“بسرح بالكمامة بعد ماكنت بشتغل في محل ملابس كبير، عايز أجيب أكل لولادي”، بهذه العبارة تحدث محمد جمال أحد بائعي الكمامات الواقية في الشارع، والذي كان يعمل في أحد محلات الملابس، بعد أن قرر صاحب المحل إعطاء جميع العاملين إجازة ليبقى ابنه فقط في المحل دون النظر لمصير هؤلاء العاملين، وهو ما دفعهم للبحث عن مصدر دخل آخر مفترشين الشوارع، حالة محمد ليست الوحيدة، وصاحب المحل لم يقم بالأمر تعسفًا فأكثر من 65% من قطاع الملابس تضرر بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد، وتعددت الأزمات بين تسريح العمال وغلق المحلات بل وغلق المصانع خلال فترة الجائحة أو تحويل نشاطها.
تأثير كورونا على قطاع الملابس الجاهزة:
يؤكد ماهر شعلان، السكرتير العام للشعبة العامة للملابس الجاهزة في الاتحاد العام للغرف التجارية، أن قطاع الملابس تأثر بشكل كبير من أزمة فيروس كورونا، حيث أُغلقت المصايف وهو ما ترتب عليه غلق قطاع الملابس المصنعة خصيصًا للمصايف، بالإضافة الى تقليل فترة فتح المحلات والتي أثرت سلبًا على حجم المبيعات.
ويضيف شعلان، أن إيجار المحلات مرتفع للغاية، وهو ما اضطر الكثير من أصحاب المحلات التجارية إلى تسريح العاملين لتوفير الإنفاق، لافتًا إلى أن أزمة كورونا مستجدة، ولم يستطع أحد وضع آلية للتعامل معها وهو ما جعل الجميع يعانى من تبعاتها.
تقول ماري لويس، رئيس المجلس التصديري للملابس الجاهزة، إن قطاع الملابس الجاهزة يعاني من مشاكل كبرى، وهو ما دفع المجلس إلى تشكيل 5 لجان مختلفة تعكف على مساعدة الشركات والمصانع في التعامل مع جائحة كورونا لتخطي آثارها السلبية، مؤكدة أن المجلس يستهدف تذليل العقبات أمام المصنعين خلال الفترة المقبلة لزيادة حجم صادراتهم خلال الفترة المقبلة.
ويؤكد محمد عبد السلام رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات المصرية، أن نحو 500 مصنع ملابس جاهزة تحولت لإنتاج الكمامات القماش في سعي منهم لتحريك عجلة إنتاج الصناعة فضًلا عن توفير احتياجات السوق المحلى.
هل يصلح الأوكازيون ما أفسده كورونا
ويوضح ماهر شعلان سكرتير عام الشعبة العامة للملابس الجاهزة، أن الأوكازيون مجرد شعار سيتم البيع تحت مظلته ولكن في حقيقة الأمر التخفيضات بالفعل بدأت مع ظهور الفيروس، فراح قطاع كبير من التجار يعلنون عن عروض وتخفيضات بينما قرر جانب منهم البيع بهامش ربح طفيف واتجه آخرون إلى البيع بسعر التكلفة كل ذلك في محاولة للتفاعل مع الأزمة وتقليل الخسائر.
ويضيف شعلان: “الأوكازيون مش ساحر سيعالج ويحل”، لافتًا إلى أن فكرة الأوكازيون تعتمد على حجم الفائض، فالتاجر الذي يبيع خلال الموسم 70% من بضاعته يدخل الـ 30% المتبقية في الأوكازيون بسعر التكلفة، وهو ما يخلق نوع من التوازن ولا يعرضه لخسائر، أما الآن فهناك مبيعات لا تتجاوز الـ 30% وبالتالي تخفيض الـ 70% المتبقي كما كان متبع لن يحدث هذا التوازن، الا أن التخفيضات التي بدأت منذ ما يقرب من 4 شهور ستستمر.
ويشير شعلان، إلى أن جميع المحلات تعمل على اتباع تعليمات الوقاية من الكمامة وتوفير الكحول وتقليل فرص تبديل الملابس بمساعدة المشتري في اختيار المقاس المناسب فضًلا عن السماح له بإعادة المنتج في حال وجود أي خطأ في المقاس.
ونو عمرو حسن رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية، إلى أن التجار بالفعل قدموا تخفيضات تراوحت ما بين 20 لـ 50% منذ بداية الجائحة في محاولة لتقليل حجم الخسائر، متوقعًا أن الفترة المقبلة قد تشهد تقليل لحالة الركود بعد عودة الحياة والعمل مرة أخرى.
ويؤكد حسن، أن التجار سيقومون خلال فترة الأوكازيون وخلال الفترة المقبلة بشكل عام بتقديم مزيد من التخفيضات لإنعاش حالة البيع والشراء مجددًا وفتح مجال للرواج التجاري في السوق المحلى مرة أخرى بعد فترة الركود التي تجاوزت الـ 3 شهور.
تراجع المبيعات:
ماهر شعلان سكرتير عام الشعبة العامة للملابس الجاهزة، أعلن أن المبيعات خلال أزمة كورونا تراجعت بنسبة تصل لنحو 65% مقارنة بالفترة السابقة على ظهور الفيروس.
