هي مواجهة كلاسيكية بلون القارة السمراء، بين أكبر منتخبين توجا بلقب كأس الأمم الأفريقية عبر العصور. مصر أمام الكاميرون على أرضها ووسط جمهورها في نسخة الكان 2021، المقامة حاليًا على أرض الأسود. وذلك في الدور نصف النهائي بالملعب الأوليمبي بالعاصمة ياوندي، في مباراة من العيار الثقيل، أشعل فتيل إثارتها مبكرًا صامويل إيتو رئيس الاتحاد الكاميروني بوصفها “حرب”. ومن المنتظر أن يواجه الفائز منها السنغال بالنهائي يوم الأحد المقبل.
ويواجه المنتخب المصري عقبة جديدة اليوم في حملته نحو التتويج بلقب كأس الأمم للمرة الثامنة في تاريخه. فيما يبحث الكاميرون عن نجمته السادسة بالكان. وهو لقاء أيضًا يحمل الطابع الثأري للفراعنة -الممثل الوحيد للكرة العربية- في المربع الذهبي للبطولة، بعد هزيمته في آخر مواجهة رسمية مع منتخب الكاميرون، عندما خسر أمامه 1 / 2 في المباراة النهائية لنسخة المسابقة التي استضافتها الجابون عام 2017.
مصر ورقم قياسي نادر بالكان
يرى كثيرون أن الفائز من لقاء المنتخبين سيتوج بتلك النسخة من البطولة. خاصة وأنهما المنتخبان الأكثر نجاحًا في أمم أفريقيا. وهذا اللقاء هو الـ11 بينهما في البطولة وهو الأكثر تكرارًا في تاريخهما بالاشتراك مع مباراة منتخبي مصر وكوت ديفوار، اللذين تواجها في نفس العدد من اللقاءات بالبطولة. لكن هذه المباراة بين مصر والكاميرون هي الأولى بينهما بالدور نصف النهائي في المسابقة.
تأهل المنتخب المصري للمرة الـ16 للدور قبل النهائي، لينفرد بالرقم القياسي، كأكثر المنتخبات ظهورًا بالمربع الذهبي في تاريخ المسابقة. بعدما فض شراكته مع نظيره النيجيري وذلك عقب فوزه الماراثوني 2 / 1 على نظيره المغربي. ذلك بعد التمديد في المواجهة العربية الخالصة، التي جرت بينهما بدور الثمانية يوم الأحد الماضي.
مصر في حالة جيدة رغم الإصابات
تدور المواجهة وسط أجواء مشتعلة، بعدما أطلق صامويل إيتو رئيس الاتحاد الكاميروني تصريحات نارية. إذ اعتبر المواجهة بمثابة الحرب، ورد عليه كيروش مدرب الفراعنة بأن كرة القدم ليست حربًا، وأن موت المشجعين على بوابات الملعب هي الحرب.
ويعاني منتخب مصر من غيابات مؤثرة بعد انتهاء مشوار أحمد حجازي مدافع اتحاد جدة السعودي. وذلك لإصابته في العضلة الضامة. وبذلك يلحق بالثنائي محمد الشناوي حارس المرمى وأكرم توفيق. بخلاف إيقاف مروان داوود الظهير الأيسر البديل مباراتين لأسباب تأديبية من الكاف.
ويبقى مركز حراسة المرمى الصداع الأكبر في رأس كيروش. بعدما أصيب الشناوي ثم محمد أبوجبل الحارس البديل في العضلة الضامة. لكنه يحاول اللحاق بالمباراة أو سيكون محمد صبحي حارسًا لعرين الفراعنة.
يفاضل كيروش بين الثنائي محمود علاء ومحمود الونش لقيادة خط الدفاع إلى جانب محمد عبد المنعم. ويضع المدرب البرتغالي رهانه على تألق قائده محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي وأهم مفاتيح لعب الفراعنة، من أجل تحقيق الفوز على الكاميرون.
صلاح سرق الأضواء في مباراة المغرب، بعدما سجل هدف التعادل وصنع هدف الفوز. قدم صلاح مستويات رائعة، وهو ما أعطى الثقة للجماهير المصرية في الأداء الهجومي للفراعنة. رغم أن ثنائي الخط الأمامي عمر مرموش ومصطفى محمد لم يسجلا إلى الآن.
