أصبحت أيام الدولي الفرنسي عثمان ديمبلي معدودة بين صفوف برشلونة الإسباني. خاصة بعد تصريحات تشافي هيرنانديز مدرب البارسا وماتيو أليماني المدير الرياضي بضرورة رحيله عقب مماطلته في تجديد عقده. وبذلك يكون اللاعب قد كلف ناديه خسارة في قيمته السوقية تتجاوز 100 مليون يورو وسنتين من الغياب عن المستطيل الأخضر.
العلاقة بين الطرفين وصلت بحسب جميع المؤشرات إلى طريق مسدود. وذلك بعد توقف مفاوضات التجديد. ما جعل النادي يطالبه بالرحيل فورًا قبل انتهاء فترة الانتقالات الشتوية الحالية. للحصول على مقابل مادي بدلاً من خسارته مجانًا في فترة الانتقالات الصيفية القادمة.
صفقة ديمبلي.. كراهية وخذلان وصفقة فاشلة
اكتسب اللاعب كراهية الجميع في النادي الكتالوني من جماهير وإدارة وجهاز فني. حيث قال تشافي خلال المؤتمر الصحفي لمباراة فريقه أمام أتلتيك بلباو الأسبوع الماضي: إما أن يجدد أو سنبحث عن مخرج له. ولا يوجد احتمال آخر. إنه أمر مؤسف لأنني اعتمدت عليه في كل دقيقة متاحة منذ أتيت.
بينما هاجم ماتيو أليماني اللاعب قائًلا: قدمنا أكثر من عرض لكن اليوم نعرف تمامًا أن ديمبلي لا يريد الاستمرار مع النادي. وطلبنا منه المغادرة بأسرع وقت. نريد الإبقاء على لاعبين ملتزمين في الفريق وديمبلي عكس ذلك تمامًا.
وكان النجم الفرنسي الأعسر قد انتقل إلى برشلونة مطلع موسم 2017/18 بصفقة قياسية بلغت 140 مليون يورو. ليكون بذلك ثاني أغلى لاعب في العالم بعد البرازيلي نيمار الذي رحل إلى باريس سان جيرمان في العام ذاته.
ولم تتم صفقة انتقال ديمبلي للفريق الكتالوني بسهولة. إذ تمرد اللاعب على ناديه دورتموند بعد أن رفض النادي الألماني العرض الأول من برشلونة. وغاب عن التدريبات بشكل متواصل لمدة أسبوعين قبل رحيله.
وقال بيتر بوش مدرب دورتموند حينها: لا أعلم سبب غياب ديمبلي. لا يزال لاعبًا لدينا. النادي رفض عرض برشلونة لأنه لا يناسب تطلعاتنا.
ديمبلي وعامان من الغياب
خلال مواسم ديمبلي الخمسة في “كامب نو” تعرّض اللاعب لأكثر من 14 إصابة مختلفة. تسببت في غيابه عن 102 مباراة بمختلف المسابقات مع ناديه. حيث استغرق ديمبلي 695 يومًا للتعافي من إصاباته مع الفريق.
ومع احتساب العقوبة التي حصل عليها جراء حصوله على بطاقة حمراء خلال موسم 2019-2020 في “الليجا” والتي كلفته عدم الوجود لمباراتين و23 يومًا يكون مجموع غيابه عن برشلونة منذ انضمامه 718 يومًا و 104 لقاءات. أي ما يقارب عامين كاملين من 4 أعوام ونصف قضاها داخل جدران النادي.
وبلغت أكبر فترة غياب متواصلة لديمبلي 191 يومًا من 4 فبراير 2020 حتى 13 أغسطس 2020 بسبب إصابته في العضلة الخلفية. والتي تكررت 6 مرات منذ انضمامه لإسبانيا كأكثر مكان أصيب به اللاعب.
وأثرت فترات الغياب الكثيرة هذه بالإضافة إلى مستوى اللاعب المتذبذب على قيمته السوقية التي هبطت 110 ملايين يورو. لتصبح قيمته الحالية 30 مليون يورو فقط وفقًا لموقع “ترانسفير ماركت”.
ولعب ديمبلي مع برشلونة 129 مباراة في جميع البطولات “7508 دقائق” مسجلًا خلالها 31 هدفًا وصنع 23. وحصل على 10 بطاقات ملونة منها بطاقة حمراء واحدة.