وعن الأسباب التي أدت الى تراجع حجم المبيعات أكد شعلان أن المواطن أصبح همه توفير احتياجاته الأساسية وهو الأمر الذي ساهم في تقليص مشترياته من الملابس وأصبح الاقبال عليها يتم في أضيق الحدود، مؤكدًا أن هناك عوامل أثرت سلبًا منها عدم السماح بإقامة المعارض التي كانت تُحدث بعض الرواج في المبيعات، وعمل الدولة على تقليل التجمعات فضلا عن فترة حظر التجوال كلها عوامل حجمت من المبيعات خلال الفترة الماضية إضافة الى نقص السيولة المالية في يد المواطن ومخاوف ترك العمل وعدم وجود دخل لدى البعض وهو ما انعكس على مشتريات الأسرة من الملابس.
محمد عبد السلام رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات المصرية قال إن نسبة المبيعات تراجعت بشكل كارثي خلال أزمة كورونا بنسبة وصلت لنحو 90%، مضيفًا أن السبب في ذلك يرجع لسعي المواطن نحو الاقتصاد في الانفاق بعد تراجع حجم الدخل خلال فترة الجائحة، مضيفًا أن قطاع كبير من المصانع قلل في حجم انتاجه وجمد رؤوس أمواله حتى تعود التعاملات وحركة البيع والشراء لسابق عهدها.
عمرو حسن رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية، اعتبر أن المبيعات تراجعت بنسبة لا تقل عن 70%، مؤكدًا أن المصنعين اتجهوا نحو المنتجات الرائجة فعلى سبيل المثال المصليات تم التوجه بشكل كبير نحو تصنيعها بعد زيادة الطلب عليها في الآونة الأخيرة مع فتح المساجد، وكذلك الكمامات.
تأثر الاستيراد بأزمة كورونا ومردود ذلك على الأسعار
ويؤكد شعلان، أن الموسم الحالي لم يتأثر في الاستيراد بأزمة فيروس كورونا فالتعاقد على الملابس يتم قبل الموسم بفترة والتأثير الحقيقي سيظهر في الموسم التالي “الشتوي”، كما أن الأسعار لم تتغير على الأطلاق بالعكس أسعار الملابس بمختلف أنواعها اتجهت نحو الانخفاض في سعى من التجار للتخلص من الراكد لديهم قبل نهاية الموسم.
ويضيف شعلان، أن هناك إنتاج محلى من الملابس وفي حال تأثر الاستيراد يمكن الاعتماد عليه خاصة أن التصدير أيضًا تأثر بنسبة مقاربة خلال فترة الجائحة والفترة التي ستليها.
حجم إنتاج وعمالة قطاع الملابس الجاهزة
ينوه محمد عبد السلام رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات المصرية، إلى أن هناك ما يقرب من 10 آلاف شركة ومصنع تعمل في إنتاج الملابس، وهناك عمالة مباشرة وغير مباشرة في هذا القطاع فعدد العمال داخل الشركات “العمالة المباشرة” يقدر بنحو مليون و500 ألف عامل، وما يقرب من 130 ألف عمالة غير مباشرة.
ويوضح عبد السلام، أن حجم السوق المحلي للملابس الجاهزة يقدر بنحو 200 مليار جنيه سنويًا والإنتاج المحلي للقطاع يشكل نحو 70% من حجم المطروح في السوق.
ووفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فقد تراجع حجم صادرات الملابس الجاهزة خلال الربع الأول من العام الجاري إلى 98.7 مليون دولار مقابل 129.6 مليون دولار في الربع الأول “نفس الفترة” من العام الماضي، بنسبة انخفاض في الصادرات تُقدر بنحو 23.9% بعد جائحة كورونا.
مواطنون: الملابس أسعارها منخفضة وكورونا لم يمنعنا من الاستفادة
أشرف إبراهيم، مهندس، أكد أن نسبة شراءه من الملابس هذا الموسم أكبر من غيره، لأن أزمة كورونا ساهمت في تقليل عدد المواطنين داخل محلات الملابس وهو ما سمح له بالشراء على أكثر من مستوى، كما أن انخفاض الأسعار مكنه من شراء الكثير من الملابس، كما ساهم نقص عدد المواطنين بإتاحة الفرصة له في اختيار كل ما يلزمه من ملابس.
وأضاف إبراهيم، أن بعض المحلات كانت فارغة تمامًا من المواطنين، وأن بعض “البراندات” العالمية وضعت تخفيضات وصفتها بـ”المذهلة”، مؤكدًا أن أسعار الملابس هذا الموسم الأقل على مدار ما يقرب من 6 سنوات مضت بالنسبة له.
سارة إبراهيم، موظفة، قالت إنها قامت بشراء كمية من الملابس يُقدر سعرها بـ 5 آلاف جنيه بعد التخفيض، مؤكدة أنها حصلت على تخفيضات تراوحت من 50 لـ 70%.
وأشارت سارة، إلىأن هذا الموسم يعد الأكثر رفاهية بالنسبة لها في شراء الملابس نتيجة التخفيضات الكبيرة التي راحت المحلات التجارية في وضعها، وأضافت قائلة “اشتريت ليا وللزمن، دى فرصة متتعوضش”.