الكاميرون جاهزة فنيًا لتحدي مصر
المنتخب الكاميروني هو الآخر يراهن على توهج هدافه فينسنت أبوبكر نجم نادي النصر السعودي، وهداف الكان إلى الآن. ويحمل معه رصيد 6 أهداف كما أنه يسعى لهز شباك الفراعنة مثلما فعل في نهائي نسخة 2017.
أبوبكر يصنع دويتو مميزًا مع زميله كارل إيكامبي مهاجم ليون الفرنسي. وهو ما يزيد من صعوبة مهمة دفاع الفراعنة بخلاف تألق لاعب خط الوسط زامبو أنجويسا لاعب وسط نابولي الإيطالي.
ويبحث حارس المرمى أندريه أونانا عن التألق أمام الفراعنة، والمساهمة في الخروج بشباك نظيفة. ذلك لمساعدة الأسود على الخروج بتذكرة التأهل للمباراة النهائية.
وتبدو جميع الأوراق الرابحة لدى المنتخب الكاميروني جاهزة تمامًا للمباراة. غير أن القلق أيضًا ينتاب العديد من جماهيره. لاسيما وأنه لم يواجه أيًا من منتخبات الصفوة في القارة السمراء إلى الآن. وستكون مواجهة المنتخب المصري بمثابة أول اختبار حقيقي للفريق.
هناك مواجهة برتغالية خارج الخطوط بين كارلوس كيروش المدير الفني للمنتخب المصري، ونظيره في المنتخب الكاميروني توني كونسيساو. وهي المواجهة الأولى بينهما.
لغة الأرقام تنصف الفراعنة على الأسود
وفقًا للغة الأرقام، يمتلك منتخب مصر تفوقًا ساحقًا في مواجهاته المباشرة مع نظيره الكاميروني على الصعيدين الرسمي والودي. إذ التقيا في 27 لقاءً، حقق فيها المصريون 15 فوزًا مقابل 6 تعادلات و6 انتصارات للكاميرون.
وعلى الصعيد الرسمي، التقى المنتخبان في 13 مباراة، كان الفوز من نصيب منتخب مصر في 7 لقاءات، مقابل 4 انتصارات للكاميرون، بينما تعادلا في لقائين. فيما على صعيد اللقاءات العشرة السابقة بين المنتخبين في أمم أفريقيا، كان التفوق أيضًا لمنتخب مصر، الذي فاز في 5 لقاءات مقابل 4 انتصارات للكاميرون، بينما خيم التعادل على لقاء وحيد.
ويأمل منتخب مصر في الحفاظ على سجله خاليًا من الخسارة في الدور قبل النهائي للمباراة السابعة على التوالي. حيث ترجع آخر هزيمة لمنتخب الفراعنة في المربع الذهبي إلى نسخة المسابقة عام 1984 بكوت ديفوار، حينما خسر بركلات الترجيح أمام منتخب نيجيريا، ليبدأ بعدها سلسلة الفوز المتتالي في هذا الدور، الذي بدأه عام 1986 بالفوز على المغرب، ثم التغلب على بوركينا فاسو عام 1998، والسنغال (2006) وكوت ديفوار (2008) والجزائر (2010) وبوركينا فاسو (2017).
كما سيكون هذا هو اللقاء التاسع الذي يجمع منتخب مصر بمنتخب البلد المضيف لأمم أفريقيا. حيث كانت نتائج منتخب الفراعنة في المباريات الثماني الماضية 4 انتصارات مقابل 3 هزائم وتعادل وحيد.
ويلعب الفائز من هذا اللقاء في المباراة النهائية التي تجرى يوم الأحد المقبل، مع منتخب السنغال الذي فاز بثلاثية مقابل هدف على بوركينا فاسو مساء أمس الأربعاء في مواجهة نصف النهائي الأول. بينما يلعب الخاسر في لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع أمام بوركينا يوم السبت المقبل، بعد تقديم موعده 24 ساعة، في سابقة غريبة من نوعها.