يقدم منتخب مصر الأول ملحمة خاصة على الأراضي الكاميرونية في بطولة كأس أمم أفريقيا 2021. وذلك بعدما تخطى 3 منتخبات عظيمة من القارة السمراء تواليًا ولعب 120 دقيقة بكل مباراة وفاز بهم جميعًا. ليؤكد سطوته وسيطرته الكاملة على أفريقيا بدون أدنى مجال للشك، كان آخرها أمام الكاميرون صاحب الأرض والجماهير في واحدة من أبرز مباريات الفراعنة بالفترة الأخيرة وبالبطولة الحالية إجمالاً.
ليضرب موعدًا ناريًا أمام السنغال في نهائي المسابقة الأحد المقبل. ليكون بمثابة النهائي الرابع على التوالي بعد تخطي كوت ديفوار في ثمن النهائي ثم المرب بدور الثمانية وأخيرًا الأسود أمس الخميس بالدور قبل النهائي.
مواجهة أسود التيرانجا ستكون لها طابع خاص، كونها نفس المواجهة التي تؤهل مصر لكأس العالم 2022 بقطر. بعد أن أوقعت قرعة المواجهة الحاسمة المنتخبين في مواجهة بعضهما البعض شهر مارس المقبل. لتكون السنغال هي بطاقة عبور الفراعنة للقب القاري الغائب منذ 12 عامًا وكذلك الوصول للمونديال العالم. للمرة الثانية تواليًا في حدث استثنائي لم يحدث بتاريخ الفراعنة من قبل.
تأهل مصر على الكاميرون بكل الصعوبات خاصة أرضية الملعب السيئة و”فجور” الحكم الجامبي باكاري جاساما. الذي بذل كل مساعيه ليمنح الكاميرون بطاقة العبور للمباراة النهائية. بعد تصريح صامويل إيتو رئيس الاتحاد الكاميروني الغريب بأنها مباراة تشبه الحرب للأسود غير المروضة.
لكن المنتخب المصري تغلب على كل هذه المعوقات والصعاب ورد على إيتو والجميع في الملعب. وفاز عن جدارة واستحقاق بركلات الترجيح 3-1 عقب انتهاء الوقت الأصلي والأشواط الإضافية بالتعادل السلبي بدون أهداف. في لقاء كان الأفضل فيه إجمالاً من كافة النواحي الفنية والبدنية والتكتيكية للمدرب الرائع كارلوس كيروش. ونستعرض بالنقاط الآتية أسباب ذلك الفوز الثمين.
كيروش.. مرة أخرى رجل المواعيد الصعبة!
أكد البرتغالي المخضرم كارلوس كيروش مدرب منتخب مصر. مرة أخرى أنه رجل المواعيد الصعبة بكل جدارة واستحقاق وقدم مباراة مثالية من كل شيء تشكيل وتكتيك وجانب خططي وبدني وإدارة رائعة لأحداثها بالتغييرات. قاد به الفراعنة للمباراة النهائية بعد مشوار ماراثوني استمر لمدة 360 دقيقة في 3 مباريات متتالية أمام أكبر منتخبات القارة السمراء كرويًا.
ورغم فقد منتخب مصر في هذه المباراة خدمات صخرة الدفاع أحمد حجازي بعد تعرضه للإصابة في مباراة المغرب بدور ربع النهائي. إضافة إلى غياب محمد الشناوي حارس المرمى المصاب وأكرم توفيق من أول مباراة للرباط الصليبي. بالإضافة للعب محمد أبو جبل وهو متحامل على إصابته كما أصيب عمرو السولية بين شوطي اللقاء ليزداد الطين بلة على منتخب الساجدين. لكنهم كانوا رجالاً وعلى قدر المسؤولية وقدموا مباراة قتالية خاصة وصنعوا كل المجد بالصعود للنهائي رغم كل الظروف المعاكسة.
حيث قدم منتخب مصر طول الأشواط الـ4 أداءًا مميزًا. وتمكنوا من امتصاص حماس لاعبي الكاميرون الذين أظهروا شراسة هجومية في بعض الأوقات ولكن بدون هز شباك الحارس المتألق أبو جبل.
دفاع مصر الصلب وتغييرات إيجابية
اِمتاز منتخب مصر طوال اللقاء بالتنظيم والصلابة الدفاعية للرباعي الخط الدفاعي عمر كمال ومحمد عبد المنعم وحمدي الونش وأحمد فتوح. ونجحوا في إخماد ثورة مهاجمي الكاميرون والتصدي للركنيات الخطيرة التي هددت مرمى أبو جبل في أكثر من لقطة.
وظهرت خطورة منتخب الكاميرون في الكرات العرضية، إلا إن نجوم الفراعنة تألقوا ومرت هذه الكرات بسلام على مرمى جابسكي. الذي تصدى لها ببراعة وكان في الموعد كما عودنا جميعًا بأداء ثابت وهادئ ومطمئن للجميع بشكل رائع.
كما صنع كيروش باقي الملحمة بتغييرات أكثر من رائعة وإيجابية إلى حد كبير، بدخول محمود تريزيجيه بدلاً من المصاب عمرو السولية إضافة إلى مهند لاشين بدلاً من محمد النني ورمضان صبحي بدلاً من عمر مرموش فهذه التبديلات نشطت الناحية الهجومية في الشوط الثاني، وظهرت فعالية المنتخب المصري على عكس أول 45 دقيقة.
وتعرض كيروش للطرد قبل لحظات من نهاية الشوط الثاني بسبب احتجاجه على قرارات الحكم باكاري جاساما، بسبب تدخلات لاعبي الكاميرون العنيفة على نجوم الفراعنة دون أن يحرك ساكنًا ومساعدته الفجة للفريق المضيف لكي يتقدم في النتيجة ويحقق الفوز على حساب بطل القارة التاريخي.
إجادة كبيرة لركلات الترجيح
بات واضحًا أن عناصر منتخب مصر تدربوا جيدًا على ركلات الترجيح بداية من الحارس أبو جبل وصولاً إلى اللاعبين المسددين لها، فقد كان الجميع على مستوى الحدث في التحدي الصعب، وذلك في مرتين أمام كوت ديفوار بثمن النهائي أول مرة وثانيًا أمام الكاميرون مساء أمس بجدارة كبيرة.
وسجل للفراعنة أحمد سيد زيزو المتخصص في تسديد ركلات الجزاء، وقلب الدفاع المميز محمد عبدالمنعم، والبديل مهند لاشين لاعب وسط المنتخب المصري، واستطاع جابسكي أن يخطف الأنظار ثانية ويكون بطل الركلات الترجيحية بعدما تصدى لركلتين من نجوم الكاميرون لينقل مصر إلى نهائي كأس أمم إفريقيا لمواجهة السنغال يوم الأحد المقبل.