بينما تتجه الأنظار إلى الحرب الروسية على أوكرانيا وما تخلقه من تداعيات سياسية واقتصادية وإعادة تشكيل التوازنات الجيوسياسية، يبدو الاحتلال الإسرائيلي قادرا على توظيف أوراقه للاستفادة من الأزمة، سواء خارجيا بلعب دور الوساطة أو داخليا بتعظيم سياساته الاستيطانية من خلال جذب اللاجئين الأوكرانيين ذوي الأصول اليهودية ليتحولوا إلى مستوطنين جدد داخل كيانه الذي صادق أيضا على مخططات استيطانية مستحدثة.

في الخامس عشر من مارس/آذار الجاري استُشهد ثلاثة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي بعد اقتحامات في مخيمي بلاطة في نابلس وقلنديا شمالي القدس، وعملية للشرطة الإسرائيلية في النقب. تشير نطاقات المواجهات إلى تنوعها جغرافيًا إذ تشمل الضفة الغربية والقدس وأراضي الخط الأخضر، ضمن مؤشر متصاعد على “غليان” الشارع الفلسطيني الذي يشهد تصاعدا كبيرا في العمليات الفدائية الفردية والمواجهات خلال الأشهر الماضية.

طرحت الحرب على أوكرانيا أسئلة عدة خلال الفترة الماضية، ليس فقط بشأن ازدواجية المعايير الغربية وإنما كذلك مشروعية النضال الفلسطيني وأدواته. فالعقوبات الأمريكية والأوروبية أرست عدة مبادئ في الأزمة منها: المقاطعة الاقتصادية الواجبة للمحتل، وعدم التمييز بين الشعب والنظام من خلال عقوبات ثقافية ورياضية وفنية، وأيضا حق المعتدى عليه في استعمال “خطاب العنف والكراهية” ضد المعتدي حتى وإن شمل الإشادة بأقصى اليمين؛ لكونهم في هذه الحالة “مقاومين” وليس “متطرفين“. وهي جميعها أدوات اُنتقد الفلسطينيون بسببها وفُرضت قيود لمنعهم من استخدامها.

 

اقرأ أيضا: عن العقوبات “المستغربة”: جذور التوجس الغربي من روسيا

 

في هذا السياق تثير الأزمة استفسارات حول تموضع كل من الاحتلال والسلطة الفلسطينية وحركة حماس، وما الذي تعنيه هبّة شعبية جديدة ومُتوقعة  في إطار أجندة دولية مُتخمة وزخم إنساني عالمي.

موقف السلطة وحماس

التزمت السلطة الفلسطينية الحياد خلال الأزمة، ورفضت ضغوطا أمريكية لإدانة الغزو الروسي، بحسب ما كشف موقع “أكسيوس”، الذي أشار إلى أن السلطة الفلسطينية ليس لديها تصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالتالي لم يكن عليها اتخاذ موقف علني. وهو ما عبّر عنه وزير خارجيتها رياض المالكي بقوله “نحن لسنا دولة ولا نستطيع تصدير موقف مع طرف ضد طرف، ولنا علاقات مع الطرفين“.

يعلق المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري للموقع الأمريكي: “إدانة روسيا تعني أن الفلسطينيين سيفقدون حليفًا رئيسيًا وداعمًا لمواقفهم السياسية. لذلك من الأفضل للسلطة أن تنأى بنفسها عن الصراع. في المقابل الولايات المتحدة رغم مواقفها الكلامية لم تقدم شيئًا للفلسطينيين ولم تعد فتح قنصليتها في القدس، ولم تطلق عملية سياسية تقوم على حل الدولتين”.

ويشير معهد السياسات والاستراتيجيات الإسرائيلي إلى أن السلطة الفلسطينية تخشى من إزاحة الأزمة أكثر للقضية الفلسطينية عن جدول الأعمال العالمي، وتعمق الضرر الذي قد يلحق بالمكانة الدولية للولايات المتحدة التي يقودها رئيس ينوي -حسب رأيهم- زيادة الضغط على إسرائيل والدفع بالمفاوضات السياسية.

