لم تكن خسارة ريال مدريد بطل أوروبا التاريخي والقرن الأوروبي أمام باريس سان جيرمان ببطله المخيف مبابي مساء الثلاثاء في ذهاب ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا بالعادية. فرغم أنها بهدف نظيف وجاء بالدقائق الأخيرة بعد صمود عظيم من حارس الريال تيبو كورتوا وخط الدفاع والوسط أمام المد الباريسي القوي هجوميًا فإنها كانت في مجملها مذلة للعملاق الأوروبي وأظهرته قزمًا فنيا أمام فريق الأموال القطري المدجج بنجوم العالم.
فعلى غير العادة للفريق الملكي الإسباني الأشهر حول العالم ظهر ضعيفًا ومخترقًا بسهولة. ولولا براعة حارسه وبعض الحظ لنال هزيمة تاريخية في ملعب الأمراء بعاصمة النور باريس.
وتبقى مباراة العودة ملاذ الميرينجي وجماهيره لتعويض هذه الهزيمة المشينة وفرصة للصعود لربع نهائي دوري الأبطال وإثبات أنه ما زال زعيمًا للقارة العجوز. وتلك البطولة التي رفع كأسها 13 مرة سابقًا.
التعادل الذي كان قاب قوسين أو أدنى من اللوس بلانكوس كان سيعتبر بمثابة الانتصار بكل تأكيد. خاصةً أن الفريق لم يسدد طوال اللقاء أي كرة بين القائمين والعارضة. إذ كان الفريق ككل باهتا إلى حد كبير. وربما كان قد خرج بنتيجة كارثية ومدوية لولا تعملق حارسه البلجيكي الكبير.
فوز مستحق بكل جدارة
العدالة الكروية تحققت بالفعل في ملعب حديقة الأمراء بفوز باريس سان جيرمان. رغم استحقاقه الفوز بأكثر من هدف. لكن الظلم في هذه العدالة أن يكون تيبو كورتوا خاسرًا في هذه الليلة. بعد المباراة المثالية التي قدمها البلجيكي مدافعًا عن عرينه.
ورغم أن باريس سيطر على المباراة بالطول والعرض فإن أنشيلوتي وجمهور الريال كانوا في راحة دومًا. ولم لا وهناك جدار يقف في المرمى اسمه كورتوا. البلجيكي تصدى لأهداف محققة كانت كافية بتغيير مجرى مباراة الذهاب تمامًا. وبجانب ذلك وقف ضد ليونيل ميسي في مواجهة ثنائية وتصدى لركلة جزاء.
إجمالاً فوز جاء عن جدارة واستحقاق لرفاق ميسي ومبابي ونيمار وباقي النجوم العالمية ومدربهم ماوريسيو بوكيتينو. الذي لعب مباراة كبيرة للغاية أمام المخضرم أنشيلوتي واستطاع التفوق عليه تكتيكيًا من اللحظة الأولى. وبالتالي هو انتصار جاء عن تحضير جيد وأحقية في كل النواحي. وتبقى مباراة العودة مشتعلة ومنتظر ردة فعل كبيرة من العملاق الأبيض.
مبابي قاتل محترف من كوكب آخر
اليوم أثبت مبابي أن مستقبل ريال مدريد بخير. لا سيما وأنه في طريقه بنسبة كبيرة للميرينجي بشكل مجاني في نهاية الموسم. لكن بشرط توفير بعض العناصر الشابة بإمكانيات وجودة عالية في ظل تقدم نجوم خط الوسط في العمر.
الملكي وعشاقه شاهدوا نجمهم المستقبلي وهو يقود فريقا بأكمله. وليس أي فريق بل فريق به ميسي ونيمار معًا.
كما كشف الجوهرة الفرنسية المتألق حقيقة أخرى مفادها أن داني كارفاخال لم يعد كما كان. فلقد حطم الظهير العصري والمميز بالريال طوال السنوات الماضية. حيث كانت جبهته مستباحة طوال اللقاء وتحصل كيليان على ركلة جزاء ضيعها ميسي.
صحيفة “ماركا” الإسبانية أكدت أن مبابي دمر دفاعات ريال مدريد. والأرقام تؤكد ذلك دون شك. حيث سدد 7 كرات على الحارس البلجيكي كورتوا. أربعة منها على المرمى. منها هدف الانتصار في اللحظات الأخيرة.
وخلال أحداث المباراة نجح مبابي في المرور من خصومه بنسبة تجاوزت 67%. وهي بالطبع نسبة كبيرة خاصةً أنك تلعب أمام فريق كبير مثل ريال مدريد. كما لمس الكرة في منطقة جزاء ريال مدريد 18 مرة خلال أحداث المباراة. وقام بثلاث عرضيات. فكانت ليلة مرعبة حقًا بوجوده لدفاع الريال ولاعبيه.
الفريق الأبيض الشهير كان محظوظًا بكون حارسه في حالته. بالإضافة لرعونة لاعبي باريس في اللمسة الأخيرة بعض الشيء. فالفريق سدد على المرمى 20 كرة في اللقاء. وهو أعلى معدل من التسديدات في الموسم الجاري يتلقاه الميرينجي في كل المسابقات. بالتساوي مع ما فعله برشلونة في كلاسيكو السوبر الإسباني. لكن حينها فاز الريال بثلاثية لهدفين.
أمام مبابي.. كورتوا وحده لا يكفي
كورتوا أثبت بالفعل أنه الحارس الأفضل في العالم في الوقت الحالي. لكن لسوء حظه أنه كان يلعب في صف مدريد بتلك المباراة. فريق أنشيلوتي ظهر كأنه لم ينزل للميدان أساسا. رجوع غير مبرر للخلف مع افتقار القدرة على الخروج بالكرة والتدرج بها تحت ضغط لاعبي باريس. فضلاً عن ضياع خط الوسط بسبب فرض الفريق الباريسي أسلوب لعبه من بداية اللقاء.
نعم هي خسارة لكن بسبب كورتوا ما زال هناك للحديث بقية في لقاء الإياب بمدريد. مع تأكيد كون لقاء الإياب أكثر صعوبة في ظل غياب ركيزة خط وسط الريال كاسيميرو لتراكم الإنذارات والفرنسي فيرلان ميندي للسبب ذاته.