أعلن رئيس الوزراء المصري المهندس مصطفى مدبولي، اليوم الثلاثاء، تخفيف الإجراءات الاحترازية التي تم تنفيذها بصرامة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مؤكدًا أن القرارات الجديدة قابلة للتعديل في أي لحظة يثبت عدم فاعليتها أو مساهمتها في زيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا.
وتخفيف الإجراءات الاحترازية، لم يكن توجه مصر وحدها، بل أن أغلب دول العالم اتخذت قرارات مشابهة، بعد حالة التدهور الكبير في الاقتصاد، لتصبح الحماية من فيروس كورونا مسئولية شخصية يتحمل المواطن تبعاتها.
أبرز قرارات اليوم
“مدبولي” أعلن اليوم سلسلة من القرارات المرتبطة بتخفيف الإجراءات الاحترازية، على أن يتم تطبيقها اعتبارًا من السبت المقبل، منها رفع حظر التجوال وفتح المقاهي والمطاعم والنوادي إلا أن القرار يتضمن تشغيلها بقوة استيعابية 25% حتى العاشرة مساءً، مؤكدًا استمرار منع “الشيشة” وغلق النوادي واستمرار تعليق عمل دور المناسبات، فضلا عن رفع الإشغال في الفنادق إلى 50%، ومد عمل المواصلات العامة والنقل الجماعي حتى الساعة 12 صباحًا، وفتح دور العبادة للصلوات اليومية مع استمرار تعليق الصلوات الأسبوعية للمسلمين والأقباط.
اقرأ أيضًا:
كما أكد “مدبولي” أن هذه القرارات ليست نهائية وأنها قيد المراجعة الحكومية بشكل دوري لحين الوقوف على المشهد، وفي حال حدوث أية مشاكل أو تصاعد عدد الإصابات فسيتم العودة للإجراءات الاحترازية بصرامة مجددًا، مؤكدًا أنه لازال يعول على وعي المواطن المصري الذي عليه معرفة أنه في حال عدم التزامه بالتعليمات سيعرض نفسه والآخرين للخطر، لذا فالالتزام بالتعليمات هو تذكرة الأمان الوحيد الممكنة في ظل الأوضاع الراهنة وعلى الجميع تحمل المسئولية المجتمعية.
دول خففت الإجراءات الاحترازية وتحاول السيطرة على “كورونا”
أطل علينا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل شهرين متحدثًا عن الاقتصاد وتأثره بالأزمة العالمية وانتشار فيروس كورونا، مؤكدًا ضرورة تخفيف الإجراءات الاحترازية حتى لا يقع العالم تحت وطأة دمار اقتصادي قادم لا محالة، وحمل الصين تبعات جميع الأزمات التي تحدث في العالم، وذلك لإخفائها حقيقة الإصابات ووجود الفيروس حتى انتشر في جميع دول العالم.
وأكد “ترامب” في جميع خطاباته على ضرورة تحريك عجلة الإنتاج مجددًا، شارحًا مساوئ الأزمة الاقتصادية القائمة وتأثيرها على العالم في المرحلة المقبلة، ومطالبًا بالتعايش مع الفيروس وهو الأمر الذي جعل قطاعًا كبيرًا من المواطنين الأمريكيين يحتجون على تصريحاته خاصة بعد التصاعد الكبير في عدد الإصابات تزامنًا مع هذه الخطابات.
عدد من الدول قامت بإجراءات احترازية مخففة لتعيد الحياة نسبيًا ومنها على سبيل المثال إسبانيا التي بدأت في تنفس الصعداء بعد تراجع عدد إصاباتها بشكل نسبي وهو الأمر الذي بدأ بمدينتي برشلونة ومدريد، معلنة رفع حالة الطوارئ، وبدأت في السماح للمسافرين بالعودة مرة أخرى في إطار إعادة النشاط السياحي مجددًا، وفي بريطانيا بدأت المطارات في استقبال الرحلات المتوقفة منذ ثلاثة أشهر، معلنة أنها ستقوم برفع كامل للإغلاق بداية من 4 يوليو القادم على أن تكون جميع الرحلات داخلية في المرحلة الأولى تأثرًا بالقيود الدولية.