ثمة مخاوف فلسطينية أيضًا من تأخر وحتى توقف الدعم الأوروبي المالي لها الذي سيتوجه إلى أوكرانيا، خاصة مع الخسائر والأضرار الفادحة على خلفية العقوبات ضد روسيا، والتي ستترك آثارًا عامة على الاقتصاد الأوروبي والعالمي لجهة ارتفاع أسعار النفط والمواد الغذائية، وفقا لما يراه الباحث والإعلامي الفلسطيني ماجد عزام. ولفت إلى أن السلطة تعاني أصلًا أزمةً اقتصاديةً خانقةً، وكانت تلقت وعودًا أوروبية بتقديم المساعدات المالية عن العام الماضي.

 

اقرأ أيضا: التقارب التركي الإسرائيلي: ما جنته الاتفاقات الإبراهيمية

 

على خطى السلطة الفلسطينية، تحرص حماس على التزام الصمت حيال الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا. ويذكر موقع “المونيتور” أن الحركة لا تنوي السماح للأزمة الأوكرانية بتوتير علاقاتها مع موسكو التي نشأت علاقات رسمية معها منذ فوز حماس بالانتخابات التشريعية في 2006 وامتدت لاحقا إلى عدة زيارات رسمية ومباركة لوثيقتها السياسية الجديدة عام 2017، بالإضافة إلى موقف روسيا الرافض لصفقة القرن، التي أعلنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

ويمكن استشفاف تفاؤل حذر من جانب حماس، جسّده موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، حينما غرّد عبر “تويتر”: “أبلغ دروس الحرب الروسية-الأوكرانية أن عهد أمريكا القطب المتفرد بالعالم قد انتهى، لعدم قدرتها على اتخاذ قرار الحرب في مواجهة روسيا؛ ومن لا يتخذ قرار الحرب، لن يكون مقرر السياسة الدولية. هنا نستطيع التحدث عن مستقبل الكيان الصهيوني”.

ويرى إياد القرة، الباحث السياسي المقرب من حماس، أن الحركة تتخذ الحيطة والحذر والصمت حيال الحرب لتفادي مزيد من العزلة، خاصة بعد أن صنفتها المملكة المتحدة جماعة إرهابية في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وأستراليا في مارس/آذار الجاري.

يوضح هنا معهد السياسات والاستراتيجيات أن موقف حماس يُظهر انخراطها في المراقبة والتعلم العميق للأزمة -كما فعل حزب الله وإيران على الأرجح- في محاولة لفهم تداعياتها الاستراتيجية العميقة.

واعتبرت ورقة تقدير موقف لمركز الزيتونة للدراسات أنه من شأن التهاب صراع النفوذ بين الأقطاب الدولية في المنطقة، إن تحقّق حال احتمال روسيا هجمة العقوبات والعزل المسلّطة عليها، أن يتيح فرصًا لإعادة التموضع بالنسبة للأطراف الإقليمية، وأن يفتح أفقًا محتملاً لخروج القضية الفلسطينية من حالة الانسداد السياسي المزمن الذي شهدته في ظل هيمنة الولايات المتحدة على ما سمي “عملية سلام الشرق الأوسط”، وما تمخّض عنها من اتفاقات وأنظمة.

 

لكنّ ذلك لن يتّضح في الأمد القريب، فهو متعلِّق أساسًا بما ستؤول إليه الأزمة الدولية الحالية المرشحة لمزيد من المفاجآت، ومدى تأثيرها على موازين القوى الدولية والإقليمية“.

توظيف المصالح الإسرائيلية

يُفصّل تسيفي برائيل المحلل السياسي لصحيفة “هآرتس” طبيعة العلاقات الجيدة بين إسرائيل وكلا من روسيا وأوكرانيا، مشيرا إلى أن هذه العلاقات مع الطرفين هي التي شجعت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على اقتراح توسط إسرائيل بين روسيا وأوكرانيا. “ومع أن هذا الاقتراح جاء في الوقت الضائع ولا يتناسب قطعيا مع حجم المشكلة، إلا أن بعض المسؤولين في إسرائيل وجدوا فيه ما يعزز موقف الحذر والحياد والتردد”.

