قصة ملحمية للأرجنتيني ليونيل ميسي -أسطورة برشلونة وخليفة النجم التاريخي دييجو مارادونا في ملاعب الساحرة المستديرة. انتهت بشكل سيئ برحيل البرغوث الصيف الماضي صوب باريس سان جيرمان الفرنسي. بسبب أزمة مالية طاحنة يمر بها النادي الكتالوني. جعلته غير قادر على تجديد عقد ميسي براتب مرتفع نظرًا لتجاوزه سقف الرواتب. ما أدى في النهاية لرحيل الملك ليو بعد رحلة سنوات طويلة.
ولكن بعد موسم غير جيد لميسي في عاصمة النور باريس. وتحسن الأمور كثيرًا فنيًا في برشلونة مع قدوم الأسطورة تشافي هيرنانديز لتدريب الفريق. وضم صفقات جيدة بالشتاء وتحسن النتائج. وماليًا بعد توقيع البلوجرانا اتفاق رعاية قياسيا معشركة كبرى يساعده على الخروج من كبوته المالية شيئا فشيئا. بدأت وسائل إعلام أوروبية تتداول في الساعات القليلة الماضية معلومات تتحدث عن رغبة ميسي في العودة إلى ناديه السابق. حيث لم يكن موسمه الأول في باريس على مستوى الطموحات بعد الخروج من دوري أبطال أوروبا وكأس فرنسا. ولم يتبق للفريق إلا لقب الدوري الفرنسي.
أرقام ضئيلة لسيد اللاعبين!
لم يسجل ميسي إلا 7 أهداف فقط وأسهم في 11 تمريرة حاسمة في 26 مباراة خاضها مع سان جيرمان في جميع البطولات. وهي أرقام متدنية للغاية مقارنة بما كان يقدمه البرغوث مع برشلونة.
وما زاد الطين بلة صافرات الاستهجان التي أطلقها عدد من مشجعي النادي الباريسي تجاه لاعبين بالفريق بينهم ميسي. قبل وأثناء مباراة بوردو في الدوري الفرنسي. على خلفية الخروج المخيب من الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا. عقب الخسارة إيابًا من ريال مدريد بثلاثة أهداف لواحد على ملعب سانتياجو برنابيو الأربعاء الماضي.
وذكر الصحفي الإسباني جيرارد روميرو في مدونة على مواقع التواصل الاجتماعي أن خورخي ميسي والد ليونيل ووكيل أعماله بحث مع إدارة برشلونة إمكانية عودة نجله إلى “كامب نو”.
وتنسجم هذه المعلومات مع مداخلة الصحفي الكتالوني كيم دومينيك في برنامج الشرينجتو التليفزيوني الشهير. التي أكد فيها أن ميسي يريد العودة إلى برشلونة.
عوامل تقف عائقا أمام عودة ميسي للبارسا
ورغم أن هذه التطورات قد تثير سعادة أنصار برشلونة. الذين صُدموا الصيف الماضي برحيل ليو. لكن عودته لن تكون سهلة على الإطلاق لأسباب عدة نستعرضها في النقاط التالية.
احتمال رحيل مبابي: يعيش كيليان مبابي الشهور الأخيرة في عقده مع باريس سان جيرمان الذي ينتهي يوم 30 يونيو 2022. وعلى ما يبدو فإنه لا يفكر في التجديد. ولم تنجح محاولات الإدارة الباريسية في إقناع مبابي بالتجديد حتى هذه اللحظة. قبل أن تتعقد الأمور أكثر عقب إقصاء الفريق من دوري الأبطال أمام ريال مدريد بالذات.
وتشير وسائل إعلام أوروبية عديدة إلى أن ريال مدريد اتفق مع مبابي بالفعل على بنود العقد. لكن التوقيع سيكون بعد اليوم الأخير من فك ارتباطه بسان جيرمان. وفي ظل هذه المعطيات ستكون إدارة باريس متشددة حيال رحيل ميسي ولن تسمح بذلك. حتى لا تفقد نجمين كبيرين في فترة انتقالات واحدة.