وقرر المغرب استئناف رحلاته الجوية الداخلية بدءًا من الخميس المقبل، وأعلنت الرباط أنها ستقوم بمزيد من التخفيف في إجراءاتها الاحترازية، لتعيد استئناف رحلات الطيران والسكك الحديدية، ووصلت عدد حالاتها إلى 9042 إصابة، تعافى منهم 7999 وسجلت وفياتها نحو 213 شخصًا، بينما أكدت حكومة “دبي” سماحها للمواطنين والمقيمين بالسفر للخارج اعتبارا من اليوم الثلاثاء، فضلا عن عدد من الإجراءات الأخرى في ضوء عودتها للعمل بشكل كامل لتؤكد أنها ستستقبل السياح والزائرين لها اعتبارا من الأسبوع الثاني في شهر يوليو المقبل، واقتربت الإمارات من تسجيل 50 ألف حالة إصابة، تعافى منها 32415 وفارق الحياة منهم 302 حالة.
دول خففت الإجراءات وعدلت عن قرارها بعد زيادة الإصابات
حاول عدد من الدول التعايش مع فيروس كورونا، وفتح الأنشطة الاقتصادية ودور عبادتها، وطالبت هذه الدول من شعوبها التعايش، إلا أن الأمر فشل.
السعودية
كانت منها السعودية والتي أصدرت قرارًا منذ ثلاثة أسابيع بعودتها لحظر التجوال لمدة 15 يومًا من الساعة الثالثة عصرًا حتى السادسة صباحًا، وعلقت الصلاة في المساجد، كما علقت الحضور للعمل في الهيئات والمؤسسات وشركات القطاع الخاص، كما فرضت منع التجمعات لأكثر من 5 أشخاص.
وعادت السعودية مرة أخرى لتعلن انتهاء حظر التجوال بشكل كامل وعودة الحياة وجميع الأنشطة الاقتصادية مرة أخرى مع عدم تجاوز التجمعات البشرية عدد 50 شخصًا.
إيران
تعتبر ايران من الدول التي حدثت لها انتكاسة بعد تخفيفها من الإجراءات الاحترازية على غرار السعودية فبعد إصدارها قرارًا باستئناف الأنشطة الاقتصادية وإعادة فتح الأماكن الدينية لتسجل أعلى عدد لها في الإصابات.
اقرأ أيضًا:
وأعادت إيران فتح الأنشطة الدينية والتجارية خلال فترة عيد الفطر، ومن ثم انتعش الفيروس مرة أخرى، وعانت البلاد من موجة ثانية لكورونا نتيجة هذه الإجراءات، مما جعلها في مصاف الدول الأكثر إصابة في العالم.
تحذير الصحة العالمية
بدورها أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن هناك توجه من عدة دول نحو تخفيف الإجراءات الاحترازية تأثرًا بالركود الاقتصادي والخسائر، التي نتجت عن قرارات الإغلاق في ظل انتشار فيروس كورونا.
وكشفت المنظمة أنها وضعت عددًا من الإرشادات الفنية للدول الراغبة في تخفيف إجراءاتها المرتبطة بمنع وجود المواطنين في الشوارع والتجمعات لتحجيم انتشار عدوى فيروس كورونا وجاءت هذه الإرشادات على النحو التالي:
- دراسة مدى السيطرة على انتشار الفيروس ومدى استيعاب النظام الصحى لتزايد عدد الحالات المتوقع.
- دراسة مدى قدرة مقدمي النظام الصحي على مواجهة التحول الكبير في اتاحة فرص انتقال الفيروس.
- معرفة أسباب انتشار الفيروس وتتبعه لمحاصرة المناطق التي ينتشر فيها مع منع التواجد في الأماكن المغلقة والتي يصعب تطبيق التباعد الاجتماعي فيها كالسينمات والمسارح والمطاعم والمواصلات العامة والملاهي الليلية.
- زيادة التباعد الاجتماعي في الأماكن المزدحمة كالمواصلات والمدارس والجامعات.
- الالتزام بإجراءات الحماية الشخصية ومنها التباعد الاجتماعي وغسل الأيدي مع تشجيع العمل من المنزل.
- تتبع مصدر الحالات التي تنشر الفيروس والتعامل مع العائدين والمسافرين من الخارج بالعزل والحجر.
- التوعية الدائمة للمواطنين بإجراءات الحماية والسلامة الشخصية وامداد المواطنين بالمعلومات الصحيحة لتجنب الشائعات.
- وناشدت منظمة الصحة العالمية يع الدول بجعل حماية السكان والمجتمع أساس قراراتهم وإعادة العمل في المناطق الأقل كثافة مع الالتزام بالإرشادات التي تُعلن من قبل المنظمة بشكل دورى حرصًا على الصحة العامة والسيطرة على الوضع الوبائي.