يحذر مراقبون من إمكان استغلال إسرائيل حالة الانشغال العالمية بأوكرانيا لتنفيذ مخططات مقررة، لكن تنفيذها مؤجل، خشية ردود الفعل الدولية. ومن بين هذه المشاريع ضم المستوطنات القريبة من القدس إلى منطقة نفوذ بلدية الاحتلال، وتنفيذ مشاريع استيطانية كبرى.

في المقابل ذكرت مصادر صحافية إسرائيلية أن الأمر لن يكون بهذه السهولة إذ سبق للسفارة الأميركية أن حذرت مؤخرا من مخطط تهجير سكان حي الشيخ جراح. وتؤكد تلك المصادر أن الولايات المتحدة حريصة حاليا على حشد أكبر تأييد دولي لمواقفها من روسيا والعقوبات المفروضة عليها بسبب اجتياح أوكرانيا.

ومن الفوائد التي يمكن أن تجنيها إسرائيل من الحرب على أوكرانيا، بحسب المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية “مدار”، تعزيز نزعتها العسكرية الأمنية، وإدعائها الحاجة إلى حدود آمنة ومعترف بها يمكن الدفاع عنها، بالإضافة إلى تمسكها بمطلب التفوق النوعي على جميع أعدائها الواقعيين والمحتملين، وكذلك رفضها أي شكل من أشكال الإفصاح أو الرقابة على الأسلحة النووية ورفضها التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وهذه النزعة تعفيها في الوقت نفسه من أي التزامات قد يمليها استئناف عملية التسوية.

يعتقد عبد العليم محمد، الباحث المصري المتخصص في الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، أنه ما من أزمة أو تطور في النظام الدولي أو العلاقات الدولية، إلا وتستثمرها إسرائيل في صراعها ضد الشعب الفلسطيني وتهميش قضيته العادلة في الدولة والتحرر من الاحتلال.

ويضرب بعض الأمثلة: انهيار الاتحاد السوفيتي وهجرة اليهود السوفييت بعشرات الآلاف، وأحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 ومساواة المقاومة بالإرهاب، والعدوان الأمريكي على العراق وإضعاف الجبهة العربية المناوئة لإسرائيل، والأزمة السورية منذ 2011، ودعم نفوذ إسرائيل في مواجهة إيران وحلفائها، وأخيرًا وليس آخرا تأهب إسرائيل لاستثمار الحرب الروسية الأوكرانية وتعظيم استفادتها منها على الصعيد الاستراتيجي في المدى الطويل وعلى الصعيد السياسي في المدى المنظور.

كذلك، تنظر إسرائيل بعين الرضى إلى منح الدول الأوروبية الأولوية للتسلّح والأجندة الأمنية، في ظل الأزمة الأوكرانية. “فهي تسبح في المجال الأمني كالسمك في البحر، وترى أنها فرصة لطرح بضاعتها في السوق الأوروبية التي ستسكب مئات المليارات من الدولارات في المجال العسكري والمخابراتي والأمني” بتعبير السياسي الفلسطيني جمال زحالقة.

مخاوف أمنية من اشتعال هبة شعبية

تتبدى مخاوف أمنية إسرائيلية من اشتعال هبة شعبية فلسطينية جديدة؛ نتيجة تتدافع كل العوامل سابقة الذكر. لم تكتفِ إسرائيل بالاستعدادات الداخلية، فاتجهت نحو تنسيق أمني مع الولايات المتحدة حول سبل التعاون لمواجهة توقعات الأجهزة الأمنية باشتعال الأوضاع الأمنية خلال الشهر المقبل إلى حد الحرب مع تزامن عدة أحداث في آن واحد، وأبرزها: شهر رمضان، ووصول آلاف المصلين إلى المسجد الأقصى، ومرور سنة على “انتفاضة الوحدة”، وذكرى يوم الأرض وجميعها تتقاطع مع أعياد دينية يهودية.