نجوم تشعل ميركاتو البارسا لتعويض “ديمبلي”
الخيارات أمام نادي برشلونة تبدو واعدة للغاية لتعويض “ديمبلي”. حيث يوجد كثير من اللاعبين بجودة من جيدة جدًا إلى عالية يمكن أن يتعاقد مع أحدهم ليحل محله. سواء فيما تبقى من فترة الانتقالات الحالية أو القادمة وجميعهم أسعار انتقالهم تبدو في متناول مسؤولي النادي.
البرازيلي رافينا لاعب ليدز يونايتد الإنجليزي أصبح واحدًا من أفضل لاعبي ليدز يونايتد منذ قدومه من نادي رين الفرنسي في 2020. حيث أصبح اللاعب المفضل لدى جماهير النادي. ويعتبر رافينا جناحًا أيمن بشكل أساسي ومع ذلك لديه قدرات كبيرة في اللعب بالجناح الأيسر ويتميز بأسلوبه الهجومي المباشر خاصة في الهجمات المرتدة.
كما يعد أيضًا واحدًا من أفضل المراوغين في الدوري الإنجليزي مع قدرته على التسديد من المسافات البعيدة بدقة. وهي سمات يحب معظم المدربين رؤيتها من اللاعبين الموجودين على الأجنحة. حيث سجل 8 أهداف و11 تمريرة حاسمة في موسمه الأول. بينما سجل 8 أهداف هذا الموسم من 18 مباراة بنسبة 44%.
فرصة تراوري
ونتيجة لهذا الأداء أصبح اللاعب هدفًا أساسيًا للمدرب يورجن كلوب -مدرب ليفربول- ليكون بديلاً لهدافه المصري محمد صلاح حال انتقاله لناد آخر. بالإضافة إلى فرق مانشستر سيتي وتوتنهام وتشيلسي، ومن ثم فإن المراهنة عليه لتعويض ديمبلي أمر لا يمكن تجاهله.
الإسباني أداما تراوري لاعب ولفرهامبتون الإنجليزي يعد أحد أكثر الأجنحة فاعلية وجَودةً في الدوري الإنجليزي. وقد تطور أداؤه كثيرًا رفقة الفريق الإنجليزي الذي يلعب له من 2018، وقد اشتهر اللاعب بسرعته الفائقة وقوته البدنية المذهلة.
وغالباً ما يصنف اللاعب على أنه جناح تقليدي. ويتضمن أسلوبه عمومًا إجراء تمريرات على الجناح وتقديم عرضيات داخل منطقة الجزاء. ورغم أن تمريراته تحتاج إلى أن تتحسن فإنه أحد أفضل المراوغين في الدوري. حيث تمكن خلال هذا الموسم حتى الآن من إكمال 38 مراوغة بنجاح بنسبة 9.8 لكل 90 دقيقة! وهو ما يتفوق به على أكثر من 10 فرق في الدوري مجتمعة. حيث تمكنه قوته من الالتحام بفاعلية مع المدافعين، بينما تضمن سرعته أنه دائمًا ما يصل إلى الكرة أولاً.
وقد أصبح اللاعب خلال الموسم الحالي هدفًا بارزًا للعديد من الأندية الكبرى، وعلى رأسهم نادي توتنهام الذي بدأ بتقديم عرضه بالفعل واقترب من حسم الصفقة نهائيًا، وبالنسبة إلى أن عقد اللاعب الذي ينتهي في العام المقبل فإن النادي لن يمانع في إطلاق سراحه لمن يطلبه، وسيكون تراوري أكثر سعادة بالعودة إلى مسقط رأسه مدافعًا عن ألوان نادٍ كبير بحجم برشلونة من الباب الكبير مرة أخرى، بديلاً قويًا عن عثمان ديمبلي لأنه أحد خريجي أكاديمية لا ماسيا العريقة.
برازيلي يعوض ديمبلي
البرازيلي أنتوني دوس سانتوس لاعب أياكس الهولندي: يبلغ 21 عامًا. وهو مع النادي الهولندي منذ صيف 2020، ويعتبر من المواهب المتألقة بشدة في الدوري الهولندي. حيث يتميز بقدرته على المراوغة في المواجهات الفردية. فخلال الفترة التي قضاها مع النادي تمكن من تسجيل 19 هدفًا وتقديم 15 تمريرة حاسمة. كما ظهر لأول مرة مع المنتخب البرازيلي العام الماضي وخاض 5 مباريات دولية.
