عام 2009 أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا قرارًا بإيقاف حارس مرمى منتخب مصر آنذاك عصام الحضري وتغريمه مع ناديه السابق سيون السويسري 900 ألف يورو بسبب هروبه من ناديه الأهلي رغم عدم انتهاء العقد بينهما وكذلك قرار بمنع سيون من التعاقد مع اللاعبين لفترتين انتقاليتين، ورد النادي السويسري و الحارس بتقديم استئناف لدى المحكمة الرياضية وتم قبوله في شهر يونيو من نفس العام وعلى إثره استطاع الإسماعيلي المصري التعاقد بحرية مع عصام الحضري.
حسني عبد ربه والإسماعيلي
في مايو 2008 أقرت المحكمة الرياضية بحق نادي ستراسبورج الفرنسي في ضم اللاعب المصري حسني عبد ربه لاعب نادي الإسماعيلي، وغرمت الدراويش بملبغ 300 ألف يورو بسبب عدم التزامهم ببند الانتقال النهائي في العقد الموقع بين الناديين، وألزمت الفريق الفرنسي بدفع 500 ألف يورو للإسماعيلي قيمة القسط الأخير.
الزمالك وأجوجو
هي أحد أشهر القضايا المصرية في المحاكم الرياضية ويمتد عمرها إلى ثمان أعوام، حيث حصل اللاعب الغاني جونيور أجوجو لاعب الزمالك السابق علي حكم من المحكمة الرياضية بغرامة 12 مليون جنيه نظير تأخر الزمالك في سداد راتبه لمدة 6 أشهر، قبل أن تُخفف العقوبة إلى 8 ملايين فقط، ثم بعد التفاهم تم تخفيف المبلغ إلى 200 ألف يورو، وظل الزمالك يدفع الغرامة عبارة عن أقساط تُسدد حتى وقتنا هذا، ومستمرة رغم وفاة اللاعب نفسه.
الإسماعيلي وعامر شفيع
في موسم 2007/2006 تعاقد الإسماعيلي مع حارس مرمى منتخب الأردن عامر شفيع، وكان في ذلك الوقت مسموحا للأندية المصرية بضم حراس مرمى أجانب لقوائمهم، وفي ليلة وضحاها اختفى عامر شفيع ثم فجأة تلقى الإسماعيلي شكوى من الاتحاد الدولي لكرة القدم وبعدها تم الحكم لصالحه بالحصول على 10 آلاف فرانك سويسري بما يعادل 80 ألف دولار وقتها إضافة إلى خصم ست نقاط من الدراويش عقوبة على تأخير مستحقات اللاعب.
الإسماعيلي وجون أويري
مرة أخرى يمر الدراويش بمحنة مالية ويتأخر النادي في سداد نسبة الوكلاء، فيقوم وكيل اللاعب جون أويري بشكوى الإسماعيلي في المحكمة الرياضية، وبدورها قضت المحكمة بتغريم النادي غرامة قدرها 10 آلاف دولار وخصم 6 نقاط أيضُا من رصيده.
الأهلي وفابيو جونيور
موسم 2011/2010 تعاقد الأهلي مع اللاعب البرازيلي فابيو جونيور في صفقة غريبة الأطوار حيث لم يستفد النادي الأهلي بأي استفادة من انضمام اللاعب، وقام وكيل اللاعب بشكوى الأهلي لدي المحكمة الرياضية مطالبًا بالتعويض لعدم حصوله على أتعابه في جلب اللاعب والمقدرة بـ 100 الف يورو.
الزمالك و أحمد سمير
حكمت المحكمة الرياضية لصالح اللاعب أحمد سمير بالحصول على 8 ملايين جنيه غرامة لتأخر مستحقاته في الصرف من نادي الزمالك، وحاول الزمالك الاستئناف علي العقوبة ولكن قام اللاعب بالطعن على الاستئناف.
الأهلي وكوليبالي
قام اللاعب الإيفواري سليماني كوليبالي بالهروب من القاهرة وقدم شكوى ضد النادي الأهلي أشار فيها إلى سوء المعاملة وتعرضه للاضطهاد، مطالبًا الأهلي بدفع باقي مسحقاته المقدرة بـ 25 ألف دولار، وحتى الآن لم تُغلق تلك الصفحة ومازالت القضية مُثارة.
الزمالك وكهربا
برغم توقيع كهربا مجددًا للزمالك، ولكن قال اللاعب إن الزمالك تأخر في توثيق هذا التعاقد وعلى إثره سافر اللاعب للانضمام لفريق ديسبورتيفو أفيش البرتغالي لفترة 6 أشهر وبعدها انضم للنادي الأهلي الغريم التقليدي للزمالك، ثم قام الزمالك بتقديم شكوى ضد اللاعب والفريق البرتغالي لدى المحكمة الرياضية، ومازالت أيضًا القضية داخل جدران طاس.
اقرأ أيضًا:
مثل تلك القضايا وأكثر تعلق اسمها بجانب مصري أو جانبين، بعضها أخذ فترة قصيرة وانتهى وبعضها مستمر حتى الآن، ولكن في كل الأحوال يبدو أنه قد جرت العادة ألا يمر موسم دون أن تكون اسم مصري ضيفا لدى المحكمة الرياضية الدولية.