وكان رئيس “الشاباك” قد حذر في بيان مشترك مع الجيش من تصعيد لا يقتصر على خلفية وصول آلاف المصلين في الأقصى إنما أيضًا بسبب مسيرات استفزازية ينظمها اليمين الإسرائيلي المتطرف في القدس المحتلة، خلال عيد الفصح اليهودي الذي سيحل خلال رمضان. وبحسب التوقعات من الممكن مشاركة أكثر من مئة ألف يهودي في هذه المسيرات.

“مع تسلسل كهذا للأحداث فإن إمكانية تفجير الوضع تصبح أعلى من أي وقت مضى، خصوصًا إذا ما تكرر سيناريو المواجهات في البلدات العربية والمدن المختلطة، سواء تضامنًا مع أبناء شعبهم الفلسطيني في الضفة وغزة أو على خلفية عنصرية من قبل يهود في المدن المختلطة”، تشير “إندبندنت عربية”.

 

اقرأ أيضا: كتائب شهداء الأقصى: عن دلالات العودة للواجهة من جديد

 

وحذّر ديفيد هاشم، المستشار السابق للشؤون العربية لسبعة من وزراء الحرب الإسرائيليين، من أن الفصائل الفلسطينية المنزعجة من تهميش الصراع مع إسرائيل قد تسعى إلى شن هجمات جديدة لتصعيد الوضع واستعادة الأضواء الدولية. وقال: “إنهم يعتقدون أنه بدون الضغط على إسرائيل واهتمام المجتمع الدولي، لن يزدهر نضالهم. إذا حدث تصعيد في الضفة الغربية، أفترض أن غزة ستنضم عاجلاً أم آجلاً”.

وقد أمر وزير الأمن الداخلي في إسرائيل، قبل أيام، قائد الشرطة الإسرائيلية بتقييد مشاركة أعضاء الكنيست الإسرائيلي المتطرفين، في اقتحامات المسجد الأقصى بهدف حماية أمنهم؛ خوفا من اندلاع توترات وجولة تصعيد جديدة.

لا يظن عماد أبو عواد، مدير مركز القدس للدراسات، أنه قد تحدث انتفاضة فلسطينية كبيرة على غرار الانتفاضة الأولى أو الثانية ولكن هبات شعبية متواصلة يتخللها عمليات فردية.

وفي حديثه مع “مصر 360” يميل إلى حرب جديدة في قطاع غزة، قائلا: “ما من شك أن الظروف الدولية تؤثر على الحراك الفلسطيني  بشكل عام ولكنها تؤثر على المقاومة بشكل خاص، فقد شاهدنا العام الماضي مع التركيز الإعلامي على الحرب في غزة كان نوعا ما هناك كبح للسلوك الإسرائيلي. بأعتقادي هناك حرب قريبة مع القطاع. ربما السياق العالمي والجيوسياسي ليس مناسبا، ولكن سياسة إسرائيل منذ سنوات هي وضع غزة في حالة القرب من الموت؛ من حصار وضرب اقتصاد ومنع سفر وهي أمور يشعر الغزي أنها غير قابلة للتغيير”.

ويضيف “المقاومة رفعت سقفها عاليًا العام الماضي، فلأول مرة تتدخل بخصوص موضوع خارج القطاع. ومع تصاعد العمليات الفردية واستمرار سياسة التوسع الإسرائيلي أظن أن المقاومة لن تجد نفسها قادرة على ضبط سلوكها.. ربما نشهد فسيفساء فلسطينية مترابطة في الهبة القادمة تشمل الضفة والقدس والداخل والنقب”.