ونظرًا إلى جودته وتألقه وعمره أصبح اللاعب محط أنظار العديد من الأندية الكبرى. والتي تبحث عن لاعب شاب في مركز الجناح يتم إعداده لخلافة لاعبي الأجنحة الحاليين. بالإضافة إلى قيمة انتقاله البالغة 35 مليون يورو فإنه من المتوقع أن يكون خيارًا رائعًا ليحل محل ديمبلي في برشلونة. حيث لدى اللاعب طريق طويل ليقطعه في مسيرته. وسيستفيد بشكل كبير من تعليمات ونصائح المدرب تشافي، الذي هو في طريقه لبناء فريق جديد في البلوجرانا من الشباب في مسعى لتكرار نجاح تجربة جوارديولا.
الإيفواري نيكولاس بيبي لاعب أرسنال الإنجليزي: انضم إلى فريق أرسنال عام 2019 بمبلغ 72 مليون جنيه إسترليني، ما جعله من أغلى الانتقالات التي قام بها النادي اللندني حتى الآن. وقد كانت التوقعات نحوه عالية في إحداث الفارق في تشكيلة المدرب لقدراته العالية في المراوغة والتسديد وتنفيذ الركلات الحرة.
إلا أنه لم يقدم المردود المتوقع ثم وجد نفسه خيارًا احتياطيًا بعد الإنجليزي الشاب بوكايو ساكا الذي أصبح الخيار المفضل للمدرب ميكيل أرتيتا كجناح أيمن. ولكن مع تألقه اللافت في بطولة الأمم الإفريقية المقامة حاليًا في الكاميرون ومساهماته البارزة في تأهل منتخبه إلى مرحلة المباريات الإقصائية قد يجعل النادي يفكر في بيعه بسعر معقول إلى برشلونة إذا طلبه. خاصة أنه يلعب في نفس مركز ديمبلي.
وجهات محتملة لديمبلي
صحيفة “ماركا” الإسبانية في تقرير لها، حددت الخيارات المتاحة أمام ديمبلي للانتقال إليها، وقد شكلت 5 أندية محتملة له بالميركاتو الحالي.
تشيلسي الإنجليزي: لقد تزامن اللاعب بالفعل مع توماس توخيل في الفترة التي قضاها في بوروسيا دورتموند وهي إحدى أكبر المزايا، ومع ذلك يلعب تشيلسي الآن بأسلوبه الخاص وهو أسلوب لا يتناسب تمامًا مع صفات عثمان ديمبلي.
نيوكاسل الإنجليزي: هناك الكثير من الحديث عن تعزيزات نيوكاسل للموسم المقبل بعد الاستحواذ السعودي على ملكية النادي، ويمكن أن يقنع ديمبلي باللعب مع الفريق الإنجليزي، لكن واحدة من المشاكل هي على وجه التحديد الوضع الحالي للفريق حيث يحتل “الماكبيس” المركز 18 في جدول الترتيب ويصارع من أجل البقاء بالبريميرليج.
يوفنتوس الإيطالي: قد يسهل وضع الفريق بعد رحيل كريستيانو رونالدو وإصابة كييزا وصول ديمبلي إلى يوفنتوس، ومع ذلك هناك شكوك حول اللاعبين الذين يلعبون بالفعل على الجناح في صفوف البيانكونيري، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يلعب التجديد المحتمل لـ ديبالا دورًا ضد قدوم ديمبلي.
باريس سان جيرمان الفرنسي: هو خيار حقيقي آخر لديمبلي، فالرحيل المحتمل لكيليان مبابي سيترك مجالاً لنجم آخر، وفي باريس سيعود ديمبلي لموطنه وهو ما قد يساعده على الظهور بأفضل مستوياته.
مانشستر يونايتد الإنجليزي: يمر مان يونايتد بوضع متذبذب وهناك احتمالية لرحيل إدينسون كافاني وأنتوني مارسيال، وقد يسعى الشياطين لتعزيز هجومي بضم ديمبلي، ولكن هناك أيضًا نقاط ضد احتمال وصول مهاجم برشلونة إلى يونايتد.