واعترض عدد من أعضاء مجلس الإدارة على صافرات الاستهجان التي أطلقتها الجماهير ضد ميسي يوم الأحد. لكن المشجعين لن يعارضوا رحيله في الصيف إن حدث وفق ما ذكرته صحيفة ليكيب الفرنسية.
عقد ميسي ممتد لعامين
عندما غادر ميسي البارسا في الصيف الماضي كان متأكدًا هو والنادي أن أمر عودته إلى برشلونة مسألة وقت ليس إلا. فكان الاعتقاد السائد أن ميسي سيعود بمنصب إداري قبل هذه التطورات الأخيرة. التي تشير إلى أن رؤية البرغوث بقميص النادي كلاعب أمر وارد الحدوث وإن كان صعبًا لكنه ليس مستحيلاً.
ففي يوم 11 أغسطس من العام الماضي 2021 أعلن باريس تعاقده مع ميسي في عقد يمتد لموسمين اثنين. مع إمكانية التجديد لموسم ثالث. وعليه فإنّ عقد ليو مع سان جيرمان يجبره على البقاء لموسم آخر في عاصمة النور. ولا يبدو أن الإدارة مستعدة للتفريط فيه خاصة مع اقتراب كأس العالم 2022.
وتريد الإدارة الباريسية الإبقاء على ميسي لموسم واحد على الأقل. لكون وجوده مع الفريق يمثل دعاية قوية لمونديال كأس العالم المقررة إقامته في قطر نهاية العام الحالي. لذا ستعارض مسألة رحيله بشكل قاطع.
راتب قياسي
فشل برشلونة في التوقيع مع ميسي على عقد جديد في الصيف الماضي بسبب الأزمة المالية الخانقة التي يعانيها النادي. وهو الأمر الذي اعترف به الرئيس خوان لابورتا.
ويمثل راتب ميسي العالي عقبة أساسية في وجه أي عودة محتملة لأفضل لاعب في العالم 7 مرات. خاصة مع البيانات والإحصائيات الجديدة التي صدرت عن رابطة الدوري الإسباني حول سلم رواتب الأندية الإسبانية.
وأعلنت رابطة الليجا عن الحد الأقصى لرواتب اللاعبين في النادي الكتالوني. حيث ارتفع بنسبة بسيطة ليصل إلى 144 مليون يورو فقط. بعد أن كان 97 مليون يورو. وأشارت إلى أنه سيتعين على برشلونة تخفيض أجور كثير من اللاعبين أو الاستغناء عن بعضهم إذا ما أراد النادي إبرام تعاقدات جديدة.
تشافي ومشروعه الجديد
رغم العلاقة الرائعة التي تربط ميسي بتشافي هيرنانديز -مدرب برشلونة الحالي وزميله الأسبق في الفريق- فإن قرار عودته يبقى في يد المدرب. وتشير صحيفة “ماركا” الإسبانية إلى أن تشافي يعلم أن ميسي سيصل إلى عامه الخامس والثلاثين في الصيف المقبل. وهو ما يهدد فلسفته في التعامل مع اللاعبين الشباب.
ومع تراجع نتائج البلوجرانا هذا الموسم وإقصائه مبكرًا من دوري الأبطال وكأس ملك إسبانيا وابتعاده بـ12 نقطة عن ريال مدريد متصدر الدوري الإسباني. فإن الفريق يملك مخزونًا رائعًا من اللاعبين الشباب الذين يقع على عاتقهم مسؤولية استعادة أمجاد برشلونة. لذا قد لا يرغب تشافي في المخاطرة وإلحاق الضرر بالمشروع الجديد. وبالتالي فإن عودة ميسي لا تزال حلمًا بعيد المنال لمشجعي البلوجرانا.