ما الذي تعنيه هبة شعبية جديدة؟

قد يبدو للوهلة الأولى أن الأزمة الأوكرانية لن تعود بتأثيرات ملموسة على القضية الفلسطينية، وأنها ستصرف الاهتمام الدولي بعيدًا عنها؛ لكنّ توفّر إرادة سياسية فلسطينية مصحوبة بهبّة شعبية أو انتفاضة، وجاهزية تَدَخُّل لدى المقاومة الفلسطينية كفيل بأن يُعيد فرض القضية الفلسطينية على المستوى الدولي -بحسب مركز الزيتونة- وتوظيف حرص واشنطن وحلفائها على التهدئة في هذه المرحلة الحسّاسة لأجل انتزاع مكتسبات معيّنة لصالح الشعب الفلسطيني وقضيّته، على الرغم من ضعف البيئة الإقليمية الرسمية الحاضنة لهذا التصعيد المحتمل.

ويرى الباحث الفلسطيني ساري عرابي أن حدوث انتفاضة شعبية يعني خلق أفق جديد في سياق القضية التي تمر بحالة جمود غير مسبوقة تاريخيا ناجمة عن الانقسام وسياسات السلطة التي انتهجت مشروع المفاوضات والتسوية. “هذا لم ينته إلى أفق مسدود فقط بل لنتائج عكسية تدمر القضية الفلسطينية، بل انتهى إلى مشاريع الضم وتوسع الاستيطان وتسهيل التمدد والنفوذ للاحتلال وتطبيع وجوده وتكريسه في العالم بينما المقاومة في غزة محصورة في ظروف غير مواتية (..) فيما أدار الإقليم العربي ظهره للقضية من خلال موجات تطبيع كبيرة”.

ويقول عرابي لـ”مصر 360“: “الأمر ليس سهلا في ظل بنية السلطة وتوجهاتها في الضفة الغربية. ولكنها قد تفتح آفاقا لإعادة انتباه العالم لما يجري في فلسطين وقد تضع بعض الكوابح لتمدد الاحتلال في المنطقة والإقليم والهرولة الحميمية تجاهه. وقد تضع موازين جديدة في طريقة التعامل مع المستوطنين. فإشكال الاستيطان ليس فقط مصادرة البنية التحتية بل في التعامل البشري إذ باتوا يعتدون على الفلسطينيين وهي حالة غير مسبوقة فتاريخيا كان المستوطن يخاف الفلسطيني”.

ويتوقع عرابي أنه إذا حصلت اشتباكات حقيقة في القدس والضفة فهذا قد يشجع المقاومة على التدخل “لأنه ثمة إشكالية غير محلولة داخل القطاع؛ فلا الحصار رُفع ولا آفاق المقاومة لعملية مشاغلة للاحتلال متاحة بشكل دائم، وبالتالي قد يحصل نوع من المواجهة لكي تُشكّل رافعة لها”.

لكنه يستدرك “نتحدث عن قوى كبرى تتصارع وقوى إقليمية تحاول أن تختار موضعها بشكل دقيق. وهذا ما انعكس على موقف إسرائيل وارتباكه لوجود روسيا إلى جواره في سوريا. ربما تحاول قوى إقليمية أو دولية أن تستثمر في الانتفاضة مما يعطي الشعب الفلسطيني دعما وزخما. لكن السيناريوهات متعارضة والمشهد غامض وعلى الشعب الفلسطيني أن يؤدي واجبه النضالي”.

 

وسط هذه المفارقات المؤلمة يمكن لنا نحن الفلسطينيين شق طريقنا نحو إحداث اختراقات لدى القواعد الشعبية الغربية المتعاطفة اليوم مع أوكرانيا والرافضة لفكرة احتلال روسيا، فالحرب على أوكرانيا حدث عالمي مهم حامل لمقومات الاستفادة منه، فنحن اليوم علينا مسؤولية العمل لاستثمار المزاج الشعبي الغربي الرافض لفكرة الاحتلال، والمتعاطف مع الشعب المحتل، والمتقبل لفكرة المقاومة“، يقول المركز الفلسطيني للإعلام.